جريمة الاحتيال
حسن حسين جواد الحميري
لقد عرفت القوانين القديمة من بابلية واشورية ورومانية جريمة الاحتيال فهي من الجرائم القديمة..والتشريعات الحديثة قسم منها يسميها جرائم الاحتيال والقسم الاخريسميها جرائم النصب وعن طريق هذه الجريمة يستولي الجاني على مال الغير باستخدامة الطرق الاحتالية خادعا اياه حاملا له على تسليم ماله اليه لاضافته الى ملكة والركن المادي في هذه الجريمة هو استخدام هذه الطرق الاحتيالية التي يستخدمها الجاني ويصدق بها المجني عليه فيسلم ماله بناء على ذلك.. والطرق الاحتيالية تتحقق باتخاذ الجاني مظاهر خارجية يوهم فيها المجني عليه ويدفعه الى تسليم ماله رضاء وكذلك فيما اذا ادعى الجاني ادعاءات كاذبة اقنع بها المجني عليه واثر فيه ودفعه على تسليم ماله وبذلك تختلف جريمة الاحتيال عن جريمة خيانة الامانة حيث انه في الاخيرة يكون المجني عليه قد سلم المال الى جاني باعتبارة حائزا مؤقتا له على ان تنتهي هذه الحيازة وترجع الى صاحبها الاول بعد انتهاء الغرض منها فاذا تمسك بها الامين وحاول حيازتها حيازة تامة اصبح مرتكبا لجريمة خيانة الامانة كذلك تختلف هذه الجريمة عن جريمة السرقة في كون الاخيرة تتم عن طريق قيام الجاني باخذ المال خفاء اودون رغبة صاحبه ورضاه خلسة من حرزة بقصد تملكه اما في جريمة خيانة الامانة فان الجاني يقنع المجني عليه بفعله ويحمله على تسليم ماله وقد يستخدم صفة غير موجودة فيه كأن يدعي انه مصلح نوع من الاجهزة او الالات او المعدات وهو في حقيقة الامر لايحسن معرفة تصليح أي نوع من هذه الاجهزة اواذا استغل صفة شبه بينه وبين احد المسؤولين او احد اصحاب المهن أي تماثل الاشكال او اتخذ اسما كاذبا او الاخبار عن واقعة غير صحيحة لغرض الحصول على فوائد مادية كما لو كون حادث حريق وهمي واخبر عنه الجهات المعينة بقصد الحصول على تعويض من هذه الجهه او كأن يكون مؤمنا ضد مرض او حريق لدى شركة التامين الوطنية
ويخبرها عن مرض او حريق والوهميان .و يكون محل جريمة الاحتيال مال منقول او غير منقول وقد نصت عليه المواد(456) وقد يكون هذا المال له قيمة اعتبارية وان يكون هذا المال المنقول مملوك للغير الذي يقوم بتسليمه الى الجاني نتيجة استخدام الطرق الاحتيالية فاذا كان الدافع لتسليم المال غير الخداع فليس هناك جريمة احتيال علما ان جريمة الاحتيال هي من الجرائم المخلة بالشرف وعليه يجب ان يوصف في قرار التجريم والحكم بالمجرم وليس بالمدان والى موضوع اخر والله ولي التوفيق
منقول عن القاضي///حسن حسين جواد الحميري