لا تكن "أحمقَ" مثلهم!.. هذا ما يمكنك سرقته من الفندق دون الإيقاع بك؟


"أنا لستُ لِصّاً. ولكن، عندما أجد إحدى غُرف الفُندق مُكتظة بزجاجات الشامبو الصغيرة وقطع الصابون ذات الأحجام المُختلفة، ينتابني هوس السرقة، ويدفعني ذلك لانتشال بضعة أشياء في حقيبتي".
قد يكون هذا لسان حال بعض الأشخاص "الشرفاء" بعد دفعهم فاتورة كبيرة لحجز غرفة بأحد الفنادق الفخمة، إذ يشعرون بأنهم يمتلكون الحق في الحصول على جميع محتويات الغُرفة.
وحينها، تَنْشَط لديهم غريزة اقتناء تلك الأشياء الصغيرة، ويُمكن أن تجدهم يتقمصون شخصية بطل فيلم The Road، فيقومون بتمشيط المكان بأكمله بحثاً على كل ما يمكنهم وضعه في شنط السفر، ولا يعترض طريقهم سوى بعض تأنيب الضمير، مع ضيق مساحة الشنطة.
إن كنت فعلت ذلك ذات مرة، فاعلم أنك لست وحدك من شعر بأحقيته في اقتناء الأدوات الصغيرة بالفنادق، وذلك بحسب تقرير أعدته صحيفة The Telegraph البريطانية.
حتى أغطية مقاعد المراحيض!





قال ديفيد إلتون، الشريك بسلسلة الفنادق الصغيرة Homegrown: "النزلاء يسرقون كل ما في وسعهم الحصول عليه. فيمكنهم سرقة رداء الحمام، شماعات المعاطف، أغطية السرير، أغطية الفراش، المناشف، الوسائد، أغطية مقاعد المراحيض، كل شيء في الغرفة تقريباً".
وأضاف: "ربما يكون الشعور بالحزن وتأنيب الضمير على سرقة محتويات الغرف من الفنادق الصغيرة أكبر منه عند سرقتهم محتويات الفنادق الفخمة الكبيرة، التي يدفعون فيها سعراً أكبر لحجز الغرف".
أكثر 10 أشياء تسرق من الفنادق
قام قسم السفر في صحيفة The Telegraph البريطانية، في بحثٍ سابق، بجمع قائمة لأكثر الأشياء التي تُسرق من الفنادق، وتبيَّن أنها كالتالي:
1- المناشف/الملابس الكتانية
2- البطاريات/المصابيح الكهربائية
3- الطعام والشراب
4- أدوات المائدة
5- إطارات الصور
6- اللوح الفنية
7- الستائر
8- الغلاية الكهربائية
9- الكتب
10- الكتاب المقدس
أغرب 10 أشياء سُرِقَت من الفنادق
عندما يتعلق الأمر بالفنادق المستقلة، مثل فندق The Pig في مقاطعة هامبشاير بإنكلترا، تجد النزلاء يخرجون من الفندق بالأشياء الغريبة.
ورغم أن الزخارف الموجودة في البهو تُعَدّ تذكاراً لا يُنسى، إلا أنه رُبما يسرق، تماماً مثلما أخرج نزيلٌ بيانو كبيراً من ساحة الاستقبال على حامل من العجل أمام الجميع، أو سرق آخر الكلبَ الخاص بأحد النزلاء الآخرين، بينما قام نزيل غيره في أميركا بإحضار سيارة نقل إلى الفندق، وأخذ كل شيء.
وإليك، قائمة بالأشياء الأكثر غرابة التي سُرِقَت من الفنادق:
1- الدب المحشو بالفرو (فندق du Vin - برمنغهام بإنكلترا)
2- لعب الجنس (فندق The Residence - مدينة باث البريطانية)
3- الستائر والمرايا (فندق Travelodge - لندن)
4- نجفة (فندق Shangri-La - هونغ كونغ)
5- مدفأة من الرخام (فندق Four Seasons Beverly Wilshire- مدينة بيفرلي هيلز الأميركية)
6- رقم الغرفة (فندق Franklin - منطقة نايتسبريدج بلندن)
7- تماثيل نصفية (فندق Chesterfield - ماي فير بلندن)
8- سيف من القرون الوسطى، ودب خشبي طوله أربع أقدام (فندق غير معروف اسمه)
9- لوحة فنية من أعمال آندي وارهول تصل قيمتها إلى 300,000 دولار (فندق W Hong Kong - هونغ كونغ)
10- بيانو ضخم (فنادق Starwood - أميركا)
هل هي سرقة من الناحية القانونية؟





ولكن، هل يُعد الأمر سرقة من الناحية التقنية؟ أعني في نظر القانون، هل هناك عقاب قانوني حال سرقة أي من محتويات الفندق؟
ناقشت الصحيفة البريطانية ذلك مع عدد من أصحاب الفنادق، وكانت المحتويات التي اتفقوا جميعاً على سرقتها باستمرار هي مستلزمات الحمام، ويرون أن النزيل يُبرر حصوله عليها بأنه لا يمكن إعادة استخدامها بواسطة شخص آخر غيره.
وبالمثل، ينطبق الأمر ذاته على الأشياء الصغيرة التي تحمل شعارات الفندق، مثل أدوات المكتب، التي لا يمكن لأحد أن يضيع فرصة الحصول عليها؛ فيمكنك أن تفترض أنك تقوم بالقليل من الدعاية اللطيفة للفندق، عندما تُخرج القلم الرصاص "المسروق" وأنت على متن الحافلة.
أيضاً، تكون المناشف عنصراً يتردد أمامه الكثيرون، إذ أكد أن تقرير أن 68% من المسافرين البريطانيين اعترفوا بسرقة المناشف ولكن، بحسب الفنادق التي تحدثت الصحيفة إليها، من الواضح أن المناشف لا تخصك، ولا يحق لك أخذها معك، إذ إن الأشياء التي يمكن -وسيتم بالفعل- إعادة استخدامها، لا حصر لها.




فيما تحدثت الصحيفة البريطانية مع شرطة العاصمة حول القانون الخاص بسرقة المناشف، وقال المتحدث باسم الشرطة: "بالطبع تعتبر جريمة، وإذا تلقينا مزاعم بسرقة المناشف من أحد الفنادق، فإننا نتابع الأمر".
وقد زعم أحد الفنادق في اليابان، إلقاء القبض على زوجين شابين بسبب فرارهما برداء الحمام وعُلبة رماد السجائر. كما حُكم على امرأة نيجيرية بالسجن لمدة 3 أشهر بسبب سرقة اثنتين من المناشف من فندق Transcorp Hilton Abuja. ولذا، ربما يجب عليك إعادة التفكير قبل أن يتغلب عليك وسواس الاستيلاء على المناشف ذات النسيج الناعم.
تريد عبوات الشامبو أو لبيسة الحذاء.. ما العمل إذاً؟!





هذا، وقال يعقوب تومسكاي، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً Heads in Beds، الذي يحوي مُذكراته بعد قضاء عشر سنوات في مجال الفنادق، إن كانت لوازم الاستحمام المجانية هي كل ما تريده، فانطلق.
وأضاف: "الفنادق فيها العديد من المحتويات المغرية اللطيفة، وجميعها بحجم مناسب للسفر والرحلات القصيرة، لذا إن أردت الحصول عليها، فما عليك إلا رفع سماعة الهاتف وطلب الحصول عليها، ولن يمانعوا بكل تأكيد".
إذ قال، إن قلت لهم إنك تريد لبيسة الحذاء -التي لا تتعدى تكلفتها 1.79 دولار- فلن يمانعوا أن تكون سبباً لتفضيلك الفندق والعودة إليه مرة أخرى فيما بعد، ودفع مبلغ 279 دولاراً في الليلة الواحدة، بالإضافة إلى الضرائب!
الفنادق تتغاضى!
قال تومسكاي: "تلك المنتجات موجودة هناك من أجلك، ولا يحق لنا الطعن في أحقيتك في غسل شعرك بـ15 زجاجة شامبو برائحة اللافندر وبذور الخشخاش، وكأنك شخص لزج وغريب الأطوار".
فيما تتغاضى إدارة الفنادق عن سرقة المستلزمات المختلفة رغم علمها بذلك، إذ تتغاضى عن اعتبار أنه من حقك الاستيلاء على عربة خدمة الغرف التي تقف خالية دون عامل، بحجة أنك توفر على العامل عناء إحضارها لغرفتك.
فيما تتركك تحزم حقائبك بعبوات من كريم اليد بزبدة اللوز، وصابون الوجه بالجوافة، ورقائق الإسبرسو، وتخرج بدون مشاكل.
وتابع: "ولا تشبه مغادرة الفندق إجراءات التفتيش التي تحدث بالمطار مثلاً، فلن يقوم مسؤول الفندق المحترم أبداً بالتطفل عليك لفتح أمتعتك كي يبحث فيها عن زجاجات الشامبو".
ما تفعله الفنادق كي لا تحرجك وتحمي مقتنياتها





كيف إذاً تحد الفنادق من الأضرار التي تتعرض لها، دون المُخاطرة بإغضاب أو إحراج ضيوفها؟
تشجع العديد من الفنادق مثل فندق The Ritz-Carlton، على شراء الأشياء التي تروق لك، عن طريق عرضها للبيع في محل بيع الهدايا أو عبر الإنترنت.
إذ يقول روبرت ثرايكيل، المدير العام لفندق Conrad Miami: "يجب أن تبدو غرفة النزيل كأنها منزله. فإن استمتع النزيل بأحد الأشياء إلى الحد الذي يجعله يريد اصطحابه معه إلى بيته، فيمكنه القيام بذلك بكل ترحاب، ولكن، بعد دفع التكلفة".
لذا، إن رأيت آلة صنع القهوة معروضة للبيع في ساحة الاستقبال، فاعلم أنهم يأملون أن تُخرِج الآلة التي تنفخ حقيبتك كأنها حقيبة بهلوان.
أما قبل بضع سنوات، فاستثمر عدد قليل من سلاسل الفنادق في الولايات المتحدة الأميركية في توفير البطاقات الإلكترونية لمختلف الملاءات والأغطية وأردية الحمام الفاخرة التي يستخدمونها لرصد سرقتها، وهو ما يضع النزيل في مواجهة خطر التشهير به عندما تعمل صافرات الإنذار.
بينما أكد ديفيد إلتون، الشريك بسلسلة الفنادق الصغيرة Homegrown، أن بعض الفنادق الفاخرة تقوم باستخدام أحجام كبيرة من الأشياء التي توضع فيها أدوات التجميل والنظافة، حتى لا يحاول النزيل أن يحملها ويأخذها معه، فيتركها لتُعاد تعبئتها مرة أخرى.
وفي نهاية المطاف، يبدو أنه عليك استخدام تقديرك الشخصي لتقرير السرقة من عدمها، أو أن تسأل الفندق الذي تقيم فيه، حتى وإن كان ذلك يعني فقدانك الإثارة التي تحصل عليها عندما تُخبِّئ مجفف الشعر داخل لباس نومك.
- هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغطهنا.