يوم طويل حافل بالتعب كالعادةِ ،
أُسدِلت فيه ستائرُ النهارِ على أعتابِ الليل
وبدأ العزف العليل على أوتاري فى المساء
وأنا .. وحدي
كما اعتدت دائماً أن أكون ..
لا صوتَ إلا صوت احتراق سجائري
وهمسات النسمات الباردة
التى تتسلل من نافذتي هرباً من التجمد ،
أنظر عن يميني تارةً ،
وعن شمالي تارةً أخرى
فلا أرى إلا الصمت يخيّم على كل شىء.
وكأن كل شىء هنا يتعجب مني ،
أو ربما انتابه السأم ..
حتى دُخان تبغي أراه متحيّرا .!
من أى منفذ يخرج ويترك لي هذا المكان الذى يقتله السكون والأرق ..
وأناملي هى الأخرى فى حالةٍ من اللا وعى
تكتب ولا تدرى ماذا تكتب ولِمَ .!؟
وأنا - فقط - أشاهد كل هذا
متعجباً وفى عقلي تتكاثر التساؤلات بسرعة البرقِ
صارخة متى ستستريح؟
وإذا بنفسي تأخذني لرحلة بحرية بها
على سفينةٍ من الأفكارِ ،
بدمعِ العينِ دفّتُها تدورُ ببحرِ أشعاري
فتسحبها أمواجُ التيهِ لتُغرقها كى يُرفع بالموتِ شِعاري
فأموتُ أموتُ على مهلٍ كالماء بجوف التيّارِ
وتفيض الروح بأوردتي تسحقها مثل الإعصار
وتعود النفس لبارئها غارقة .. دون الإبحارِ .!