من وحي عوالم دكتور سُويْس: نباتات مدهشة بأوراق وغصون وحراشيف!
أغلبنا قد سمع عن د. سُويس Dr. Seuss الروائي ورسام الكارتون الأمريكي الذي اشتهر بمؤلفاته ورسومه الموجهة للأطفال والتي تحولت إلى عدد من الأفلام الناجحة مثل “جرينش” و”القطة في القبعة” و”هورتون يسمع من!” و”لوراكس”. بالطبع تعرف عليه أغلبنا من خلال هذه الأفلام الحديثة نسبيًا، ربما لأن آخر أعماله كانت في السبعينات أو ربما لأن أعماله نفسها كانت غريبة وغير مفهومة للقاريء العربي عند ترجمتها أو ربما لأن الترجمة ليست بنفس قوة النص الأصلي الذي كان يكتبه على هيئة أبيات شعرية بسيطة ويرسم الصور المصاحبه بنفسه. اختلاف الثقافات قادر إفساد تجربة النقل أو الترجمة في كثير من الأحيان، فقط السينما هي القادرة على تحقيق المعجزة ومخاطبة الجميع بلغة واحدة تفهمها العين ويحبها القلب.
تميز د. سُويس بمخلوقاته الغريبة والممجوجة لكن اللطيفة بشكل غريب، سواء كانت لكائنات موجودة في عالمنا ونعرفها جميعًا أو لكائنات جديدة تمامًا ابتكرها هو ومنحها وجودًا فصارت خالدة ما دام البشر أنفسهم؛ حتى أن الكثير من الأسماء التي ابتكرها لتناسب تلك الكائنات غير المسبوقة قد شقت طريقها للقواميس ومعاجم اللغة! نحن نتعامل هنا مع شخصية مؤثرة بحق لا حدود للعلامات والآثار التي خلًفها من بعده.
ولربما كان هذا هو الحال مع الفنانة الماليزية نورين لوه هوي ميون Noreen Loh Hui Miun والتي نستنبط من اسمها أن اللغة الماليزية تحوي أسماء صعبة للغاية هي الأخرى شأنها شأن الأسماء الصينية واليابانية والكورية.
نورين أطلقت سلسلة حديثة ومستمرة من أعمال التشكيل والتحت تدعى الزواج أو القران The Marriage، وتقصد بالكلمة على الأرجح “التزاوج” أو “الاندماج” لأنها فيها تدمج ونخلط عددَا من العناصر المتنافرة في عالم النبات، سواء الحقيقي الذي نعرفه، أو ذلك الخيالي الذي عرفنًا إليه د. سويس، لتقدم لنا في النهاية نباتات أو فصائل جديدة جديرة بعوالم الكاتب والفنان العبقري!
جميلة وساحرة وهشة! كما ترون، تلك الكائنات أو النباتات تبدو وكأنما قد تفتحت زهورها وأينعت منذ ثواني لا أكثر! كأنما هي مخلوقات أسطورية على وشك أن تطلق البذور أو تنقض على فريسة ما. خليط عجيب وأخاذ لغصون وطحالب وبتلات لامعة براقة تضم قشورًا وحراشيف ومكونات غامضة أخرى… تمامًا كما هي مخلوقات عوالم د. سويْس! أنت لا تعلم كيف تكونت ولا كيف تتغذى، فقط هي هناك منذ الأبد وقد تعثّرت بها بينما تمضي في سبيلك…