بين الحضر والبدو
ينقسم المجتمعُ حسبَ طريقة المعيشة إلى ثلاثة أقسامٍ وهي، سكان المدن، وسكان الأرياف، والبدو، ويطلق على سكان المدن وسكان القرى مصطلح الحضر، أما سكان البدو فهم القبائل التي تعتمد على تربية المواشي، وترتحل من منطقةٍ إلى أخرى حسب توفر المراعي والمياه.
الحضر
الحضر هم سكّان المدن والقرى، وتختلفُ طبيعة حياتهم عن البدو، فسكان المدن يسكنون في بيوتٍ مبينةٍ بطرقٍ هندسيةٍ من الإسمنت والطوب والحجر الأبيض وغالباً ما تكون على شكل عمارةٍ كبيرةٍ مقسمةٍ إلى طوابق، والطوابق مقسمةٌ إلى شققٍ، تتميز المدينة عن القرية بشدة الازدحامات بها سواء من حيث كثافة المباني وتقاربها من بعضها يتخلّلها شوارعُ عريضة معبّدة، تنتشر على طولِ هذه الشّوارع المحلاّت والأسواق التجاريّة، ويرتاد سكان القرى والبوادي هذه الأسواق لشراء حاجاتهم ومستلزماتهم المعيشيّة.
يعمل سكان المدن بالوظائف الحكوميّة وفي مجال التجارة، لذلك يعتبر مستوى حياتهم مرتفعاً، وينعكسُ ذلك على قدرتهم الشرائية فيعيشون حياةً منعمةً أكثر من باقي السكان، من حيث توفر الخدمات الصحيّة والتعليميّة والترفيهيّة.
أما سكان القرى أو "الأرياف" فيعيشون في بيوتٍ مبنيةٍ من الأسمنت والطوب، وتكونُ في الغالب عبارةً عن طابقٍ واحدٍ ويكون للبيتِ "حوش"، وتصل إلى البيوت شبكات المياه والكهرباء، وفي الغالب يعمل سكان القرى بالزراعة، وعددٌ قليل منهم يعمل بالوظائف الحكومية الصغيرة، نستطيع القول بأنه لا يوجد قريةٌ أو تجمعٌ سكاني غير مزودٍ بالكهرباء والماء، وتتوفر فيه أغلب الخدمات من مراكز صحيةٍ ومدارس للذكور والإناث.
البدو
يطلق اسم البدو على القبائل التي تعتمد على تربية المواشي والإبل، وتعيش في البادية معتمدين على المراعي الطبيعيّة فيها، مما يتطلب الأمر تنقّلهم في البوادي من منطقةٍ إلى أخرى طلباً للعشب والماء، طبيعة حياة البدوي تتطلب أن يكون بيتهم سهل الحمل لذلك تكون هذه البيوت مصنوعةٌ من شعر الماعز يتم صنعها بطريقةٍ فنيةٍ متقنةٍ، بحيث يقوم هذا البيت بحماية أصحابه من حر الشمس وبرد الشتاء.
يتصف البدو بتمسّكهم بالعادات والتقاليد أكثرَ من سكان الحضر، فالبدويّ يعتزّ بقبيلته وهي محطّ اهتمامه ومحافظته على سمعتها بين القبائل ومن صفات أهل البدو الكرم، والشجاعة، والنخوة، والبلاغة، والوفاء يُشكل شيخ القبيلة قيمةً كبيرةً لجميع أفراد القبيلة، فيأتمرون بأمره ولا يخالفون له رأياً.
تطوّرت حياة البدو بشكلٍ كبيرٍ وتحسّنت سبل الحياة، فمنهم المتعلّمون الذين حصلوا على أعلى الشهادات، وشغلوا مناصب عليا، فجمعوا بين الأصالة وبين مظاهر الحياة العصرية، ولم يعد هناك فروقٌ اجتماعيّة كبيرة بين البدو والحضر.