بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الى السيد وائل عبد اللطيف حول تصريحاته بشأن جامعة الامام جعفر الصادق (ع)، روي عن الامام علي امير المؤمنين (ع) انه قال لشريح القاضي : ( يا شريح! قد جلست مجلساً لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبيٍ أو شقي) وسائل الشيعة ج27 ص27
السيد وائل عبد اللطيف المحترم .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أطلعت مؤخراً على حديثكم على قناة الشرقية في برنامج (عدم كفاية الادلة)، وأود تسجيل النقاط التالية، لتقرأها شخصياً، وليطلع عليها المسؤولون المعنيون، وأبناء الشعب العراقي وطلبة جامعتنا الأعزاء....
أولاً: أعجب كيف لرجل مارس القضاء والعمل السياسي مثل السيد وائل عبد اللطيف، وتولى عدة مناصب حكومية وبرلمانية، مما يعني أنه اكتسب خبرة إضافية في مجال العمل السياسي من موقع التجربة والممارسة، واحتك بالكيانات ووسائل الإعلام، وعرف كيف تخطط وتنفذ مشاريعها أعجب منه كيف يستدرج ولم يتنبه الى الطريقة التي تم استغلاله فيها من قبل قناة عُرفت بنهجها الطائفي المعادي لشيعة اهل البيت (ع)، ويعرف كل عراقي من هو صاحبها وما هو تاريخه وما هي علاقاته مع الدول التي تكيد شراً بالعراق والشيعة تحديداً ضمن مخطط عدائي مدروس.
أعجب كيف فاته وهو رجل القانون والقضاء أن جامعة الإمام جعفر الصادق (ع) ليست مؤسسةً شخصية على الإطلاق، إنما هي مشروع تعليمي ثقافي خيري، وهي لخدمة أبناء العراق في مجال التعليم خصوصا الشريحة المضطهدة والتي حرمت من فرص التعليم في الحقبة البغيضة السابقة، وهي ضمن القوانين والإجراءات الرسمية المعمول بها في الدولة. ولو كان في الأمر مخالفة فأمام السيد عبد اللطيف وغيره المحاكم والقضاء والإجراءات القانونية، ليلجأ اليها بدل الظهور برؤية ناقصة، في برنامج مشبوه تم تخصيصه من قبل صاحب القناة للإساءة الى علماء الاسلام والمؤسسة الشيعية.
ثانياً: إنني أشد على يد السيد وائل عبد اللطيف في محاربة الفساد، وأقف إلى جانبه مؤيداً وداعماً ومساهماً في ذلك، خصوصاً وأنه شغل مناصب حكومية ومواقع برلمانية، وله علاقاته مع قيادات وكيانات عديدة، ويعرف بلا شك الكثير من ملفات الفساد. فلتكن جهودنا مشتركة في مواجهة هذه الملفات، وأنا أضع تحت تصرفه كل ما اعرفه، وهو بالتأكيد يعرف الكثير، وانتظر منه أن يضع يده بيدي وان يظهر على شاشات الفضائيات الرصينة، وهو يتحدث عن اشخاص لهم مواقع القيادة والزعامة في هذا الكيان أو ذاك. فالفساد إنما يُدار من قبل منظومة زعامية، يعرفها السيد وائل عبد اللطيف جيداً بلا شك.
وإن لم يعرفها فأنا ارشده اليها، وهو من خلال تخصصه القانوني يمكن أن يفعل الكثير ويقدم الكثير لهذا الشعب المنهوب.
ثالثاً: أستغرب أشد الاستغراب كيف، يقبل السيد وائل عبد اللطيف على نفسه، أن يكون ضيفاً لمقدم برنامج أقل ما يقال فيه انه جاهل وغير متوازن تنقل من أقصى اليمين الى أقصى اليسار فعادى أشد العداء من كان يقدسه أشد التقديس بالأمس، في انتقالةٍ مفاجئة، ثم ترك انتماءه وزيه الديني ليصبح ناقماً عليه أشد النقمة. كيف فات السيد عبد اللطيف ان التحول المتطرف للشخص المذكور يشكل علامة خلل في البناء الشخصي، ويزداد هذا الخلل عندما يقبل ان يعمل في قناة الشرقية وهي قناة معادية تبث السموم وتتصيد بالماء العكر، وصاحبها من أزلام النظام المقبور وأبواق المعتوه عدي، ولم يترك عداءه للشيعة يوماً من الأيام، ويموّل قناته من دول معادية للعراق وشعبه .
رابعاً: ويزداد الاستغراب عندما يتحدث السيد وائل عبد اللطيف بهذه الطريقة، وهو يجهل تاريخي في إنشاء عدة مشاريع خدمية وخيرية للعراقيين في ساحات المهجر وكان أهمها مؤسسة دار الإسلام الثقافية العالمية في لندن وماجستر وبغداد، وقد خرجتُ على الكثير المتعارف في تأسيس مثل هذه المؤسسات بأن وضعت لها هيئة أمناء، وسجلتها كمؤسسة خيرية غير ربحية في الدوائر الرسمية كما أوقفتها وفق الاحكام الشرعية الإسلامية، وأشهدت على ذلك خطياً مجموعة من كبار العلماء المعروفين في العالم الاسلامي.
خامساً: كيف غاب عن السيد وائل عبد اللطيف، أن جامعة الإمام جعفر الصادق (ع) تعد من علامات العهد الجديد لما تمثله من اصالة في التاريخ والهوية وطموحات وتطلعات على مستوى والتعليم والعطاء الثقافي وان الجهة المعتمدة في تسجيلها في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي مؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيرية، وليس لي فيها متر واحد كملك شخصي، وقد جرى تحويل جامعة البكر من معقلٍ أمني بعثي يمتهن الجريمة، الى مؤسسة تربوية تعليمية لخدمة الانسان في العراق، وقد جرى ذلك بحسب الأصول والضوابط القانونية، فلست رجل مليشيا ولم استولِ عليها بالقوة، بينما يعرف السيد عبد اللطيف الكثير من الجهات والأشخاص الذين استولوا على ممتلكات الدولة وعقاراتها واتخذوها مقرات وأماكن شخصية لهم. لماذا يترك السيد عبد اللطيف أولئك الزعماء، ويأتي لمحاربة مشروع تعليمي عام ليست فيه صفة شخصية على الاطلاق؟
سادساً: أقولها بكل تأكيد، بأن جامعة الامام جعفر الصادق (ع)، هي مؤسسة تعليمية خيرية وهي ضمن السياقات الرسمية وأن هدفها خدمة أبناء العراق في مجال التعليم.
واذا كان للقضاء رأي آخر، فلا بد من الامتثال له بدون تردد أو اعتراض. فالسياقات القانونية هي الحكم، وليس وسائل الإعلام المأجورة من ذوي التاريخ الملوث.
سابعاً: إن قصة تأسيس جامعة الامام جعفر الصادق (ع) في العراق الجديد، اخذت مع الاسف ابعاداً معقدة، وقد تعرض لها من منطلق الجهل أو الحسد والحقد اشخاص وجهات ليس لهم علاقة بمشاريع التعليم ومؤسسات المعرفة، مما دفعنا الى ان نعمد الى تدوين كتاب كبير موثق ومصور، يحكي رواية التأسيس المبارك، ويجيب على جميع الاشكاليات والتساؤلات التي اثارها البعض في فترات مختلفة. وكان على السيد وائل عبد اللطيف أن يرجع الى هذا الكتاب الموضوعي المليء بالحقائق والوثائق، قبل أن يخدع بالظهور على شاشة الشرقية ليصدر احكاما من طرف واحد.
ثامناً: لا زلت أحترم السيد وائل عبد اللطيف، لكن هذا لا يمنعني من اللجوء الى القضاء بعد تصريحاته على قناة الشرقية ما لم يعتذر لجامعة الامام جعفر الصادق (ع)، وأعتقد انه رجل قانون ويحترم مثل هذه الاجراءات.
وآخر ملاحظاتي الى السيد وائل عبد اللطيف، أن المتوقع منه أن يبدي اعتراضه على عنوان الحلقة (العمامة والحرم الجامعي) ففيه إساءة واضحة للعمامة كرمز ديني واجتماعي، وفيه إنتقاص لها، وكأن هناك تعارض فاضح بين العمامة وبين الحرم الجامعي، مع أن عدة مشاريع رائدة كانت على يد العمامة الشيعية مثل مدارس منتدى النشر، وكلية الفقه، التي اسسها المصلح المجتهد الشيخ محمد رضا المظفر(عليه الرحمة) وكلية أصول الدين، ومدارس الامام الجواد (ع) التي اسسها العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري، وذلك في وقت كانت السلطة تحارب الشيعة بسياستها الطائفية المعروفة.
فكان بإمكانه أن يتكلم بما يريد عني شخصياً، لكن لا أن يجعل (العمامة) موضع الإدانة، فذلك غاية ما يريده أعداء العراق الطائفيون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
حسين بركة الشامي
رئيس مجلس إدارة جامعة الإمام جعفر الصادق (ع)