25/02/2017 09:24
- نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا، حول دراسة أجرتها جامعة "إمبيريال كوليج لندن"، توصلت إلى أن تناول كمية مضاعفة من المنصوح به حاليا من الخضار والفواكه يزيد من مناعة الجسم ضد مختلف الأمراض، ويقلل من فرص الوفاة المبكرة.
ويقول التقرير، إنه "ربما يجد من لا يحبون تناول الخضار والفواكه هذه النتائج مزعجة، فالمنصوح به حاليا هو تناول خمس حصص من الخضار والفاكهة، وزن الحصة 80 غراما، وبعضهم لا يتناول سوى ثلاث حصص من الخمس المنصوح بها، علما بأن تناول 200 غرام، أي نصف الكمية التي ينصح بها، يساعد على تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 16%، والإصابة بالجلطة بنسبة 18%، وأمراض الشرايين بنسبة 13%، والسرطان بنسبة 4%، والموت المبكر بنسبة 15%".
وتستدرك الصحيفة بأن الدراسة الجديدة تقترح أن نزيد من تناول الخضار والفواكه إن كنا نسعى لتجنب الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة، حيث يقول الدكتور داغفين أون، الذي قاد البحث في كلية الصحة العامة في جامعة "إمبيريال": "أردنا أن نبحث عن كمية الخضار والفواكه التي نحتاج إلى أكلها للحصول على أقصى حماية ضد المرض والوفاة المبكرة، وتشير النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن تناول خمس حصص من الخضار والفاكهة في اليوم جيد، إلا أن تناول عشر حصص في اليوم أفضل".
ويقيد التقرير بأن تناول 800 غرام من الخضار والفواكه، وهو ما يعادل عشر حصص، وهو ضعف المنصوح به في المملكة المتحدة، يقلل من احتمال الإصابة بمرض القلب بنسبة 24%، والجلطة بنسبة 33%، وأمراض الشرايين بنسبة 28%، والسرطان بنسبة 13%، والوفاة المبكرة بنسبة 31%.
وتلفت الصحيفة إلى أن الفواكه والخضار ليست متساوية الفوائد، فالتفاح والإجاص والحمضيات والسلطات وذوات الأوراق الخضراء، مثل السبانخ والخس والهندباء البرية، والخضراوات الصليبية، "التي تعرف أيضا بالفصيلة الكرنبية أو الخردلية"، مثل البروكلي والملفوف والزهرة، مفيدة في منع أمراض القلب والجلطة.
ويكشف التقرير عن أنه من أجل تخفيض احتمال الإصابة بالسرطان، فإنه يجب أكل الخضراوات الخضراء، مثل الفاصوليا الخضراء، والخضراوات الصفراء والبرتقالية، مثل الفلفل الحلو والجزر، بالإضافة إلى الخضراوات الصليبية، مشيرا إلى أن الباحثين لم يجدوا فرقا بين فوائد الخضار والفواكه المطبوخة والنيئة.
وتنقل الصحيفة عن الدكتور أون، قوله: "تبين أن الفواكه والخضار تخفض من مستويات الكوليسترول وضغط الدم، وتعزز الأوعية الدموية ونظام المناعة، وقد يكون ذلك بسبب الشبكة المعقدة من العناصر الغذائية التي تحتويها، فتحتوي مثلا على الكثير من المواد المقاومة للأكسدة، التي قد تساعد في تقليل الأضرار التي تصيب الحمض النووي، وذلك يقلل من خطر الإصابة بالسرطان"، لافتا إلى أن الخضراوات الصليبية، مثل البروكلي، تحتوي على مركبات تسمى الجلاكوسينولات، قد تساعد على الحماية من السرطان، بالإضافة إلى أنه قد تكون للفواكه والخضراوات آثار جيدة على البكتيريا الموجودة في أمعائنا بشكل طبيعي.
وبحسب التقرير، فإن الدكتور أون نبه إلى أنه لا يمكن وضع فوائد الخضراوات والفواكه في عبوات أو على شكل حبوب، ونصح بأكل الخضراوات والفواكه الطازجة؛ للحصول على الفائدة كاملة، بدلا من الاعتماد على ما يسمى المكملات الغذائية.
وتذكر الصحيفة أن البحث، الذي نشر في دورية "إنترناشونال جورنال أوف إبديميولوجي"، جمع نتائج 95 دراسة مختلفة على حوالي مليوني شخص، وقيمت حوالي 43 ألف حالة مرض قلب، و47 ألف حالة جلطة، و81 ألف حالة أمراض شرايين، و112 ألف حالة سرطان، و94 ألف حالة وفاة، وقال أون إن هناك حاجة للمزيد من البحث، لكن "من الواضح من هذا العمل، أن زيادة الفواكه والخضراوات في الطعام لها فوائد صحية جمة، ويجب علينا محاولة زيادة تناولها في وجباتنا اليومية".
ويورد التقرير نقلا عن سارة تول من مركز أبحاث السرطان "وورلد كانسر ريسيرش فند"، قولها: "هذا بحث مثير للاهتمام، ويظهر مقدار أهمية الخضراوات والفواكه، بصفتها جزءا مهما من الحمية الصحية، وفي الواقع إنها ضرورية للحفاظ على وزن صحي، الذي بدوره يقلل من خطر الإصابة بأحد عشر صنفا من السرطانات الشائعة، بحسب ما تظهر الأدلة لدينا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول تول: "يجب أن يحاول الناس تناول خمس حصص من الخضراوات والفواكه على الأقل في اليوم، لكن الزيادة أفضل، وإن وجد الناس هذا صعبا فلماذا لا يبدأون في إضافة حصة خضار أو فاكهة كل يوم مع وجبة الغداء، أو محاولة استبدال إحدى الوجبات الخفيفة الضارة بحبة فاكهة؟".