عشقتها وناضلت من اجل الارتباط بها ورغم كوني ( رجل دين ) وهي غير محجبة وغير مهتمة بالشؤون الدينية، الا ان الحب كان اقوى من محددات العقيدة، لم أمانع ان تكون زوجتي غير محجبة وانا ( معمّماً ) ولم تمانع ان يكون زوجها معمما وهي الأكاديمية والباحثة والمدربة الدولية في مجالات حقوق الانسان والعدالة الانتقالية.
كانت الفوارق بيننا كثيرة جدا، وكبيرة جدا، اتصور ان اهمها اني اعتقد بالصح والخطأ، وهي تقتنع بالصح والخطأ!!!
المبادئ عندها لا تتجزأ، والاخلاق عندها نمط حياة، شديدة الالتزام في تأسيس ذاكرة أسرة، اذا كان الرجال العظماء تصنعهم نساء فإنها سيدة النساء الصانعات للرجال العظماء.
كانت دواء روحي، ومعلمتي الاشد تأثيرا، وهي السرّ الحقيقي خلف التغيرات الكبيرة في شخصيتي، ومنهجي، وسلوكي لانها كانت مؤمنة بي بطريقة تشعرني بالخجل أمامها.
جزء كبير من حياتنا الزوجية كانت مختبرا بحثيا بين المعارف الدينية والعلوم الانسانية وخصوصا علم النفس، مرجعيتي المنطق الأرسطي والفلسفة الإغريقية ومرجعيتها بياجيه وفرويد، لكن قواعد البحث العلمي التي كانت حاضرة بيننا في تفاصيل التفاصيل، كانت هي الجسر الذي ينتقل بنا معا نحو منطق مشترك، بالحقيقة كانت تتظاهر البساطة والجهل والغباء احيانا بهدف تشجيعي على السماع لصوتها وفكرتها، والتأثير على افكاري بطريقة طرح الاسئلة وليس فرض الاجوبة.
هذه المعلمة الكبيرة التي تصغرني بايام ست فقط، اليوم عيد ميلادها، وحبيت ان استغل هذه المناسبة لاقول لها سيدتي كل عام وانت معلمتي، شكرا لك فقد صنعتي مني شيئا كبيرا، وتركت بصماتك عميقة في روحي وضميري، رغم اختلافاتنا حاليا لكني مدين لك بالكثير..
الصورة: انا وزوجتي الدكتورة نهلة التميمي وهي تضع الحجاب احتراما لعمامتي في مهرجان انا عراقي انا اقرأ ببغداد.
غيث التميمي