حَبِيبَتِي
هَذَا العَامُ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدُ
عَامٌ جَدِيدٌ يُضَافُ إِلَى
تَأْرِيخَيْ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدُ
زَمَانٍ آتِيَ عَلَى قَلْبِي
كَالنَّسِيمِ الجَمِيلِ
لَمْ
يَكُنْ يَا حَبِيبَتَيْ مُجَرَّدِ
تَفَاصِيلَ وَجَلَسَاتٍ
وَحِكَايَاتٍ لَمْ يَكُنْ
مُجَرَّدُ وَقْتٌ قَصِيرٌ
أَوْ طَوِيلٌ وَإِنَّمَا هُوَ
الأَمَلُ فِي مُسْتَقْبَلٍ
كَانَ يُرَقِّصُ فى كَفٍّ
المُسْتَحِيل
فَمُنْذُ
بَدْءِ الخليقة يَا سَيِّدَتِي
وَالرَّجُلُ يَبْحَثُ بَيْنَ أَضْلُعَهُ
عَنْ شَقِّهِ الذى غَادِرْ وَلَمْ
يَتْرُكْ بَدِيلٌ
فَمُنْذُ
بَدْءِ الخليقة وَالرَّجُلُ
هَائِمَ فِي الأَرْضِ يَشْكُو
مِنْ بَئِسِ الحَيَاةِ إِذَا لَمْ
يُشَاطِرْهُ جُزْئِهِ الثَّانِي
إِذَا لَمْ يُشَاطِرْهُ فِي
ظُلْمَتِهِ قِنْدِيلَ
إنى
يَا حَبِيبَتِي فِي هَذَا العَامِ
قَدْ خَرَّجَتْ مِنْ فَم المَوْتَ
إِلَى عَالَمِ الحُبِّ إِلَى عَالَمٍ
العِشْقُ إِلَى عَالَمٍ أَجَدُّ فِيهِ
الحَيَاةُ هَدَفٌ سَامِيٌّ
وَنَبِيلٌ
فِي
هَذَا العَامِ يَا سَيِّدَتِي
أَرَاكَ تَحْضُرِينَ بجسمى
أَرَاكَ تَحْضُرِينَ بملامحى
أَرَاكَ تَعْكُفِينَ بَيْنَ بَسَاتِينِ
مَشَاعِرِي أَوْ تُرَقِّصِينَ عَلَى
لَحْنِ الشَّوْقِ وَأَوْتَارِ العِشْقِ
كَالمَهْرِ الأَصِيلِ
فِي
هَذَا العَامِ يَا حَبِيبَتِي
أَرَاكَ تَتَجَسَّدِينَ بداخلى
أَرَاكَ تُرَافِقُي رُوحِيٌّ أَرَاكَ
تُصَافِحِينَ خُدِي الجَمِيلُ
تَقَبُّلَيْنِ عُنْقِي
ُّ الجَمِيلِ
فِي
هَذَا العَامِ يَا حَبِيبَتِي
أَقِفُ مُتَخَشِّبًا كَالتَّمَاثِيلِ
ﻷِشَاهِدَ ظِلَّكَ ﻷشَاهِدَ طَيْفَكِ
يَلْعَبُ بِين السُّهُولَ وَيُدَاعَبُ
النَّخِيلُ
فِي
هَذَا العَامِ يَا حَبِيبَتِي
يَمُوتُ الجَسَدُ يُصَيَّحُ
قَتِيلٌ لِتَحْيَا رُوحَ الحُبِّ
فِي محرايب الجَسَدُ
لِيَشْتَعِلَ الشَّوْقُ بداخلى
كَمَا تَشْتَعِلُ النَّارُ بِالفَتِيلِ
فَهَذَا
العَامُ لَيْسَ كَكُلٍّ عَامٌ
أُقِيمَ بِأَرْضِ المُسْتَحِيلِ
فَالفَرَحِ فِي كُلِّ عَامٍ كَان
مُسْتَحِيلٌ وَالطُّمُوحُ مُسْتَحِيلٌ
وَالأَمَلُ َمُسْتَحِيلٌ وَكُلُّ مَا
هُوَ جَمِيلٌ مُسْتَحِيلٌ
فَفِي
هَذَا العَامُ يَا حَبِيبَتَيْ
رَسْمَتِ طَرِيقًا بَعِيدًا
عَنْ حُدُودِ المُسْتَحِيلِ
رَسْمَتُ طَرِيقًا إِلَى
وَجْهِكَ إِلَى جدائل
شَعْرُكَ إِلَى عذوبة
صَوْتُكِ رَسَمَتْ
طَرِيقًا للمُسْتَحِيلُ
بَدِيلٌ
فِي
هَذَا العَامِ يَا حَبِيبَتِي
زَرَعَتْ نَفْسِي فِي
جَوْفِ كَوْكَبَ عَيْنَيْكِ
اللَّيْلِيُّ زَرَعَتْ نَفْسِي
فِي جَوْفِ عُصْفُورٍ
يَتَغَنَّى فَوْقَ النَّيْلِ
ففِي
هَذَا العَامِ أَرْقِصِي
يَا حَبِيبَتِي غَنَّى يا
عصفورتى صِيحِي
يَا مُهْرَتِي فَإِنْ أَكْثَر
مَا كُنَّا نَفْتَقِدُهُ صَوْتَ
الصَّهِيلِ
فَإِنَّ
هَذَا العَامَ يَا حَبِيبَتَيْ
عَامٍ اِسْتِثْنَائِيٍّ عَامٍّ
جُنُونِيٍّ لَيْسَ كأى
عَامٌ يَمُرُّ بِلا تَحْلِيلٍ
أَوْ تَعْلِيلٍ إِنَّمَا هُوَ عَامُ
العَوْدَةِ مِنْ مَنْفَى
الرَّحِيلِ
م