منذ أكثر من نصف قرن يوجد في روسيا تقليد بمنح الأسلحة مسميات رقيقة ومرحة لا تتناسب إطلاقا مع قدرتها الفتاكة، إذ تحمل المعدات أسماء النساء أو الزهور أو غيرها من المسميات الظريفة.
وربما كانت قاذفة الصواريخ "كاتيوشا" (أو "بي أم 13" رسميا) هي الأولى من تلك الأسلحة، وأطلق الجنود السوفييت عليه اسم فتاة روسية مصغّرا. وكانت هذه القاذفة تستخدم خلال الحرب العالمية الثانية على نطاق واسع، ورغم اسمها الجميل كانت قادرة على تكبيد العدو خسائر فادحة، ولم تنل الشهرة في روسيا فحسب، بل وفي العالم بأسره.
وبعد انتهاء الحرب، تبنى مصممو الأسلحة تقليد إعطاء الأسماء "الجميلة" للأسلحة، التي أحيانا لم تأخذ في الاعتبار ميزات هذه الأسلحة وخصائصها.
فتستخدم القوات المسلحة الروسية اليوم مجموعة من المدافع، يحمل كل منها اسم زهرة، من بينها، على سبيل المثال، المدفع ذاتي الحركة 2S5 "الخزامى"، ومجمع الصواريخ المضادة للدروع 9M123 "الأقحوان"، والهاون ذاتي الحركة 2S4 "توليب".
ونرى روح الفكاهة التي كان يتحلى بها مصممو الأسلحة الروس في اسم مثل ما تحمله قاذفة اللهب "بوراتينو"، المثيل الروسي لبينوكيو، الشخصية الخيالية من حكايات الأطفال، بل وما هو أكثر من ذلك في اسم "أوغونيوك" (الكلمة المصغرة لـ"النار" بالروسية)، الذي يحمله قاذف القنابل اليدوية بسبع مواسير، أو الرصاص المطاطي "بريفيت" ("مرحبا" بالروسية)، أو أصفاد "الحنان".
ولم ينس مبدعو المعدات العسكرية استخدام أسماء النساء، إذ أطلقوا اسم ليديا الروسي على الهاون، أو اسم تاتيانا على القنبلة الذرية السوفيتية.
وليس من الواضح ما إذا كان في إعطاء الأسماء أي منطق أو نظام، وأغلب الظن أنها لا تظهر إلا من باب الفكاهة.