في هذه الزاوية، نقبض على خطأ لغوي مشهور سوّل له إهمالنا أو جهلنا أن يظهر على اللافتات أو المنتجات أو في وسائل الإعلام، هذا، لننبّه وننوّه ونصحّح، لا لنفضح، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح.
ولا شراء للرجال
الخطأ: اقتني.
الصواب: اقتنِ.
يقول البعض: “ولا عزاء للنساء”، أما هذا الإعلان فموجّه للنساء وحدهن، “ولا شراء للرجال”؛ لعل من صممه أدرك جيداً أن النساء أميل إلى الإنفاق والشراء من الرجال، فوجه الإعلان إليهن، وهذا ذكاء منه.
أما إذا كان القصد هو توجيه الإعلان للجميع، فمن عادة العرب استعمال المذكر في هذه الحالة، والصحيح يكون “اقتنِ”؛ لأنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره.
يبقى احتمال أخير، وهو أن مصمم هذا الإعلان قرر نسف ما تعود عليه العرب من تغليب المذكر وغلّب المؤنث، والله أعلم بالنيّات.
ملاحظة: لا يخفى عليكم وجود أخطاء في الهمزات في الإعلان، وتصحيحها: إنكليزي، إيطالي، أصغر.
تذكير الأنوثة
الخطأ: احمِ.
الصواب: احمي.
هنا نجد الحالة العكسية، فالإعلان كله موجه بطبيعة الحال للإناث، لكن حين حان وقت استعمال فعل الأمر، نجده هنا صار فجأة مذكّراً! “احمِ” بدلاً من “احمي”.
والصحيح هنا هو “احمي”؛ لأن المخاطبة مؤنثة، ولأنه فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المؤنثة المخاطبة.
أما لو كان موجهاً للمذكر، لكان فعلاً من الصحيح حذف حرف العلة من آخره؛ لأنه يكون فعل أمر مبنياً على حذف حرف العلة، وفي هذه الحالة يُعوّض عن حرف العلة المحذوف بحركة تشبهه، فيعوض عن الألف بالفتحة، والواو بالضمة، والياء بالكسرة.
ومن هذين المثالين المتعلقين بأفعال الأمر، أذكّر نفسي وإياكم بكيفية إعراب فعل الأمر:
1- الأصل في فعل الأمر من عادته أن يكون مبنياً على السكون (افتحْ).
2- لكن إذا كان آخره حرف علّة، يبنى الفعل على حذف حرف العلة، يُعوّض عن حرف العلة المحذوف بحركة تشبهه (ارتقِ وليس ارتقي).
3- ويبنى على حذف النون إذا كان في آخره ألف الاثنين (قوما وليس قومان)، أو ياء المؤنثة المخاطبة (قومي وليس قومين)، أو واو الجماعة (قوموا وليس قومون).
4- ويبنى على الفتح إذا أضيفت له نون التوكيد (اكتبَنَّ).
واللافت أن حذف حرف العلة من آخر فعل الأمر موجود أحياناً في عاميتنا، خصوصاً في اللهجة الكويتية القديمة؛ حيث يقال للمذكر “اشترْ”، أي: “اشترِ”، فيحذف حرف العلة، لكن يعوض عنه بسكون.