لقصيدة الموزونة
القصيدة الموزونة، أو الشعر كما هو معروف، هو فنّ الكلام الذي لا يتقنه جميع الأشخاص إلّا الذين يمتلكون حساً مرهفاً، وقلباً متّقداً، ينتهي هذا الكلام بقافيةٍ ووزن، ويدلّ على معنىً وفكرة معينة. تعتبر كتابة القصائد الموزونة موهبة، ويمكن تنميتها وتطويرها من خلال توافر بعض الصفات والخصائص في الشخص الموهوب أو الهاوي، ودونها لا يمكن أن تتمّ القصيدة، ولا يمكن أن نُسميها قصيدةً من الأساس.
تضم القصيدة الموزونة مجموعة من الأبيات تنتهي بقافيةٍ واحدةٍ، وتتكون القصيدة الواحدة من بحرٍ واحدٍ، وهناك قصائد موزونة أخرى للشعر العمودي، وقصائد الشعر الحر، وقصائد للشعر النبطي، والشعر الشعبي.
طريقة كتابة قصيدة موزونة
قبل بداية أية قصيدة موزونة، لا بد من معرفة عدة أشياء مهمة، والتركيز عليها، ومنها:
الحالة الداخلية والنفسية أثناء الكتابة مهمة جداً، فيجب بدء الكتابة وقت الشعور برقّة العواطف وتوقد الأحاسيس، والشعور العميق والحقيقي، سواءً كان فرحاً، أو حزناً، أو حباً، أو اشتياقاً، أو غيرها.
جو الكتابة والبيئة المحيطة في غاية الأهمية، والأفضل اختيار الأماكن الهادئة، والأماكن الملهمة، مثل: شاطئ البحر، والغابة، وغيرها، واختيار الأوقات المناسبة للكتابة أكثر من غيرها، ويفضل أوقات المساء، حيث سكون النفس.
الوزن والقافية؛ حيث يجب أن تكون أبيات القصيدة الموزونة على وزنٍ واحدٍ، ومن الممكن أن يتجزأ وزن القصيدة إلى عدة أجزاء، أما القافية فهي نفس الإيقاع الذي يتكرر في نهاية أبيات القصيدة الموزونة، وهو يشكل لحن القصيدة، بحيث يجب أن يكون هناك تناسب بين اللحن والقافية.
العروض: وهي بحور الشعر التي تُكتب بها القصائد، والبحور للقصائد الموزونة الفصيحة هي ستة عشر بحراً، وتشمل :البحر الطويل، والبحر المديد، والبحر البسيط، والبحر الوافر، والبحر الكامل، والبحر الهزج، والبحر الرجز، والبحر الرمل، والبحر السريع، والبحر المنسرح، والبحر الخفيف، والبحر المضارع، والبحر المقتضب، والبحر المجتث، والبحر المتقارب، والبحر المتدارك.
تحديد فكرة القصيدة، وهنا يجب أن يعيش الكاتب الفكرة في خياله، وأن يشعر باندماج كامل مع أجواء القصيدة.
وصف الصور تدريجياً عند التنقّل بين أبيات القصيدة؛ بحيث لا يحصل تشتّت للقارئ، ومن الأفضل كتابة فكرة القصيدة الأساسية على ورقة، ومن ثمّ محاولة ربط الصور بالتدريج.
تناغم الوزن مع اللحن ومع القافية في كلّ بيت من القصيدة الموزونة، ومع البيت الذي يليه، وكذلك في كل شطر من البيت مع الشطر الآخر منه.
الابتعاد عن التكلف والتصنع أثناء الكتابة، ومحاولة ربط القصيدة بطريقة سلسة واقعية.