في كثير من الأحيان تكون عملية اختيار اسم المولود الجديد شاقة على الوالدين، لكن وفقاً لبحث جديد فقد أظهر بأن الاختيار بشكل مناسب قد يكون أكثر أهمية مما كنا نعتقد. وكما جاء في صحيفة التليغراف البريطانية، فقد خلص أكاديميون إلى أن الاسم الأول للشخص يغير من شكله، كما أطلقوا على هذه الظاهرة اسم تأثير دوريان غري (Dorian Gray’s) نسبة إلى شخصية في إحدى روايات الكاتب المشهور أوسكار وايلد.
فعلى سبيل المثال، يتوقع المجتمع أن يكون الشخص الذي يحمل اسم “بوب” دائري الوجه وبشوشاً أكثر من شخص يُدعى “تيم”. يجعل هذا التوقع من “بوب” اجتماعياً وبشوشاً بشكل أكبر، فيما يبدو “تيم” متحفظاً وحذراً بشكل أكبر.
هل اسمك يؤثر على شكلك؟
هذه العلاقة قد تكون مرتبطة بتأثير “بوبا-كيكي” الذي يُوحي إلى أنه في جميع اللغات تتم تسمية الأشياء الدائرية والناعمة بأصوات دائرية (بوبا، وتعني دائري) بينما تُستخدم الأصوات (كيكي) لوصف الأشياء النحيلة.
وفي نفس الإطار، نجد أن الأشخاص الذين يحملون اسم “وينستون” يميلون للتجهم، بينما يرى المجتمع أن من يحملن اسم “ماري” يتميزن بالخلق الرفيع، وهما صفتان قد تُغيِّران في ملامح الوجه، ما يؤدي إلى تغيير شكل الوجه مع مرور الزمن.
وقياساً على ذلك، فإن من يحملن اسم “كاثرين” يعتبرن أكثر جدية واعتماداً على الذات من اللواتي يحملن اسم “بوني”. وقد تحمل التوقعات الاجتماعية “كاترين” على أن تكون أكاديمية ومجتهدة بشكل أكبر، ما يمكن أن يؤثر تدريجياً على تطور عضلات الوجه بسبب زيادة التركيز على سبيل المثال.
أشكال الوجوه المرتبطة بالأسماء
لمعرفة ما إذا كان شكل الوجه مرتبطاً بالاسم، فقد أجرى الباحثون 8 دراسات لتحديد قدرة الغرباء على معرفة أسماء أشخاص من خلال النظر إلى وجوههم فقط.
وفي كل واحدة من تلك التجارب، لوحظ أن المشاركين جيدون في مطابقة الاسم مع الوجه (حتى 40%) مقارنة بالتجارب العشوائية (حتى 20-25%) حتى حين أخذ عوامل مثل العرق والعمر والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بعين الاعتبار.
وتعد هذه الدراسة الأولى التي تبين مدى تأثير التصورات والتوقعات الاجتماعية المسبقة والمرتبطة بالأسماء على أشكالنا، وليس فقط الجينات ومستوى الهرمونات.
قال د. يونات زويبنر مدير البحث: “أظهرت الأبحاث السابقة أن هناك صورة نمطية مرتبطة بالأسماء، بما في ذلك شكل الشخص، ونعتقد أن مثل هذه الصور النمطية يمكن أن تؤثر على ملامح الوجه مع مرور الزمن”.
وأضاف، “يُعد الاسم أول علامة اجتماعية نحصل عليها في حياتنا. لكل اسم صفات وتصرفات وشكل معين مرادفة له. ومع مرور الوقت، تصبح هذه الصور النمطية المتعلقة بالوجه والمرتبطة بالطريقة التي يجب أن يكون شكلنا عليها في نهاية المطاف متجسدة في ملامح وجوهنا. نحن نتبنى الشخصية التي يتوقعها منا الآخرون.
تشير الدراسة إلى أن الأشخاص يتصرفون بحسب اسمهم. لذا فإن إمكانية أن تؤثر أسماؤنا على أشكالنا ولو قليلاً تعد أمراً مثيراً للاهتمام.
كما أظهرت الدراسة أن من الممكن إنشاء خوارزمية حاسوبية يمكنها التنبؤ بأسماء الأشخاص حسب ملامح وجوههم بنسبة تفوق التخمين.
المصدر