مهما كانت معاناتك أو الضيق الذي تشعر به، فليس هناك متعة في المعاناة المصاحبة للاستغراق في الأفكار السلبية.
بالتأكيد فإن المشاعر السلبية أساسية بالنسبة لنا حتى نتمكن من تقييم العالم من حولنا، وحتى نتمكن من تحقيق التوازن الذي يسمح لنا بالشعور بالسعادة أيضاً.
والشعور بالقلق من الممكن أن يكون إشارةً إلى أن علاقاتنا، أو عملنا، أو العالم الذي نعيش فيه لا يسير على ما يرام.
وتقول روس هاريس، مؤلفة كتاب The Happiness Trap، إنَّ 80% من أفكارنا السلبية ظهرت بشكلٍ ما نتيجة لطريقة تطورنا، ولهذا فإنَّ الشعور بالتعاسة بمستوى يمكن التحكم فيه هو أمرٌ -كما يبدو- مقبول.
لكن المشكلة تظهر عندما تصبح هذه المشاعر خارجة عن السيطرة.
وقالت أليسون جيناواي، استشارية الطب النفسي لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية إنَّها تتعامل بشكلٍ عام مع مرضى منشغلين بمشكلاتٍ تتعلق بأسرهم، أو علاقاتهم، أو أطفالهم، أو عملهم، وإنَّ المشكلات السياسية ترتبط بشكلٍ ما بهذه المشاعر وتؤثر عليها.
وأضافت قائلةً إنَّ الأفكار السلبية تضر بنا عندما تكون غير منطقية أو غير واقعية.
وقالت أليسون إنه وعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك امرأة مصابة بالاكتئاب، حتى وإن كانت أماً جيدة على ما يبدو، فستقول إنَّها أمٌّ فاشلة، لأنها نسيت أن تملأ الاستمارة الخاصة برحلة طفلها المدرسية، أو كان هناك مريض يعاني من مرض فقدان الشهية، سيشعر بالكره تجاه جسده، وسيعتقد أنَّه سمين.
التجرد من المشاعر السيئة
وتضيف أليسون، أنَّ الأفكار السلبية يمكن محاربتها من خلال التجرد من المشاعر الخاصة بالموقف والتفكير في الأدلة، وتدريب عقولنا على التعرف على ما هو حقيقي وما هو زائف.
وتوضح أنَّ هذه هي الفكرة التي تكمن وراء العلاج السلوكي المعرفي.
وأكملت قائلةً: مثلاً عندما يقول مريضٌ ما، ألَّا أحدَ يحبه، وإنه لن يكون لديه أصدقاء أبداً لأن شخصاً واحداً لا يحبه، فلا بد أن يحاول المريض الابتعاد عن هذه الفكرة السلبية والتساؤل عن مدى حقيقتها.
تعامل مع نفسك بلطف
والطريقة الأخرى التي تنصح بها أليسون، هي تعامل الشخص مع نفسه باللطف الذي قد يظهره لشخص آخر.
وتقول أليسون “اكتب الأفكار السلبية التي تملكها عن نفسك، ثم ردّ عليها كما لو أنك ترد على صديقٍ راودته هذه الأفكار”، ومع أنَّه من المحتمل ألا تكون هذه تجربة ممتعة، إلا أن أليسون تقول إنَّها خُدعة تستخدمها كثيراً، وتؤتي ثمارها.
ركِّز على ما يمكنك التصرف فيه
وإجمالاً، تقول أليسون من الأفضل مساعدة الناس على التركيز على الأمور التي يمكنهم بالفعل حلها، فمثلاً، من الممكن أن أقلق حيال الاحتباس الحراري، وأشعر بقلة الحيلة نحوه، أو يمكنني توجيه ذلك نحو إعادة التدوير، أو الانضمام إلى شبكة أصدقاء الأرض.
وعندها، يصبح من الأفضل أن أقول إلى نفسي: أنا أفعل ما بوسعي، ولكنني لا أستطيع تغيير العالم بمفردي، وهذه طريقة أخرى واقعية ورحيمة للتعامل مع النفس.