إذا كان نظام التشغيل لديك على الحاسب هو ماك أو إس macOS، فالاسمين يوسيمتي Yosemite وإل كابيتان El Capitan مألوفين لديك بالفعل. يرجع هذا لاتجاه أبل الأخير في تسمية إصادرات أنظمة التشغيل الحديثة لها بأسماء أماكن ومعالم شهيرة بالولايات المتحدة الأمريكية، فبدأتها بإطلاق اسم منتزه يوسيميتي الوطني بكاليفورنيا مع الإصدار رقم 10.10 من أو إس إكس OS X، ثم أتبعته مع الإصدار رقم 10.11 الذي أسمته إل كابيتان El Capitan وهو اسم منحدر صخري في حديقة يوسيميتي الوطنية نفسها، ثم أخيرًا نظام 10.12 باسم سييرا Sierra وهي سلسلة جبلية تقع في ولايتي كاليفورنيا ونيفادا. أراها أسماءً جميلة، وليست غريبة كما تفعل جوجل مع أسماء إصدارات نظام أندرويد أو حتى أبل نفسها أيام عهد ستيف جوبز وولعه بأسماء القطط الكبيرة.
على أية حال مقالنا اليوم يتناول ظاهرة طبيعية بديعة ونادرة تحدث بمنحدر إل كابيتان بمتنزه يوسيميتي الوطني بكاليفورينا. رحبوا معي بشلال النار Firefall!
هذا اسم جدير بعوالم تولكين الساحرة، لكنه يحدث بالفعل على أرض الواقع في أواخر شهر فبراير من كل عام، بشرط أن تتوفر الظروف المواتية كي يولد! الأمور تزداد إثارة في رأيي! هذه ظاهرة تملك الكثير من الكبرياء، فإما أن ينفذ الجميع مطالبها، وإما حظًا موفقًا في العام القادم أيها الأوغاد!
فمع نهاية شهر فبراير، تحدث تلك الظاهرة السحرية في متنزه يوسيمتي الوطني: يتحول شلال ذيل الحصان Horsetail Fall الشهير بالمنتزه لشلال من لهب يضوي بلون برتقالي يأسر القلوب؛ أو هكذا يبدو لكل ناظر. الظاهرة تجعل الشلال يبدو وكأنما استحالت مياهه إلى حمم منصهرة من اللافا الملتهبة تنصب من أحد جوانب صخرة إل كابيتان. وما يجعل الظاهرة أكثر ندرة هو أنها تستمر لقرابة 10 دقائق فقط!
لكن كيف نحدث تلك الظاهرة؟ في الواقع يجب أن يتوفر عدد محدد من الظروف والعوامل كي تؤدي معًا إلى ظهور شلال النار. فأولًا، يجب أن يحوي شلال ذيل الحصان الشهير ماءً يجري بداخله؛ حيث يحدث أحيانًا في هذا الوقت من السنة ألا تحوي قمة التكوين الصخري ما يكفي من الثلج الذي يذوب ليشكل مجرى الشلال في النهاية. كذلك، يجب أن تكون درجة الحرارة دافئة بما يكفي لإذابة الثلج في المقام الأول.
ثانيًا، يجب أن تكون الجهة الغربية من السماء صافية تمامًا أثناء الغروب وإلا لن تستطيع أشعة الشمس المحجوبة إضاءة شلال ذيل الحصان. وها نحن ذا! بتوفر هذه الظروف جميعها سيولد شلال النار الساحر!
ببساطة ولمن لم تصله الصورة كاملة بعد: أشعة الشمس الغاربة على شلال ذيل الحصان في ذلك الوقت المعين من السنة وبتوفر الظروف السابق ذكرها يحول الشلال إلى نظيره الأسطوري لعشرة دقائق قصيرة كل عام في شهر فبراير. وهو مشهد يتسابق محترفو التصوير قبل الهواه كي يشهدوه ويسجلوه بآلات تصويرهم!
على أية حال، تشتهر مرتفعات يوسيمتي بشكل عام وصخرة إل كابيتان بشكل خاص بمنظرها الساحر متى ألقت الشمس أشعتها الذهبية عليها. ترون بالصور التالية كيف يبدو المكان ساحرًا حتى في وقت جفاف شلال ذيل الحصان…