باتت الشبكات الاجتماعية المصدر الأول للمعلومات في العالم، فأصبحت تلك المواقع والمنصات تتحكم في انتشار الأخبار والمقالات التي نقرأها أو المقاطع المصوّرة التي نشاهدها.
ويعتمد هذا الانتشار عادةً على تفاعل المستخدمين؛ ما يعني أن تعليقك أو مشاركتك أو تفاعلك مع المحتوى المنشور على الشبكات الاجتماعية، يجعل منك طرفاً في هذه المعادلة.
هل تساءلت يوماً عن المؤهلات التي يجب أن يتمتّع بها المحتوى حتى يحقق الانتشار المنتظر؟
تقول صحيفة Daily Mail البريطانية، إن العلماء راقبوا ما يحدث في أدمغة البشر قبل أن يقرروا المُساهمة في انتشار محتوى ما، فركز الباحثون على طريقة التفاعل مع المحتوى الصحي، ليكتشفوا وجود مناطق معينة في الدماغ يقع على عاتقها مسؤولية تقييم أهيمة المعلومات.
وبعد التعرُّف على نمطٍ محدد من النشاط الدماغي، تمكَّن العلماء من معرفة المحتوى الذى سيحظى بانتشار واسع.
وقالت د. ايميلي فولك - المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية -، إن الناس يهتمون بقراءة أو مشاركة المحتوى الذي يربطهم بتجاربهم الشخصية، أو ببحثهم عن هويّـتهم وما يحلمون به، موضحةً “أنّهم يشاركون أشياء ربما تحسّن من علاقاتهم، وتجعلهم يبدون أذكى أو أكثر تعاطفاً، أو تُظهرهم في صورة إيجابية”.
وباستخدام الرنين المغناطيسي، قاس العلماء النشاط الدماغي لأشخاصٍ يقرأون عناوين إخبارية ومختصرات لـ 80 مقالاً صحياً بصحيفة New York Times.
وسئل المشاركون عن احتمالية أن يقرأوا أو يشاركوا المقالات، قبل أن يفحص العلماء أجزاءً من الدماغ مرتبطة بالتفكير المتعلّق بالنفس، والمناطق المرتبطة بتصوّر ما قد يفكّر به الآخرون، ووجدوا أن الشخص يفكر بنفسه وبالآخرين حين يقرر قراءة مقال ما.
تقول الباحثة اليزا بايك، “عندما تفكر بشأن ما تقرأه وما تشاركه، فإنك غالباً ما تفكر بنفسك وبعلاقاتك بالآخرين”.
وأشارت دراسة ثانية إلى أن المحتوى يلعب على نفس الأوتار في دماغ الإنسان، ويركز على عاداتٍ مشابهة قد تُحفّز على مشاركته.
تقول المؤلفة المساعدة كريستين شولتز، “إن كان بإمكاننا استخدام عدد صغير من الأدمغة لتوقّع ما ستقرأه أعداد كبيرة من القراء، فإن هذا يعني أن أشياء مشابهة تجري بين الناس”.