الهواتف الخلوية أو المحمولة
لقد تطورت الهواتف عبر العصور والأزمنة، ففي البداية كان الهاتف عبارة عن سماعة للإرسال والاستقبال ومجموعةٍ كبيرةٍ من الأسلاك، ثم أخذت بالتطور لتسهيل عملية استخدام الهاتف حتى بدأت الاعتماد على الموجات التي تنتقل في الهواء من أجل إرسال واستقبال المكالمات بعيداً عن الأسلاك ومشاكلها، وهو ما عرف بالهاتف الخلوي أو المحمول، وقد كان الأمريكي مارتن كوبر هو أول من أجرى مكالمةً خلويةً في الثالث من أبريل من عام 1973م.
لقد كانت شركة نوكيا أول شركةٍ تطلق هاتفاً نقالاً عام 1984م، ولكن كانت هذه الهواتف كبيرة الحجم، ثم بدأت الشركات بتطوير الجهاز الخلوي وتطوير الخدمات التي يمكن أن يقدِّمها، حتى وصلت إلى ما هي عليه من الحجم الصغير والميزات الذكية خاصةً مع وجود الشبكة العنكبوتية، التي ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تطوير الهواتف الخلوية، فأصبحت الهواتف تدعم خدمات الصوت، والصورة، والفيديو وغيرها من الخدمات المميزة.
مبدأ عمل الهاتف الخلوي
يقوم مبدأ عمل الهاتف الخلوي على وجود دائرةٍ لاستقبال المعلومات وإرسالها وهي موجودة في الهاتف، وتقوم هذه الدائرة بإرسال الذبذبات عبر الهواء إلى محطاتٍ أرضيةٍ تقوم بدورها ببعث هذه الذبذبات إلى المحطات الفضائية، التي ترسلها إلى المحطات الأرضية المقصودة، ثم تقوم هذه المحطات بإرسالها إلى دائرة الاستقبال في الهاتف المقصود.
تعتمد عملية نقل هذه البيانات بين الهاتف والمحطات الأرضيّة والفضائيّة على بروتوكولاتٍ خاصةٍ مثل بروتوكول GSM، وهو اختصار لـ (Global System for Mobile communications)، ويعتمد هذا البروتوكول على شريحة اتصال (SIM CARD) التي يكون مخزَّناً عليها معلومات الشبكة الداعمة ومعلومات المستخدم.
تم تطوير هذا البروتوكول لزيادة سرعة نقل البيانات وتقديم الخدمات المختلفة، وقد تمت تسمية هذه التطورات بالأجيال، فهناك الجيل الأول والجيل الثاني، والجيل الثالث، والجيل الرابع، وسنوضِّح الفرق بين الجيل الثالث 3g والجيل الرابع 4g.
الفرق بين (3g) و(4g)
امتازت تقنية الجيل الثالث (3g) بمقدرةٍ كبيرةٍ في معالجة حزم البيانات والحزم الصوتيّة، واستقبال البيانات بسرعةٍ تصل إلى 2 ميجابت، ويمكن مشاهدة التلفاز من خلال هذه التقنية وإجراء مكالمات الفيديو.
دعمت تقنية الجيل الرابع (4g) جميع الميزات الموجودة في تقنية الجيل الثالث (3g)، وطوّرت عليها عدّة ميزاتٍ منها السرعة العالية جداً في نقل البيانات أكثر من الجيل الثالث بـ 4 إلى 10 مرات، حيث قد تصل هذه السرعة إلى (1Gbps)، وتقدِّم الحماية والأمان بشكلٍ أكبر.
يمكن مشاهدة التلفاز بشكلٍ واضح جداً (HDTV) باستخدامها، ويمكن تحويل الهاتف إلى ريسيفر لاستقبال القنوات، كما أن 4g تستطيع التنقل بين الأبراج بشكلٍ أفضل من 3g، حيث إنه في بعض الحالات عندما ينتقل المستخدم من منطقة برجٍ إلى آخر فإن الاتصال ينقطع نتيجة انقطاع الاتصال مع الشركة الرئيسيّة، وهو ما يعرف بالمنطقة الميتة (Dead Zone)، ولكن في هذه التقنية تم القضاء على هذه المشكلة.