شاهدنا في مقال سابق كيف استغل أحد المصورين ظاهرة طبيعية بديعة لالتقاط ما يبدو للكاميرا كوهج خلاب يضوي من بتلات وقلب الورد.؛ شاهدنا كيف استعان بمصباح أسود وطرق معالجة خاصة للألوان كي يستخلص ذلك الوهج المميز في النهاية! لكن يبدو أن هناك من يختار طرق أخرى أكثر تطرفًا للحصول على تأثير مشابه … أو أقوى بكثير!
الصورة المذهلة السابقة من مشروع “الرماد The Ash” الخاص بستوديو Ars Thanea بوارسو، بولندا لورد يحترق… فعليًا! لا خدع هنا… هذه وردات كانت حمراء احترقت حتى النهاية وصار قلبها يضوي بلهب مكتوم تحت رماد البتلات التي لم تنهار بعد. والنتيجة مشهد مهيب وفاتن بشكل غريب تمتزج به معاني الحب بالزوال!
لا توجد تفاصيل كثيرة عن طريقة صنع ذلك المشهد القابض والساحر في آن واحد، لكن يمكنكم تقصي ما قام به فنانو ستوديو Ars Thanea في الصورة التالية المنشورة على حسابهم على Behance…
الصورة تبدو أجمل وأقسى من أن تكون حقيقية، لكنها كذلك بالفعل! حقيقية دون تعديل. وإن كنت أجادل هنا بأن بإمكان برامج النمذجة والرسم الحديثة الخروج بنتائج مشابهة أو حتى أكثر واقعية! كيف يمكن أن تخرج تلك البرامج بنتائج أكثر واقعية من الواقع نفسه بالأعلى؟ بخداع المخ والاعتماد على درجة الذوق العام المنتشر بالطبع! فالصورة بالأعلى قد لا تبدو للناس واقعية كما ينبغي لأنها لم تعدّل لتناسب ذوقنا الذي أدمن المؤثرات الخاصة والجرافيك حتى لم يعد يرضى بأقل من الكمال!
أتذكر في مقال آخر، كانت هناك تلك التعليقات التي رفضت تصديق أن صورة لكوكبنا من محطة الفضاء الدولية حقيقية لأنها غير مبهرة وبسيطة أكثر مما ينبغي! بينما وقع الجميع في هوى الصور الأخرى التي يوضح المقال نفسه بكل وضوح أنها ثلاثية الأبعاد ولا يمكن أن تكون حقيقية!
كذلك، سيظل هناك من يدفع بأنه كان بالإمكان تجنب حرق تلك الوردات الجميلة اليانعة للخروج بذات المشهد بواسطة برامج التصميم الشهيرة. للصور تأثير جنائزي ما ربما، لكنها ساحرة و”أوريجينال” كما يقولون! ما رأيكم أنتم؟