حسبي الله ونعم الوكيل
هذه الكلمة قالها ابو الانبياء إبراهيم عليه السلام عندما القي في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً. قال الله تعالى(قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) ولو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدة بردها.


معنى ( حسبي الله ونعم الوكيل )
معنى حسبي الله: أي يكفيني الله تعالى عن غيره في الرزق, والنصر, والعون, واللطف, والرحمة, والوقاية ... وغير ذلك.
والوكيل: هو من يوكله الإنسان ليقضي له أمراً, وكلما كان الوكيل قوياً, أميناً, فطناً, حكيماً, كان قضاء الأمر أفضل وأكمل, ولذلك يختار الناس المحامين الأقوياء, والأمناء لتوكيلهم في قضياهم.


ومعنى نعم الوكيل: أي: من أفضل من الله وكيلاً في نصرتي؟, ومن أعظم وكيلاً من الله في قضاء حاجتي؟ ومن أقوى من الله وكيلاً في رد كيد الكائدين, وظلم الظالمين؟
وكلما كان القلب معلقاً بالله, متوكلاً عليه, مستيقناً بحكمة الله, وقدرته, مسلماً لأمره وقضائه, كان الوكالة أصدق, والتوكل أعظم, والثمرة أطيب
ولا ينبغي للمسلم العاقل أن يلتفت إلى النتائج, مهما كانت في نظره في غير صالحة, لأن الله يعلم والإنسان لا يعلم {والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ويفضل أن تتمم (حسبنا الله ونعم الوكيل, نعم المولى ونعم النصير).


و " حسبنا الله ونعم الوكيل " ، قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه واله وسلم حين قالوا له : " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " .
قوله : حسبنا الله أي كافينا . فلا نتوكل إلا عليه . قال تعالى " أليس الله بكاف عبده ؟ " .
قوله : ونعم الوكيل أي نعم الموكل إليه ، كما قال تعالى : " واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " ومخصوص نعم محذوف تقديره هو .
هو حسب من توكل عليه وكافى من لجأ إليه ، وهو الذي يؤمن خوف الخائف ، ويجير المستجير ، فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه ، وانقطع بكليته إليه ، تولاه وحفظه وحرسه وصانه . ومن خافه واتقاه ، أمنه مما يخاف ويحذر ، ويجلب إليه ما يحتاج إليه من المنافع .
ما قال إبراهيم حين ألقى في النار
قوله : قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار قال تعالى : ' " قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين " .
قوله : وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " وذلك بعد منصرف قريش والأحزاب من أحد " بلغه أن أبا سفيان ومن معه قد أجمعوا الكرة عليهم ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكباً حتى انتهى إلى حمراء الأسد ، فألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان . فرجع إلى مكة بمن معه ، ومر به ركب من عبد القيس فقال : أين تريدون ؟ قالوا : نريد المدينة . قال : فهل أنتم مبلغون محمداً عني رسالة ؟ قالوا : نعم . قال فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم . فمر الركب برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو بحمراء الأسد ، فأخبروه بالذي قال أبو سفيان . فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل " ففي هاتين القصتين فضل هذه الكلمة العظيمة وأنها قول الخليلين عليهما الصلاة والسلام في الشدائد . وجاء في الحديث : " إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل " .