تعتبر الهندسة المعمارية من التخصصات الأبرز في مجال الهندسة بشكل عام، حيث يشكل هذا المجال الجانب الفني الجميل مع التخصصات الهندسية، فهو يتدخل في تصميم الأشكال الخارجية للإنشاءات، وكذلك الداخلية، أو ما يسمى الديكور، ويتم العمل أيضا على تصميم الأشكال الخارجية للميكانيكيات، والعديد من التصاميم، التي تضيف إضافة جميلة للأجسام الإنشائية المصممة .
ومن التخصصات التي تتضمنها الهندسة المعمارية تخصص التصميم الداخلي، حيث يهتم هذا التخصص بتصميم الجهة الداخلية من البيت والمنشآت الخرسانية، التي يتم تصميمها من المهندسيين المدنيين، ويهتم هذا التخصص بالمسائل المتعلقة بالديكور الداخلي في المنزل، وتوزيع الأثاث على مساحة البيت، والاهتمام بالإضاءة والتهوية والتكييف .
يعتبر تخصص التصميم الداخلي من أروع التخصصات التي يدخل الفن والإبداع الجمالي فيه، حيث يأخذ هذا التصميم الجزء الأجمل من حياة المصمم، فهو الفنان الذي يضع للناس ملامح الجمال في البيئة المحيطة بهم، وتجهيزات الإضاءة الجمالية والإبداعية في كل من المطاعم والفنادق والصالات، ولا يخلو الأمر من التجهيزات الديكورية، العالية الطراز في الجمال والأناقة في المنازل الخاصة، حيث يصبح البيت من النظام الأكثر أناقة وترتيبا وعشقا في الحياة، وتجهيزه بجميع أنواع المادة الجمالية ؛ حتي يكون أجمل ما يعرف من قبل المصمم، وكذلك بالنسبة لصاحب الأمر الذي يستخدمه فيما بعد لصالحه الخاص .
يهتم أيضا المتخصص في هذا المجال بمراعاة الجوانب البيئية والثقافية لصاحب الأمر ؛ لإخراج العمل بطريقة فنية رائعة ومتميزة، ولا يمكن النجاح في هذا التخصص لمن لا يملك الذكاء البصري، والقدرة الفنية العالية، وقدرة الدماغ على تصور الأشكال، وبناء صورها، وتخيل الظروف المحيطة بالعمل ؛ للخروج بتصميم مناسب وقوي جدا، يناسب المستخدم، ويناسب الذوق العام للمجتمع .
فيجب على من يود أن يدخل مثل هذا التخصص أن يكون لديه من الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي، ما يؤهله للقدرة على التواصل، وفهم ما يطلب المستخدم منه، وكذلك القدرة على تنفيذ ما يتوافق مع رغبات المجتمع، بحيث لا يخرج عن المألوف، والطور العام المعتاد عليه من قبل المجتمع والناس ؛ لئلا يخالف ذلك، فيصبح منبوذا لابتعاده عن التقليد العام السائر، الذي لا ينافي أبدا الجمال في روعته وأناقته، فلو فرضنا مثلا مكانا بأوروبا اعتادوا على بيوت من نوع معين جميلة، وأتى مصمم في وسط تلك البيوت صنع أمرا داخليا براقا جدا، بحيث يلفت الأنظار جدا، فهذا يسبب الانتقاد الحاد من المجتمع ؛ نتيجة عدم توافق التصميم مع المعتاد عليه والمتعارف فيه .
أيضا فإن التصميم الداخلي يجب أن يكون مريحا وملبيا لحاجة المستخدم، فلا هو بالمبالغ فيه المرهق للبصر والعقل بكثرة زخرفته، ولا هو بالبسيط المسلوب عنه جميع مظاهر الجمال، وهذه وظيفة الذكاء البصري والخيالي عند المصمم، التي تقوده إلى صورة جمالية مبدعة قبل البدء في التصميم داخل البيت، فهو يتخيل : كيف لهذه الجدران البيضاء أن تتحول إلى جمال مفعم بالحيوية والراحة؟ .