في لحظة كانت حتماً الأكثر مفاجأة في تاريخ حففي لحظة كانت حتماً الأكثر مفاجأة في تاريخ حفلات الأوسكار، أعلنت فاي دناواي الاسم الخطأ للفائز بجائزة أفضل صورة في ختام الليلة، لتذهب الجائزة إلى فيلم La La Land بينما المفترض بها أن تكون من نصيب فيلم Moonlight.
صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية رصدت تفاصيل الحدث لحظة بلحظة، والبداية كانت مع وارين بيتي الذي كان يساعد فاي دناواي في التقديم؛ حيث فتح بيتي مظروف اسم الفائز بجائزة أفضل صورة لقراءة اسمه، بيد أن الارتباك بدا على وجهه؛ جمُد برهة لا يحرك ساكناً، ثم أشاح ببصره إلى زميلته دناواي التي طبعاً ظنته يحاول خلق شيء من الإثارة والتشويق بهذه المماطلة، فقالت له: “كم أنت سيئ! يا إلهي!”، فيما تضاحك حشد الحضور يخفون الارتباك وخفقات القلوب التي أخذت منهم كل مأخذ، عندئذ ناولها بيتي المظروف لتعلن دناواي اسم الفائز الخطأ صائحة: “إنه لا لا لاند!”.
هبّ فريق عمل فيلم La La Land بسرعة إلى المسرح لتسلم الجائزة بعدما كانوا قد نالوا نصيب الأسد من جوائز الحفل (حيث حصدوا 6 منها قبل هذه الجائزة غير المستحقة)، وتلا كلٌ من منتجي العمل، جوردان هوروويتز ومارك بلات، خطابيهما لحظة تقلد الجائزة، وفجأة لوحظت بلبلة وحركة غير طبيعية تدب على خشبة المسرح، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
فقد شوهد رجل بسماعات على الرأس يتحدث إلى العديدين على الخشبة، وكذلك فعلت مارثا رويز التي كانت واحدة من محاسبين اثنين مهمتهما تنضيد أوراق اقتراع مرشحي الأوسكار، ما يجعلها فعلياً واحدة من بين شخصين اثنين كانا يعلمان أسماء كافة الفائزين حتى من قبل بدء الحفل.
وفيما كان كل هؤلاء متحلقين على الخشبة يهمهمون ويتهامسون كان المنتج فريد بيرغر قد استلم ميكروفون الخطابة وكان في وسط الإعراب عن شكره لعائلته عندما حانت منه استدارة سريعة إلى الخلف ليعود من بعدها إلى الميكروفون ويهتف: “على فكرة لقد خسرنا”.
هنا ارتسمت علامات الاستفهام على وجوه جميع الحضور الذين لم يفهموا ما جرى، فما كان من هورويتز إلا أن تقدم ليوضح الموقف ويفسره للجمهور فقال: “يا شباب، أنا أعتذر. لا، فقد حدث خطأ. يا فريق عمل Moonlight أنتم من فزتم بجائزة أجمل صورة، وهذه ليست مزحة”.
شهق الجمهور غير مستوعب بين مصدوم وغير مصدق، لكن سرعان ما تحول المشهد إلى وقوف وتصفيق جماعي تحية للفيلم الفائز، فيما كرر هورويتز مؤكداً: “إنها ليست مزحة، لقد فاز Moonlight بجائزة أفضل صورة” حتى أنه رفع بطاقة اسم الفائز وكشفها أمام الجميع لإثبات كلامه، وكانت بالفعل تحمل اسم Moonlight ومعها لقب أجمل صورة.
وفيما جهد الجمهور (وملايين المتابعين على الهواء) محاولين استيعاب ما جرى، كانت الكاميرا قد انتقلت لتلتقط صور فريق عمل Moonlight الجالسين وسط الحضور وقد علت وجوههم الدهشة الشديدة وطفقوا يأخذون بعضهم بالأحضان من فرط السعادة العارمة.
ثم وصل مضيف الحفل جيمي كيمل إلى الخشبة ليضع النقاط على الحروف ويبدد الارتباك برسم الضحكات على الوجوه والمزاح وإلقاء النكات حول ما جرى، فقال: “أظن عليكم يا شباب الاحتفاظ بالجائزة على أية حال. يا شباب مؤسف جداً ما حدث، وأنا شخصياً أضع اللوم كله على ستيف هارفي في ما جرى”.
ثم استدار كيمل إلى هورويتز وقال له: “يخطر لي أن أراك أنت أيضاً تحصل على أوسكار، فلماذا لا نوزع دستة أوسكارات بالمرة؟”.
لكن هورويتز استحى وقال: “لكنني سأفخر حقاً بتقديم هذه لأصدقائي من فيلم Moonlight “، فعلّق عليه كمل المضيف “هذا لطف منك حقاً”.
وهنا خطا بيتي إلى الأمام ليوضح هو الآخر ما جرى من بلبلة، فصاح به كيمل “وارن، ما الذي فعلته؟!”،
فمضى بيتي يشرح أنه كان قد جمد وصمت لحظة رأى المظروف لأن المكتوب عليه كان “إيما ستون من فيلم La La Land”، حيث كانت ستون لتوّها قد فازت بجائزة أفضل ممثلة، وأكمل قائلاً: “لهذا حملقت كثيراً في فاي.. لم أكن أحاول التنكيت أو المزاح”، فعلق كيمل قائلاً: “لكنك بالفعل كنت مضحكاً”.
ثم ظهرت في الكواليس الخلفية تفاصيل جديدة للقصة التي دخلت التاريخ، حيث أشارت ستون إلى أنها كانت على خشبة المسرح بعدما أعلن فوز La La Land فيما كانت البطاقة التي تحمل اسمها وفوزها بلقب أفضل ممثلة مع جوائز الأوسكار كلها في يده طيلة الوقت.
وقالت ستون: “بالطبع كان شيئاً رائعاً أن نسمع La La Land وكنا نود لو نفوز بجائزة أفضل صورة، لكننا كذلك فرحون لفيلم Moonlight وأظنه من أجمل الأفلام على الإطلاق. كذلك كنت أحمل بطاقة فوزي بلقب “أفضل ممثلة في دور بطولة” طيلة الوقت. لذا مهما كانت أحداث القصة، لست أحاول خلق تناقض، لكن مهما كانت قصة ما جرى، لقد كانت البطاقة في يدي”.
وقد نقلت قناة E! الترفيهية أن وارن بيتي قد تسلّم المظروف الخاطئ، وعرضت لقطة مقربة جداً من المظروف الذي يحمل ذاك العنوان.
أما هورويتز فقد أدلى بتفاصيل كل لحظة بلحظتها لقناة E! بعد حفل الجوائز، مشيراً إلى أنه تسلم المظروف بعد إعلان اسم الفائز وأنه أمسك بذاك المظروف فيما كان يلقي خطاب الفوز.
وقال هورويتز للقناةك “ثم جاء شاب من مسؤولي خشبة المسرح بدأ يتحرك في المكان ويفتش هنا وهناك باحثاً عن المظروف”.
في النهاية عثر على المظروف “ففتحه وكان المكتوب عليه (إيما ستون La La Land)”. حسب قول هورويتز الذي تابع: “هنا اتضح أن ثمة مشكلة، ثم عثروا بعد ذلك على مظروف لقب أفضل صورة”.
كذلك في الكواليس قال مخرج Moonlight باري جينكنز إنه متابعٌ عتيد لحفلات الأوسكار، وإنه لم يرَ في حياته شيئاً كهذا حدث من قبل.
وأضاف جنكنز: “لاحظت البلبلة واعتقدت أن شيئاً ما غريباً قد حدث، وأنا متأكد أن الكل رأوا وجهي، بيد أن لساني انعقد عندما أعلنت النتيجة الحقيقية، وهذا أضفى ميزة مضاعفة على تلك اللحظة المميزة أصلاً لكن بطريقة لم أكن أتوقعها”.