TODAY - July 24, 2010
رئيس ادباء واسط: المتنبي لم يلق بظلاله على ابناء المحافظة! وشعراؤها يعدون على اصابع اليد الواحدة
عبدالجبار العتابي
اكد رئيس ادباء محافظة واسط العراقية ان الشاعر ابو الطيب المتنبي الذي له قبر وضريح ومزار ومهرجان ايضا في المحافظة لم يؤثر على الشباب في ان يكونوا شعراء وربما لم يلتفتوا الى وجوده، اذ ليس هنالك سوى عدد من الشعراء يعدون على اصابع اليد الواحدة، معبرا عن اسفه واستغرابه من ذلك، وقال اسماعيل سكران ان المتنبي لم يلق بظلاله على ابناء المحافظة، كما اشار الى معاناته من عدم وجود دعم حيث لا يوجد مقر للاتحاد، بالاضافة الى افكار اخرى جاءت في الحوار معه.
وسكران قاص صدرت له ست مجموعات قصصية اخر مجموعة بعنوان (طقس مؤجل) 2009 عن مؤسسة الصادق الثقافية، وعام 2008 صدرت لي مجموعة عن دار الشؤون الثقافية بعنوان (القادمون فجرا)، وصدرت لي مجموعة قصص اطفال عن دار ثقافة الطفل.
* هل يمكن تقييم الواقع الادبي في المحافظة؟
- الواقع الادبي في واسط شأنه شأن كل جوانب الحياة الاخرى يعاني من الضعف والهزال وعدم الدعم، نحن في اتحاد الادباء في محافظة واسط من اكثر المعاناة التي تواجهنا هي عدم وجود مقر للاتحاد لكي نستطيع من ممارسة نشاطاتنا الاعتيادية لذا نضطر احيانا الى ان نلجأ الى البيت الثقافي في المحافظة او احدى قاعات جامعة واسط او نستأجر احدى الكازينوهات لكي نقيم فيها بعض الفعاليات البسيطة كأقامة امسية شعرية او قصصية او استضافة احد الاكاديميين من الجامعة للحديث عن بعض شؤون الادب العراقي، اشعر اننا مع وجود الكثير من الاحباطات استطعنا ان نقيم الكثير من الفعاليات الثقافية ولعل ابرزها هو الاستمرار في اصدار مجلة (تقاسيم) الفصلية كذلك استطعنا اصدار مجموعة قصصية لاعضاء اتحاد ادباء واسط واصدرنا ايضا مجموعة شعرية مشتركة لشعراء واسط، ونحن الان بصدد اصدار مجموعة قصصية اخرى ايضا وبدعم ذاتي وبدون دعم من اية جهة سواء كانت حكومية او غير حكومية.
* أليس لديكم منهاج ثقافي ثابت لنشاطات الاتحاد؟
- ليس لدينا منهاج بسبب عدم وجود مقر ثابت للاتحاد، وحاولنا كثيرا وحصلنا على غرفة بسيطة استطعنا ان نقيم فيها فعالياتنا الثقافية لمدة عامين، بعد ذلك تعرضت البناية الى التهديم واصبحنا بلا مقر.
* من يتحمل هذه المسؤولية، الاتحاد المركزي او وزارة الثقافة ام المحافظة؟
- جميع هؤلاء يتحملون مسؤولية عدم دعم الواقع الثقافي في محافظة واسط، الكل يشترك في هذه المهمة البائية وهي عدم دعم اتحاد الادباء والنشاط الثقافي عموما في واسط، الحكومة المحلية، مجلس المحافظة، محافظ واسط وحتى وزارة الثقافة.
* لماذا لم تستغلوا وقت انتخابات اتحاد الادباء / المركز العام للتعبير والاحتجاج؟
- لاننا لا نرى جدوى، حاولنا ولكن لا جدوى، ولا توجد اذان صاغية، فهناك مطالب كبيرة يواجهها المواطن العراقي وقد تظاهر واعتصم ولكن بلا جدوى.
* كيف يمكنك تقييم المستوى الادبي للمحافظة؟
- بالرغم من قلة اعضاء اتحاد ادباء واسط الا ان البعض استطاع ان يحرز العديد من الجوائز في المسابقات الادبية المقامة في العراق وفي بعض الدول العربية، فمثلا الشاعر حميد حسن جعفر فاز بجائزة بأحدى مسابقات دار الشؤون الثقافية، جائزة في الشعر،كذلك الشاعر حسن سالم الدباغ حصل على جائزة في احدى مسابقات دار الشؤون الثقافية، والقاص حيدر غازي حصل على الجائزة الاولى في مسابقة دار ثقافة الطفل، وموسى غافل حصل على الجائزة الاولى في مسابقة ناجي نعمان في بيروت، وهناك غيرهم.
* ما السبب في قلة عدد ادباء واسط؟
- لان هنالك العديد من الطلبات الجديدة، تقدر بعشر طلبات، مقدمة منذ الدورة السابقة لاتحاد الادباء المركز العام للحصول على هوية الانتماء للاتحاد ولكننا للان لم نحصل على موافقة، عدد الادباء في واسط 30 اديبا فقط.
* هل توجد ضغوطات من اي نوع تدعو الى هذا؟
- لا توجد اية ضغوطات وانما هذا هو الواقع الادبي في واسط يمتاز بقلة الادباء، على الرغم من اننا حاولنا كثيرا استقطاب عدد من الشباب الا ان الكثير منهم لم يحصل على شروط العضوية لقلة النشر، لا توجد ضغوطات من اي نوع ومجال الحرية متاح للجميع ولا نشعر بأن هنالك جهة ما تضغط باتجاه معاكس لنشاطاتنا ولكن واقع الاديب الواسطي واقع ضعيف، واستطيع ان اجزم واقول هو اديب كسول!!
* هل حلت مشكلة مهرجان المتنبي؟
- اقمنا المهرجان في عام 2010 في الشهر الخامس وكان يعد من المهرجانات الادبية الشعرية الناجحة، ولكن في عام 2009 كانت هنالك مشكلة بين اتحاد الادباء / المركز العام وبين وزارة الثقافة حول من هو الراعي للمهرجان وحصلت مقاطعة من قبل اتحاد الادباء في واسط للمهرجان وكان تلك الدورة تعد من الدورات الفاشلة لعدم حضور الادباء من المحافظة وعموم العراق.
* ما الجدوى من اقامة مثل هكذا مهرجانات في محافظة عدد ادبائها قليل واديبها ينعت بالكسل؟
- نحن كأتحاد ادباء جزء من نضال ثقافي من اجل ان لا يتوقف مهرجان المتنبي، كعملية اثبات وجود لاعضاء اتحاد الادباء وفعلا مهرجان المتنبي لايمكن ان يقوم ما لم يبادر الاتحاد بالاتصال بالمسؤولين في المحافظة وعلى رأسهم السيد محافظ واسط واعضاء مجلس المحافظة للحصول على دعم مادي منهم لاقامة المهرجان.
* يبدو ان الشاعر ابو الطيب المتنبي ماليء الدنيا وشاغل الناس لم يملأ واسط بالادب ولم يشغل شبابهم بالشعر، ماذا تقول؟
- هناك بون شاسع وكبير، بون شاسع.. بين المتنبي والشباب الان، فليس هنالك اي امتداد ولا تشابه، المتنبي لم يلق بظلاله على الادب في واسط، وللاسف.. للاسف لم يتأثر احد بالمتنبي ولم يبرز لدينا سوى شعراء قلائل يعدون على اصابع اليد الواحدة، وهذا امر غريب ربما اذ ان من المفروض ان يكون هنالك تأثر لا سيما ان الشاعر هو ابو الطيب المتنبي!!.
* كيف ترى الواقع الثقافي العراقي بشكل عام؟
- يعد نشاط الثقافي في العراق رغم هذه الظروف مؤشر ايجابي على ان الثقافة في العراق لا يمكن ان تضعف وانما تستطيع ان تواكب الحياة وان تستمر رغم كل الظروف الحرجة والصعبة التي يواجهها الاديب العراقي.
* هل ترى احوال الادباء اختلفت بعد عام 2003؟
- بلا شك، هنالك تغيير كبير هناك مساحة من الحرية، هنالك انتشار كبير للكاتب العراقي الذي بدأ يطبع نتاجه الادبي في الدول العربية، بدأ الكتاب العراقي يأخذ مداه والاديب العراقي الان نشط بشكل ملحوظ.
* هل تعتقد ان الاديب العراقي كسر محليته؟
- من الصعوبة الاجابة ولكن لدينا بعض الشواهد لنأخذ على سبيل المثال علي بدر ونجم والي وكتاب كثيرون في المهجر استطاعوا ان يترجموا نتاجاتهم، بمعنى انهم وصلوا الى مستوى لا بأس به من العالمية، وقد استفاد هؤلاء من الضيق، من الحصار الثقافي لنسمه، من قبل النظام السابق، قبل 2003 كان الاديب العراقي مقيدا، لكن الاديب الذي استطاع ان يفلت من هذا الطوق ويغادر العراق استطاع ان يحصل على مساحة كافية من الحركة، واقول لك بصراحة انه تجاوز اديب الداخل لما يمتلكه من حرية الحركة والتعبير والالتقاء واستخدام الانترنت وادوات الاتصال الاخرى.
elaph