الأصل واحد.. لكن الفروع كثيرة! فلا تكاد تنتقل من مدينة إلى أخرى في أي دولة عربية، حتى تلاحظ اختلاف اللهجات فيما بينها. لكن هل يقتصر الأمر على اللهجات العامية؟
في الحقيقة؛ لا! فتغير اللهجات من منطقة إلى أخرى، ليس ظاهرة حديثة النشوء، بل قديمة دوَّنها العلماء منذ أن بدء العرب في تدوين أحكام اللغة واختلاف لهجاتها من قبيلة إلى أخرى.
وتختلف كل لهجة عن الأخرى، على أساس الخصائص اللغوية التي تشتملها، كتبديل حرف مكان آخر، أو إضافة حرف زائد، إلى تغيير الكلمة أو الفعل جذرياً.
فيما يلي نستعرض بعض أبرز اللهجات العربية الفصحى، مستعينين بشكلٍ أساسي بكتاب “تاريخ الأدب العربي” للأديب المصري مصطفى صادق الرافعي.
1- الكشكشة
وهي إضافة (ش) إلى الـ (ك) في آخر الفعل، للدلالة على التأنيث، يعود أصلها إلى قبيلتي مضر وربيعة العربيتين.
وتنطق هذه الظاهرة اللغوية بشكلٍ أساسي في العراق، بالإضافة إلى منطقة الخليج العربي وبعض المناطق في سوريا والأردن.
أمثلة:
رأيتك: رأيتكش - عليك: عليكش
2- الكسكسة
إضافة “س” إلى الـ “ك” في آخر الفعل، أو قلبها إلى “س”، للدلالة على التأنيث، أو قلبها إلى “تس”، وهي ظاهرة أصلها قبيلتا بكر بن وائل وهوازن.
ما زالت هذه اللهجة حية حتى الآن، إذ تنطق في بعض مناطق الخليج العربي، مثل بعض المناطق في نجد بالسعودية، ومنطقة القصيم بالتحديد.
أمثلة:
عليك: عليس أو عليتس - بك: بس أو بتس
3- الشنشنة
هي قلب “ك” في آخر الكلمة إلى “ش”، سواء للمذكر أو المؤنث، وهذه ما زالت حية في اليمن وجنوب السعودية.
أمثلة:
لبيك اللهم لبيك: لبيش اللهم لبيش
4- العنعنة
تحويل الهمزة في أول الكلمة إلى “ع”، أصلها قبيلتا تميم وقيس، وما زالت تنطق حتى الآن في شمال السعودية وجنوب الأردن، وفي بعض مناطق الصعيد في مصر والنوبة.
أمثلة:
أنك: عنك - أسلم: عسلم - سأل: سعل - لا: لع
5- الفحفحة
تحويل الحاء عيناً، وأصل هذه الظاهرة هي قبيلة هذيل، وما زالت حية في بعض المناطق في جنوب الجزيرة العربية.
أمثلة:
حلت الحياة لكل حي: علت العياة لكل عي - حتى: عتى.
6- العجعجة
تحويل الياء المشددة إلى “ج” أو العكس، وأصل هذه اللهجة هي قبيلة قضاعة، وما زالت هذه اللهجة حية حتى الآن في دولة الكويت، وبعض مناطق الخليج العربي.
أمثلة:
أبو علي: أبو علج - بالعشي: بالعشج
وهناك نسخة عكسية لهذه الظاهرة، أي تحول الجيم إلى ياء، وتنطق هذه الظاهرة أحياناً في بعض الكلمات في مصر، مثل كلمة “أوي”، التي يعود أصلها لكلمة “أوج” أي القمة، أو مسجد: مسيد.
7- الوتم
هي تحويل السين إلى تاء، وهذه اللهجة تستخدمها بعض القبائل اليمنية.
أمثلة:
النات: الناس، ماس: مات
8- لخلخانية
حذف حرف أو دمجه في الحرف الذي يليه، وتعزى هذه الظاهرة إلى أهل عمان ومنطقة الشحر باليمن.
أمثلة:
في أمان الله: فمان الله - ما شاء الله: مشالله
9- القطعة
وهي قطع اللفظ قبل تمامه، أي حذف الحرف الأخير في الكلام، وأصلها قبيلة طيء. وقد تظهر هذه الظاهرة في مصر من خلال بعض الكلمات، مثل يا ولد: يا ولا، أو مساء الخير: سلخي.
أمثلة:
يا أبا الحكم: يا أبا الحكا
10- الطمطمانية
وهي إبدال لام التعريف إلى ميم، وبحسب ما ورد عن النبي محمد، فإنه نطق بهذه اللهجة في إحدى المرات قائلاً “ليس من امبر أمصيام في أمسفر”: والتي أصلها “ليس من البر الصيام في السفر”.
هذه الظاهرة أصلها يعود إلى مملكة حمير اليمنية القديمة، ولا تزال حية في بعض مناطق اليمن حتى الآن.
11-الاستنطاء
قلب حرف العين إلى نون، وهي لغة قبائل بن بكر وهذيل والأزد، وقيس، وما زالت هذه اللهجة تستخدم في بعض مناطق العراق حتى الآن.
أمثلة:
أعطينا: أنطينا، أعلى: أنلى
12- التلتلة
هي كسر حرف المضارعة في أول الفعل، وتعتبر من أكثر الظواهر الشائعة في الوطن العربي، حيث تنتشر، في مصر والشام والخليج والمغرب، وهي في الأصل لغة قبائل أسد وتميم وربيعة.
أمثلة:
نَعمَل: نِعمِل - نَكتُب: نِكتِب
13- ظواهر لغوية عامة.. غير ملقبة
في مصر والشام، يُبدل الناسُ في كلامهم حروفاً بأخرى، بسبب تشابه مخارج النطق، والذي يطلق عليه مصطلح “التصحيف“، فمثلاً تقلب القاف إلى كاف في بعض البلدان العربية، خصوصاً في الشام بوجهٍ عام وفلسطين بوجهٍ خاص ومصر.
أمثلة:
قال: كال - اثنين: اتنين - يبعث: يبعت - شجرة: سجرة - هذا: هادا
أما في السودان وفي اليمن، فيتم تبديل القاف إلى غين وتعرف بأنها لغة قبيلة تميم، مثل قمر: غمر، وفي المغرب يبدل حرف القاف إلى جيم، مثل قال: جال.