فلوسه صارت بجيبه ... ليش مايضحك ؟
يضرب للشخص الذي يبخس الناس حقهم ويجعل من باطله حقا فرضه عليهم ، لؤما منه وبهتانا .
أصله:
أن رجلا كان قد أقرض جحا بعض المال لأجل معين . فلما حان موعد سداد الدّين لم يكن مع جحا من المال ما يسدّد به دينه . فاعتذر للرجل ، وعيّن له موعدا آخر للسداد . فلما عاد الرجل في الموعد المعيّن لم يستطع جحا أن يفي له بما وعده به ، لضيق ذات يده ، فراح يماطل الرجل ويعده مواعيد أخرى . واستمر الحال هكذا زمنا طويلا حتى كلّ الرجل وملّ .
وفي ذات يوم جاء الرجل إلى بيت جحا يطالبه بسداد الدّين ، فخرج إليه ولده ، وقال له : (( والدي يقرؤك السلام ويقول لك : أن بجوار بيتنا أكواما كثيرة من الشوك ، وأن رعاة الغنم كثيرا ما يمرون بأغنامهم من ههنا ، فتحتكّ فراء تلك الأغنام بتلك الأشواك ، فينزع منها بعض الصوف فيعلق بالشوك . وقد أمرني والدي أن أجمع ذلك الصوف العالق بالشوك كل يوم وأحتفظ به حتى يصبح كمية كبيرة فنعزله وننظّفه ونمشّطه ونغزله ونلفّه على الدولاب ، ثم نحيكه عباءة كبيرة ، متقنة الصنع ، ناعمة الملمس ، فنبيعها بثمن عال ، ونفي لك حقك من ذلك الثمن )) . ولم يكد الرجل يسمع ذلك الكلام حتى راح يضحك عاليا وهو يفحص الأرض برجليه ، حتى استلقى على ظهره من شدة الضحك .
لما عاد جحا إلى بيته ، أخبره ولده بقدوم الرجل الدائن ، وماذا قال له ، وكيف شرح له الأمر شرحا كافيا حتى فحص الأرض بقدميه . فقال جحا : معلوم يضحك ... إذا (( فلوسه صارت بجيبه ... ليش مايضحك ؟ )) . ذاع ذلك الخبر بين الناس ، فضحكوا من قول جحا وعجبوا من فعله ، ورثوا لحال ذلك الدائن المسكين. وذهب ذلك القول مثلا