تتعدد الدراسات والمعلومات عن الفواكه المجففة، إلا أنها تشير بغالبيتها لفوائد جمة لهذه المنتجات الطبيعية وخاصة الخوخ المجفف والتمور. فالفاكهة المجففة هي الفاكهة التي كانت تحتوي بعض السوائل ويتم تجفيفها بأساليبٍ مختلفة. علماً أن الثمرة تنكمش أثناء هذه العملية، فتصبِح الفاكهة المجففة أصغر حجماً وكثيفة الطاقة.
إلا أن هناك بعض الدراسات التي تُحذِّر من من تأثير السكريات التي تُغلِّف بعض أصنافها المتوفرة في السوق. ففيما يعتبرها البعض وجبةً مغذية وصحية، ينبِّه بعض الخبراء من خطر أصنافها المغلفة بالسكريات التي قد ترفع مستوى السكر في الدم. فيما يلي بعض الشروح التفصيلية عن أنواع الفاكهة المجففة وفوائدها:
خصائص غذائية
الزبيب هو النوع الأكثر شيوعاً، متبوعاً بالتمر والخوخ والتين والمشمش. كما تتوفر أنواع أخرى من الفواكه المجففة التي يتم تغليفها أحياناً بالسكر. وتشمل هذه المانجو والأناناس والتوت البري، والموز والتفاح والزنجبيل والبرتقال وغيرها من الأصناف المتعددة.
والجدير ذكره، أنه يمكن الإحتفاظ بالفواكه المجففة لفترة أطول بكثير من الفواكه الطازجة، وهي يمكن أن تكون وجبة خفيفة مفيدة، لا سيما في الرحلات الطويلة التي لا تتوفر فيها وسائل التبريد.
ولا بد هنا من القول، أن الفاكهة المجففة ذات قيمة غذائية عالية. فقطعة واحدة من الفواكه المجففة تحتوي تقريباً على نفس القدر من المواد الغذائية كالفاكهة الطازجة، ولكنها تكون مكثفة بحجمٍ أصغر. فالفاكهة المجففة تحتوي رغم خفة وزنها على 3.5 أضعاف الألياف والفيتامينات والمعادن للفواكه الطازجة. وهي يمكن أن توفر نسبة كبيرة من الإستهلاك اليومي الموصى به للكثير من الفيتامينات والمعادن، مثل حمض الفوليك.
إستثناء
ورغم فوائدها العالية، هناك بعض الإستثناءات. فعلى سبيل المثال، ينخفض محتوى الفيتامين (C) انخفاضاً كبيراً عند تجفيف الفاكهة. إلا أن الفاكهة المجففة تحتوي على الكثير من الألياف. وهي مصدر كبير للمواد المضادة للأكسدة، وبخاصة البوليفينول(Polyphenol) المضادة للأكسدة المرتبطة بالفوائد الصحية مثل تعزيز تدفق الدم وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وانخفاض الضرر التأكسدي وخفض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض ومنها السرطان.
الخلاصة:
يمكن القول أن الفواكه المجففة غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن. وأيضا بمضادات الأكسدة الفينولية، التي لها فوائد صحية عديدة. إلا هذه الفوائد لا تشمل جميع أنواع الفاكهة المغلفة بالسكر التي ينخفض مستوى فوائدها بفعل السكريات.
الخوخ المجفف(Prunes - dried plums)
الخوخ المجفف هو فاكهة ذات قيمة غذائية عالية، وغنية بالألياف، والبوتاسيوم، بيتا كاروتين (فيتامين A، وفيتامين K). وهو معروف بآثاره كمليّن طبيعي للأمعاء. وذلك بفضل غناه بمستوى الألياف وسكريات الكحول التي تُسمّى السوربيتول(sorbitol) الذي يتواجد بطبيعة الحال في بعض أنواع الفاكهة.
ويساعد أكل الخوخ بتحسين تواتر وتنظيم حركة البراز. حيث أثبت فعاليته بتخفيف مشكلة الإمساك وسيلليوم(psyllium).
ويُعتبَر الخوخ مصدراً كبيراً للمواد المضادة للأكسدة. فهو يحتوي على LDL الذي يخفض الكوليسترول الضار وبالتالي يقي من أمراض القلب والسرطان. وهو غني بمعدن يسمى البورون(boron)، الذي يمكن أن يساعد في مكافحة ترقق العظام. وعلاوة على ذلك، علماً أنه يحمي من التلاعب السريع بمستويات السكر في الدم.
فوائد التمور تفوق التوقعات
التمور حلوة الطعم بشكلٍ لافت. وهي تعتبَر مصدراً عظيماً للألياف والبوتاسيوم والحديد والعديد من المركبات النباتية. وهي من أفضل أنواع الفاكهة المجففة، وواحدة من أغنى مصادر المواد المضادة للأكسدة التي تساهم في تقليل أضرار الأكسدة في الجسم بشكلٍ فعال. وهي تساعد على خفض نسبة السكر في الدم، ما يعني أن أكلهم رغم حلاوتهم لا ينبغي أن يسبب ارتفاعاً في مستويات السكر بالدم.
أهميتها للحوامل
يعتبر تناول التمر مهما جداً للنساء الحوامل. فالدراسات الطبية قد أثبتت أن تناول التمور في مواعيد منتظمة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل قد تساعد في تسهيل تمدد عنق الرحم، فضلاً عن التقليل من الحاجة للتمديد المتعمد لعنق الرحم قبل الولادة عن طريق العقاقير أو العلاجات والرياضات الخاصة. فهناك دراسة أثبتت أن 4% فقط من النساء اللواتي تناولن التمر خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل احتجن للطلق الإصطناعي والتمديد المتعمد لعنق الرحم، في مقابل 21 في المائة من أولئك الذين لم يتناولوا التمور.