طيف التوحّد
طيف التوحد أو ما يعرف حديثاً بإضطراب طيف التوحد (autism spectrum disorder ASD) مصطلح يقصد به مجموعة من الإضطرابات النمائية العصبية والتي تسبب عدة مشكلات في المهارات الإجتماعية والتواصلية والعاطفية وفي ظهور انماط سلوك غريبة وبالإضافة إلى محدودية في الإهتمامات لدى المصابين، ومع مراعاة أنّ أعراض التوحّد تختلف من طفل إلى آخر وبالتالي تختلف تصنيفاته ما بين طيف التوحد الشديد حيث تظهر فيه جميع أعراض التوحّد ويوصف الطفل بأنه صاحب قدرات عقلية منخفضة إلى آخر تظهر عليه بعض الأعراض ويشار إليه بأنه صاحب قدرات عقليه جيدة أو فوق الطبيعية وهذا ما يعرف بطيف التوحد من النوع الخفيف، ومن أبرز هذه الأعراض والتي تبدأ بالظهور قبل سن الثالثة:
الإنعزال والعجز عن التفاعل الإجتماعي.
التقليد وتكرير الأفعال.
الدوران.
عدم إدراك الخطر.
النشاط الزائد.
فشل في التواصل البصري مع الآخرين.
الإعتماد على الإهل في أبسط الأمور اليومية.
صعوبات في التأقلم تجاه أي تغير في روتين حياتهم.
حساسية عالية تجاه لمسهم أو معانقتهم.
وبالرجوع إلى أحدث النظريات التي تحدثت عن أسباب هذا الإضطراب فإن المختصين يشيرون إلى العامل الوراثي، حيث يعتبر مرض طيف التوحد مرضياً نفسياً عصبياً تتداخل أسبابه في المناطق الجينية، وقد أسهمت مجموعة من الأبحاث التي أجريت على مجموعة من التوائم المتشابهة والتي تتمثل في المادة الوارثية المتوارثة من الابوين والناتجه من انقسام بويضه مخصبة واحده حيث تبين أنّ نسبة الإصابة بالتوحّد لديهم تكون أكبر بنسبة 60% مقارنة بالتوائم الغير متشابه، كما أظهرت دراسة أخرى بأنّ نسبة تكرار الإصابه في العائلة الواحدة هي 4%، وعلى الرغم من عدم تمكن العلماء لغاية الآن من تحديد موقع الجين المسؤول عن أحداث هذا المرض إلا أنّ الدراسات ترجح أنّ خللاً أصاب 3-10 من الجينات أدى إلى حدوث هذا الإضطراب.
و يأتي الإهتمام المكثف بإضطراب طيف التوحد إلى إرتفاع عدد المصابين به حيث أكدت آخر الأبحاث العالميه أنّ طفلاً واحداً يصاب من بين 150 طفلاً وأنّ نسبة الإصابة في الذكور هي أربعة أضعاف نسبة الإصابة في الإناث، وعلى الرغم من أنّ المصابين يتمتعون بقدرات جنسية طبيعية إلا أنّ عجزهم الإجتماعي يعتبر سبباً أساسياص في عدم زواجهم والحصول على أبناء، ويشير المختصون في هذا المجال إلى أنّ التشخيص المبكر وزيادة مستوى وعي الأهل والبدء المباشر بالعلاج التأهيلي من خلال برامج مقنّنه تعنى بتدريب الأطفال وتحسين مستوى التواصل البصري والسمعي لديهم واللجوء إلى إستخدام بعض العلاجات التي تقوم برفع مستوى مادة (السريتونين) وهي غحدى النواقل العصبية التي تلعب دوراً مهماً في تحديد مزاج الإنسان حيث تتسبب بالعزلة وعوارض أخرى موجوده في اطفال طيف التوحد، و قد لوحظ من خلال الصور الإشعاعية ان هؤلاء الاطفال يعانون نقصا حادا في هذا الناقل خاصة في الجزء الأيسر من الدماغ، وقد تساهم هذه العلاجات التأهيلية والدوائية بشكل كبير في تحسين قدرات الطفل المصاب بشكل ملحوظ وتمكنه من الإلتحاق بالمدارس لاحقاً والإنخراط بالحياة الإجتماعية بشكل طبيعي .