أضواء على أستراليا
أستراليا أو أرض الجنوب المجهولة حيث يعود تاريخ التسمية إلى العصر الروماني. ويؤخذ اسم أستراليا من الكلمة اللاتينية australi التي تعني الجنوبية. وهي مأخوذه من الجملة اللاتينية: Legends of Terra Australis Incognite أو أساطير عن أرض الجنوب المجهولة حتى إكتشفت في العصور الوسطى, وعندها جاء الاسم لكلمة أستراليا.
كان يسكن القارة سكان أستراليا الأصليون الذين كانوا يتحدثون ما يقارب من 250 لغة. وبعد أن إكتشفها الملاحة الهولنديون في عام 1606 إستولت بريطانيا على النصف الشرقي من أستراليا فى 1770وكان أول استحواذ رسمي كامل على أستراليا فى 1788 وعندها نمى عدد السكان بثبات في العقود اللاحقة وكان لكثرة عدد قبائل السكان الأصليين وتعدد لغات التخاطب المستخدمة بينهم دوراً فى اثراء الموروث الثقافى عبر العقود المتتابعة فى استراليا.
تأثر الثقافة بالطبيعة
اعتمد الأستراليين الأصليين إلى حد كبير على نقل فنونهم الشعبية شفهيا، من خلال الاحتفالات والقصص. ولم يغيب تأثير الطبيعى الخلابة عن تقافة الاستراليين حيث كانت المناظر الطبيعية فى استراليا ولازالت مصدر إلهام للفنانين الاستراليين ويتضح ذلك جلياً فى أعمال الفناننين المشهورين أمثال سيدنى بولان وفريد ويليامز وأيضا أعمال الأدباء امثال بانجو باترسون وهنرى لوسون وأيضا باتريك وايت الذى كان أول استرالى ينال جائزة نوبل فى الأدب فى عام 1973 وأيضاً ظهر التأثير المشترك للطبيعة الاسترالية وثقافة اساطير السكان الاصليين فى السينما حيث نجد الفيلم الاسترالى الامريكى بإنتاج مشترك "اكوامارين" او زمردة والذى يجسد اسطورة عروس البحر فى الطبيعة الاسترالية واتحاد قوى الصداقة والسحر.
وبشكل عام نجد أن نمط الحياة الاجتماعية فى استراليا قد تأثر تأثراً كبيرا بالموروث الثقافى وانعكس هذا على نسيج المجتمع. فاستراليا مجتمع متعدد الثقافات يرحب بالجميع حيث ينحدرأصل سكانه من حوالي 200 بلدا. والشعب الاسترالي لديه سمعة بكونه واحداُ من بين الشعوب الودية في العالم، والمدن الاسترالية آمنة ونظيفة، ومعدلات الجريمة فيها منخفضة. تنبع التعددية الثقافية الحيوية في استراليا من مزيج من الثقافات الأصلية والاستيطان الأوروبي المبكر والهجرة الجماعية. ينتمي حوالي 40 في المائة من الأستراليين لأصول ثقافية مختلطة. وتفخر استراليا بتنوع شعبها وتتمتع بتنوع الثقافات والأطعمة المختلفة الذي يوفرها هذا التنوع. استراليا هي بلد علماني، وهذا يعني أن كل عاصمة من عواصم الولايات والاقاليم لديها أماكن عبادة للأديان من جميع أنحاء العالم.
الدور الثقافى الاسترالى
تعتبر أستراليا في المركز الثالث عشر كأكبر اقتصاد والتاسعة من حيث الناتج المحلي الأجمالي للفرد متفوقة على المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية. كما إنضمّت أستراليا الى منظّمة اليونسكو فى 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1946، وكانت من بين أولى البلدان الأعضاء. كما تمّ تأسيس ستّة كراسي جامعية تابعة لليونسكو في هذا البلد، نذكر منها على سبيل المثال الكرسي الأخير (الذي تمّ إنشاؤه في العام 2007)، وهو كرسي اليونسكو/ كوستو لتقنيات البيئة الذي يهتمّ بالعلوم البيئيّة في القطب الجنوبي والمحيط الجنوبي والموجود في جامعة تسمانيا. كما تساعد أستراليا في إعداد الخطوط التوجيهية الدولية لحماية المواقع الطبيعية المقدّسة ضمن هذه المعازل. كذلك، تقوم أستراليا بسلسلة نشاطات من شأنها الترويج لإتفاقية التراث العالمي التي صدرت في العام 1972. وفي هذا السياق، لا بدّ من الاشارة إلى 17 موقعًا مدرجًا على قائمة التراث العالمي في أنحاء القارّة كافةً، نذكر منها دار الأوبرا في سيدني الذي تمّ إدراجه على قائمة التراث العالمي فى 2007. كما قامت السلطات الاسترالية مؤخرا فى السادس عشر من سبتمبر من عام 2011 بتسليم عدد 122 قطعة اثرية مصرية للسفير المصرى باستراليا عمر متولى قبيل عرضها للبيع باحدى صالات المزادات بمدينة ملبورن خلال شهر نوفمبر الماضى.
المعالم السياحية والتواجد العربى
وبالأضافة إلى الطبيعة الخلابة باستراليا نجد العديد من المعالم السياحية الكثيرة التى يقصدها المسافرون من كافة انحاء العالم امثال برج سيدنى ودار الاوبرا ومنطقة السيركولار كى الذى يقع فى محيطها العديد من المبانى الاثرية. كما أن فى استراليا جالية إسلامية مزدهرة تتألف من أشخاص من كل انحاء العالم وفي التعداد السكاني لعام 2006 كان هناك أكثر من340,000 مسلم في أسترالي ومؤخرا تم اختيار العالم الأزهرى المصرى الدكتور إبراهيم أبو محمد، عضو رابطة الجامعات الإسلامية، بالإجماع مفتيا جديدا لقارة أستراليا، خلفا للشيخ فهمي الإمام، المفتى السابق فى الحادى والعشرين من سبتمبر لهذا العام.