الخميس 2 مارس 2017 - 11:16
يستذكر المؤمنون اليوم الخميس( 3 جمادي الاخرة )الرواية الثالثة لشهادة الصديقة الزهراء (ع) والتي يتوافق فيها الموقف الجهادي لبنت الرسالة مع المظلومية الشاهدة على غياب الولاية .
الصدّيقة فاطمة الزهراء (ع) بضعة النبوة الخاتمة
هي بنت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من السيدة خديجة الكبرى (ع) وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومن أصحاب الكساء ومن المعصومين الأربعة عشر في معتقد الشيعة الإمامية . وهي أم الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) ، والمرأة الوحيدة التي خرج بها النبي (صلى الله عليه وآله) يوم مباهلة نصارى نجران مع ولديها وزوجها (عليهم السلام).
لم تبايع الخليفة الأول وبقيت مقاطعة له ، ولها خطبة تكشف عن النزاع بينها وبين الرجل عُرفت بالخطبة الفدكية تشير فيها إلى قضية فدك وتدافع عن خلافة أمير المؤمنين (ع).
توفيت السيدة فاطمة (ع) في الثالث من شهر جمادى الآخرة في نفس السنة التي توفي فيها رسول الله (ص)، ودفنها زوجها علي (ع) في الليل سراً حسب وصيتها حتى لا يصلي عليها من غضبت عليه ، ومازال قبرها مجهولا حتى الآن.
تعدّ الزهراء من جملة النساء العربيات اللاتي عرفن بالبلاغة والفصاحة ، حتى أنّ ابن طيفور المتوفى 280 هـ ، أورد خُطَبها في كتابه بلاغات النساء ناقلا عن أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين قوله : رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم، ويعلمونه أبناءهم.
طفولتها
ولدت فاطمة (ع) ، ودرجت في بيت النبوة ، وترعرعت في ظلال الوحي ، ورضعت مع لبن خديجة (ع) حبّ الإيمان ومكارم الأخلاق ، وحنان الأب الرسول (ص) والأم الطاهرة ، وهكذا عاشت فاطمة (ع) في ظلال هذا الجو الروحي، والسمو العائلي، وتشبعت روحها بالحنان النبوي الكريم.
وشاء الله تعالى أن تبدأ فاطمة (ع) طفولتها الطاهرة ، في مرحلة من أشد مراحل الدعوة الاسلامية ضراوة ومحنة ، وأكثرها قسوة . فلقد ولدت فاطمة في حدّة الصراع بين الإسلام والجاهلية ، وفتحت عينيها في ضراوة الجهاد بين الطليعة المؤمنة ، وقريش الوثنية الجائرة . وها هي قريش تفرض المقاطعة والحصار على رسول الله (ص) وأعمامه بني هاشم ، وأصحابه من الدعاة وطلائع الجهاد ، فيدخل رسول الله (ص) شعب أبي طالب ، وتدخل معه زوجته المجاهدة رفيقة حياته وشريكته في جهاده ، وتدخل معهم فاطمة (ع) ، وتحاصرهم قريش ثلاث سنين.
وفي هذا الشعب ذاق النبيّ (صلى الله عليه وآله) ومن معه فيها شظف العيش وقساوة المقاطعة ، ومرارة الجوع والحرمان ، دفاعا عن الحق وتضحية من أجل المبدأ ، وبذا عايشت الزهراء (ع) الحصار ، وذاقت مرارته ، وشاء الله تعالى أن يختار إمّها خديجة لجواره ، فيتوفاها في ذلك العام ويختار حامي الدعوة والمدافع عنها أبا طالب عم الرسول (ص) فشعرت بغمامة الحزن واليتم تخيم على حياتها الطاهرة ، إلا انّها أبت إلا أن تشارك أباها تلك المحن وذلك الحزن الشديد. ومن هنا حظيت بلقب أم أبيها الذي يكشف عن عظم منزلتها ومكانتها عنده (ص).
ولم تنته هذه المشاهد المثيرة المؤلمة ، ولم يقف أذى قريش واستخفافها برسول الحق ، ودعوة الهدى والتحرير إلى هذا الحد ، بل راحت تتمادى في غيها ، وتصر على عنتها وكبريائها ، مما اضطره للهجرة الى المدينة المنورة وفاطمة (ع) ما زالت في أيام طفولتها فالتحقت هي ومن بقي من أسرتها بأبيها (ص) .
زواجها
تقدم لخطبتها (ع) الكثير من رجال قريش كأبي بكر وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف و ... فردّهم رسول الله (ص). وقال لهم : أنتظر بها القضاء. وقال لفاطمة (ع) : يا فاطمة زوجتك أقدم الناس إسلاماً ، وأعظمهم حلما ، وأكثرهم علماً.
وكان زواجها من علي (ع) في السنة الثانية من الهجرة في المدينة . وكان مهرها 400 درهم قيل أنّ علياً (ع) باع درعه ، فقبض الرّسول (ص) قبضته من تلك الدراهم وناولها لبلال لكي يتولّى دور شراء بعض الّلوازم البسيطة من عطور ونحوه، وناول الرّسول (ص) مبلغاً من المال إلى أُمّ سلمة وسلمان وأبي بكر ليشتروا أثاث العروسين .
ولم تمرّ على انتقالها الى بيت علي (ع) الّا عدة أيام حتى اشتاق إليها رسول الله (ص) لأن رؤياه تذكره بزوجته الوفية خديجة (ع) .
عبادتها
وفاطمة الزاهدة ، فاطمة المجاهدة ، هي فاطمة العابدة المتبتلة ، وهي التي روى الإمام الصادق (ع) عن أجداده عن ولدها السبط الحسن (ع) أنه قال: رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعة، فلم تزل راكعة وساجدة، حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم، وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه! لم لا تدعين لنفسك، كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني! الجار ثم الدار.
http://www.alghadeer.tv/news/detail/50976/