أسباب فرط التوتر الشرياني ( ارتفاع ضغط الدم) والأعراض والعلاج
يعد فرط التوتر الشرياني ( ارتفاع ضغط الدم ) من أكثر الأمراض شيوعا ، إذ تبلغ نسبة الإصابة به زهاء 10% من مجموع السكان البالغين في العالم ( الذين تجاوزت أعمارهم سن البلوغ ) ٠ وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر وينجم عن هذا المرض الكثير من الوفيات ناتجة عن مضاعفاته العديدة .
ما ضغط الدم ؟
يقودنا الحديث عن فرط التوتر الشرياني ( ارتفاع ضغط الدم ) إلى أن هناك تجاوزا لحد طبيعي معروف ومحدد عند الفرد الواحد بخاصة، ويشكل ضغط الدم وظيفة أساسية هامة لأن التبادل بين أجزاء الجسم وخلاياه يكون عن طريق الدم الذي يتدفق في الشرايين والأوردة ، ويشكل وسطا بينها وبين العالم الخارجي، فهو يضمن الاتصال بين الرئتين وبين الجهاز الهضمي والجهاز البولي متمثلا في الكليتين والجلد وباقي خلايا الجسم الحية.
ومنهنا تأتي أهمية تدفق الدم إلى كافة أنحاء الجسم بقوة دفع كافية حتى تحدث التروية الدموية ومن ثم تبادل الأكسجين والمغذيات بين خلايا الجسم المختلفة ، ولذا ، فإن ضغط الدم يتأثر بعدة عوامل منها :
- انقباض عضلة القلب مما يؤدى إلى تدفق الدم عبر الشرايين .
- مقاومة الشرايين لتدفق الدم ويعتمد على مرونة واستجابة الشرايين لتدفق الدم .
ومن هنا فإن ضغط الدم هو عبارة عن معدل ضخ القلب من الدم متأثرا بمقاومة الأوعية الدموية الطرفية ، بينما يعبر عن ضغط الدم بالمعادلة التالية وهي:
ضغط الدم الانقباضي / ضغط الدم الانبساطي
في حالة الراحة يضخ القلب زهاء خمسة لترات دم في الدقيقة تزداد حتى خمسة وعشرين لترا أحيانا كما في التمارين الرياضية العنيفة ٠
وفي هذه الأثناء تنقبض عضلة القلب وتتسع بتناوب وانتظام وتستمر في ضخ الدم بينما تستجيب لها الشرايين وتتكامل معها بتناغم وانسجام بما تضمنه من اتساع بطانتها وتضييقها.
كيف يحدث التناغم ؟
يحدث التناغم من جهة القلب ومن الشرايين أيضا، فعند حدوث ارتفاع في ضغط الدم فإن نبض القلب ينقص وإذا انخفض ضغط الدم فإن النبض يزداد بنفس النسبة حتى يعوض النقص الحاصل في كمية الدم الواصل للأنسجة عند الأشخاص الطبيعيين ، والذين لا يشكون من أمراض ، وأما المرضى فأمرهم مختلف تماما ٠
وعلى صعيد الشرايين تتحكم عدة عوامل ، منها ما يعود إلى عوامل عصبية المنشأ وأخرى كيميائي ، وتتحكم باتساع الشرايين وتضييقها وتوجد مستقبلات عصبية في شرايين الرقبة والشريان الأبهر تقوم بتسجيل مقدار الضغط للواقع عليها وترسل النتيجة مباشرة إلى الدماغ ، الذي يقوم بدوره بإصدار أوامره إلى بطانة الشرايين بأن تستجيب تبعا للظرف السائد.
وأما بالنسبة لكيميائي المنشأ فتعمل المستقبلات الخاصة به على قياس نسبة الأكسجين في الدم ، وترسل هذه المعلومات إلى الدماغ الذي يصدر أوامره لبطانة الشرايين أن تستجيب تبعا للظروف المحيطة مستخدمة الأمور التالية :
1. زيادة حجم الدم المتدفق عبر الدورة الأموية في حالة انخفاض ضغط الدم ٠
2. عند حدوث زيادة تدفق الدم في الشرايين يحدث توسع في بطانتها ٠
3. إفراز مادة رينين في حالة انخفاض ضغط الدم حيث تتحول إلى مادة أخرى تعمل على تضييق الشرايين.
ما أسباب فرط التوتر الشرياني ؟
يحدث هذا المرضى عند حدوث خال ما في الدورة الدموية سواء أكان هذا الخلل في عضلة القلب نفسها ، أم في الشرايين ، أم في حجم الدم المتدفق في الشرايين والأوردة أم لأسباب تتعلق بها جميعها ٠
حالات فرط التوتر الشرياني
1. فرط التوتر الشرياني ثانوي المنشأ في هذه الحالة يكون السبب المؤدي إليه معروفا ويمكن معالجته بسهولة وتشكل نسبة الإصابة به زهاء 20% من مجموع الحالات .
2. فرط التوتر الشرياني الأساسي وتشكل نسبة الإصابة به زهاء 80% من الحالات ، ويكون السبب فيها غير معروف وتشترك كلها في أن المرضى يشكون من ارتفاع في ضغط دمهم.
أما في حالات فرط التوتر الشرياني ثانوي المنشأ فتكون:
• 12% من الحالات تعود أسبابها لأمراض تصيب الكلى بسبب عوامل مرضية مختلفة سواء أكان هذا العامل المرضي طفيليا مثل الإصابة بالبلهارسيا أم غيرها من الجراثيم الممرضة ونطلق عليها العصيات السلية في حالة الإصابة بمرض التدرن الرئوى وكما أن بعض الأدوية يؤدى سوء استخدامها إلى حدوث فشلي كلوي وبخاصة عند مرضى التهاب المفاصل المزمن والذين يتناولون أدوية مسكنة للألم وتعمل هذه الأدوية على حدوث الفشل الكلوي عند تناولها لمدة طويلة نسبيا.
• 5% عند حدوث تضييق احد شرايين الكليتين.
• 2% عند الإصابة بمرضى كون حيث يحدث ورم في الغدة الكظرية ( فوق الكليه ) وورم خلايا الكروماتين القاتمة .
• 1% لأسباب مختلفة .
من أسباب ارتفاع ضغط الدم الأساسي ( فرط التوتر الشرياني الأساسي ) :
1. زيادة نسبة الملح في الطعام .
2. تأثير الأزمات النفسية التي قد تنتاب الشخص والتي بدورها تؤدي إلى زيادة في إفراز هرمون ادرينالين .
3. زيادة الوزن .
تذكر أغلب الدراسات العلمية المؤكدة أنه يوجد معدل طبيعي للتوتر الشرياني ( ضغط الدم ) وهو يعتمد على عدة عوامل مختلفة منها العمر، الجنس ، الوزن ، اللون ، أسلوب العيشة ، ويمكننا القول بأنه عندما يزيد التوتر الشرياني الانقباضي عن 160 والإنبساطي عن 95 لمدة طويلة نقول عن الشخص انه مصاب بمرض فرط التوتر الشرياني.
أعراض الإصابة بفرط التوتر الشرياني:
1. الصداع المستمر ٠
2. تشوش الرؤية، دوار وطنين في الأذن ٠
3. التعب عند القيام بأي جهد عضلي ٠
4. رعاف في الأنف ٠
5. الألم الكلوي ٠
العلاج:
علاج فرط التوتر الشرياني ثانوي المنشأ يكون عادة عن طريق معالجة المسبب المؤدي لفرط التوتر الشرياني٠
توسيع شريان الكليتين.
توسيع عنق الشريان الأبهر.
إجراء غسيل للكليتين عند حدوث الفشل الكلوي ٠
استئصال الورم من الغدة الكظرية ٠
أما العلاج بالنسبة لفرط التوتر الشرياني الأساسي :
1. على المرضى تناوله الدواء المصروف لهم من قبل الطبيب مع مراعاة الحالة التي يمرون بها الآن والتكيف مع فرط التوتر الشرياني والابتعاد قدر الإمكان عن العوامل المؤدية لفرط التوتر الشرياني.
2. الاعتدال في تناول الملح ٠
3. ممارسة بعض التمارين الرياضية ٠
4. تناول الأدوية بانتظام.
5. تجنب الأزمات النفسية.
تصنف الأدوية المستعملة في علاج فرط التوتر الشرياني ضمن:
1. مدرات البول حيث تعمل هذه الأدوية على إخراج السوائل والأملاح الزائدة عن حاجة الجسم ٠
2. محضرات (B Blocker) وتعمل على الحد من التأثيرات النفسية ٠
3. موسعات الأوعية الدموية (Vasodia Lator)