علم النفس هو علم قائم بذاته، يحتاج إليه الجميع، فالإنسان مكوّن من نفس و جسد، و من يستهين بهذا النوع من العلوم، فهو قطعاً مخطئ فالعلل لا تصيب الجسد فقط بل تصيب النفس و بدرجة أكبر و أشد من الجسد، فالأمراض النفسية خطيرة جداً لأنها قد تحيل الحياة إلى الجحيم الأسود، و قد تصل بمن تسللت إلى نفسه إلى حافة الهاوية و قد تودي به إلى الانتحار في أحوال كثيرة، فليس هناك عاقل يقدم على التخلص من نفسه بدون أي سبب، بل على العكس تماماً فقد يكون هذا الشخص معتلاً نفسياً، لهذا فليس من الصواب و لا من الحكمة إطلاق الأحكام جزافاً على من يقدمون على عملية الانتحار، لأننا لا نعرف حقيقة أمرهم فأمرهم يعلمه الله وحده و هو الأقدر على محاسبة كل إنسان بما يستحقه لأنه العدل لا إله إلا هو.
لأجل هذا كله، و بسبب أن هناك أمراضاً نفسية، لهذا توجب ان يكون هناك طبيب نفسي يقوم على علاج المعتلة نفوسهم، و يعيدهم إلى الحالة الطبيعية و ينقذهم من الآثار الناجمة عن تفاقم حالاتهم النفسية و التي قد تكون مستعصية في بعض الأحيان و الأوقات. فالطبيب النفسي هو طبيب يملك شهادة اختصاص من جامعة معترف بها، تؤهله لمعالجة الناس من الأمراض النفسية التي تسللت إليهم.
الطبيب النفسي بعد اختصاصه في الجامعة و دراسته لهذا العلم الحساس و الهام، يصبح قادراً على على علاج الاضطرابات النفسية التي تواجه الناس، إضافة إلى أنه يكون قادراً على وصف العلاجات والادوية المناسبة للمرضى نفسياً، كما أنه يكون مؤهلاً لأن يطلب تخطيطاً كهربائياً للمخ وان يطلب دراسات تصزيرية للدماغ كالنرين المغناطيسي والتصوير الطبقي وما إلى ذلك.
تختلف المتطلبات من دولة إلى دولة أخرى حتى يصبح الشخص قادراً على دراسة الطب النفسي، ففي بعض الدول يدرس الطالب الطب اولاً وان يكمل درجة طبية معتمدة في هذه الدولة، ومن ثم يتدرب ومن ثم يتخصص في الطب النفسي، أما في دوب أخرى ككندا والولايات المتحدة الأمريكية، فيتوجب على الراغب بدراسة الطب النفسي ان يحصل على شهادة البكالوريوس ثم يقرر التخصص، ويتوجب عليه أيضاً ان يدخل في عدد من الدورات المتخصصة في هذا المجال ثم يكمل دراسة الطب في مدة تقترب من الأربع سنوات وهنا يكون قد حاز درجة الدكتوراه في الطب، ثم بعدها يصبح طبيباً نفسياً مقيماً.