(( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ))

( الصبر على الصلاة )
لأهمية الصلاة عند الله سبحانه وتعالى فإنه يأمر نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومنه الى باقي المسلمين بأن يأمر أهله بالصلاة ، ولو طبّق كل مسلم هذا الأمر لأصبح جميع المسلمين مصلين ، ولأن للصلاة ظروفاً معينة فيحتاج المصلي الى الصبر عليها بل الاصطبار عليها .
ويبدو أن الصلاة المأمور بالاصطبار عليها ليست حركات الصلاة فهي متيسرة بمستواها الفقهي لكثير من الناس فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لذا فإن الاصطبار على الصلاة هو الاصطبار على إقامتها وجعلها مؤثرة في المجتمع ، فالصلاة الحقيقية هي التي تنهى مصليها عن الفحشاء والمنكر ، فإذا كان كل مصلي منتهياً عن الفحشاء والمنكر سيكون المجتمع المسلم أسعد المجتمعات ، وبما أن الانتهاء عن الفحشاء والمنكر أمر صعب لا يتيسر لدى أغلب الناس جاء الأمر بالاصطبار عليها . . . . .

(علاقة الرزق والتقوى بإقامة الصلاة)

بيّنا فيما سبق أن الصلاة التي أمرنا الله تعالى أن نأمر أهلنا بها والاصطبار عليها هي إقامة الصلاة وليست الصلاة الاعتيادية وحركاتها ، وإن كانت حركات الصلاة وأداءها من الناحية الفقهية يحتاج الى اصطبار من قبل بعض الناس - وربما أغلبهم - بسبب سوء العلاقة بينهم وبين ربهم .
إلا أن إقامة الصلاة أقرب الى المعنى من أداء الصلاة ، فإقامة الصلاة تحتاج الى الصبر بل الاصطبار أشد من حاجة أداء الصلاة ، كما أن لإقامة الصلاة علاقة بالرزق أكثر من أدائها ، فمن يقيم الصلاة بما يتأثر وضعه المادي بسبب مواجهة المنحرفين والظالمين ، لذلك بيّن الباري عز وجل أنه هو من يرزق من يصطبر على إقامة الصلاة وأدائها .
إضافة لما تقدم فإن إقامة الصلاة تعتبر من مقدمات التقوى لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن ينتهي عن الفحشاء والمنكر فقد وضع قدمه على أول مربع من مربعات التقوى ، بينما مؤدي الصلاة بشكلها الحركي الفقهي ليس بالضرورة أن يكون متقياً بل قد لا يكون مؤمناً ومتديناً بشكل مناسب بل قد يكون منحرفاً ومرتكباً لكثير من الموبقات كالكذب والغيبة والغش وسوء الخلق والاستماع الى الأغاني والنظر المحرّم .

قد يقول البعض : البعض يصلي و لا ينتهي عن الفحشاء و المنكر ...... ! ؟
الجواب : نعم يوجد كثيرا من هذا النوع ، لكن المشكلة ليست في الصلاة ، إنما في المصلي الذي يؤدي حركات فقط ، و كأنما يعتبر تشريع الصلاة هي هذه الحركات فقط ، دون تأمل أو خشوع أو فهم لتشريع الصلاة ...

و قد يقول قائل : البعض يصلي لكنه معوز ماليا ، و صورة المنشور مصداق لذلك ..... ! ؟
الجواب : نعم و هذا اختبار من الله للمصلي فان نجح فتح عليه آفاق رحمته و عطفه ......
وفقنا الله و إياكم لما يحب ويرضى