ساد اعتقاد في النصوص الطبية للحضارة اليونانية أن رحم المرأة ينتقل من مكانه ويتجول داخل الجسم، وأن هذه الحركة تسبب العديد من الأمراض، مثل الاختناق، والنعاس، وأمراض القلب، بل وحتى الوفاة!
واستمر هذا الاعتقاد في الطب الأكاديمي الأوروبي قروناً، إلى أن أحرز العلماء تقدماً كبيراً في فهم الجهاز التناسلي للمرأة.
لكن على الرغم من كل هذا التقدم، تظل الألغاز تحيط بهذا الجهاز.
فيما يلي، نقدم بعض الحقائق العلمية الغريبة عن الجهاز التناسلي للمرأة:
1- تصور دافنشي للجهاز التناسلي خاطئٌ
لا أحد يُنكر الدور الذي لعبه دافنشي من خلال أبحاثه في التطور العصري لعلوم التشريح، والبصريات، والآليات الهيدروليكية؛ فهو النموذج الأكمل لفنان عصر النهضة.
وكان أحد أهم إنجازات دافنشي في المجال العلمي، رسم التشريح البشري، ووصف الجهاز التناسلي للإنسان، إلا أنه فشل في رسم تشريح الجهاز التناسلي للأنثى، فجعله يُشبه الجهاز التناسلي للحيوانات.
توقَع دافنشي شكْل الجهاز، مستخدماً مخيلته في الرسم، ويرجع ذلك إلى العدد المحدود لجثث النساء في ذلك الوقت، طِبقاً لأستاذ التشريح الإكلينيكي في جامعة فافريك بيتر آبرهامز.
2- الرحم مطاط جداً
الرحم عضو عضلي أجوف، وهو جزء من الجهاز التناسلي للأنثى، والمسؤول عن نمو الجنين وتطوره.
أما الحجم الطبيعي للرحم السليم - في حال عدم وجود جنين -، فيعادل حجم ثمرة الكمثرى، أو حجم قبضة اليد؛ طوله نحو 7.5 سم، بينما يبلغ عرضه نحو 5 سم.
الغريب أن هذا العضو القوي الصغير قابل للتمدد عندما يحمل جنيناً، بحيث يتسع حجمه ويزيد؛ ليقوى على حمل طفل.
مثلاً، يصل الرحم إلى السرة في الأسبوع الـ 20 من الحمل، وإلى أضلاع القفص الصدري في الأسبوع الـ 36، ثم يتقلص ليعود إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى بعد الولادة.
3- غشاء البكارة مبالَغ فيه
غشاء البكارة نسيج صغير حول فتحة المهبل، يفصل بين الأعضاء التناسلية الخارجية “الفرج”، وبداية الأعضاء التناسلية الداخلية “المهبل”، ويتخذ عدة أشكال؛ فقد يكون غربالياً أو هلالياً أو نجمياً.
ويعتبره كثيرون العلامة الأساسية للعُذرية، لكن الحقيقة أن كل هذه الأهمية التي يحظى به هذا الغشاء قد يكون مبالَغاً فيها بالفعل؛ فقد يسهل تمزيق الغشاء بالجماع، لكنها ليست الطريقة الوحيدة، أي إنه لا يُحدد ما إذا قامت المرأة بعلاقة جنسية أم لا.
وهناك أمور تتعرض لها المرأة تؤدي إلى فضِه دون جِماع، مثل: حالة سقوط الفتاة على جسم حاد مثلاً، أو ممارسة بعض التمرينات الرياضية العنيفة، أوعيبٍ في غشاء البكارة - مثل حالة البكارة الرتقاء التي يكون فيها غشاء لا توجد فيه فتحات لمرور دم الحيض، ما يسبب تجمُع الدم والإفرازات داخل الرحم، وتُحل هذه المشكلة جراحياً بشق غشاء البكارة -.
أيضاً، هناك نوعٌ آخر، وهو الغشاء المطاط، يتمدد مع الاتصال الجنسي، ولا يتمزق، ويبقى سليماً تماماً إلى أن تحدث الولادة.
4- الوسط في المهبل حامضي
الطبقة الواقية للمهبل حامضية في طبيعتها، وتجعل من المهبل وسطاً حامضياً بأُسٍ هيدروجيني 4.5، وهذا الرقم يُعادل وسط الطماطم والبيرة.
تتكون هذه الطبقة عندما تقوم بكتيريا اللاكتوباسيلاس- وهي بكتريا نافعة -، بتكسير الجليكوجين المكون لجدار المهبل، فينتج من هذا التكسير حمض اللبن “اللاكتيك”، المُسيطر على المهبل.
وهذا الوسط الحامضي يُعزز نمو بكتيريا اللاكتوباسيلاس، ويعوق نمو البكتيريا الضارة ومنع العدوى، وهي عملية مستمرة للحفاظ على حامضية المجال في المهبل.
5- الأشياء تتضاعف أحياناً
ومثلما تتضاعف الأشياء أحياناً، قد يتضاعف الرحم أيضاً. ويعني ذلك وجود رحمين للأنثى بدلاً من رحم واحد، وأحياناً وجود مهبلين أيضاً. وكي نفهم كيف يتكون للأنثى رحمان، علينا تأمُل جنين الأنثى أولاً.
في البداية، ينمو لجميع الأجنة من الإناث زوج من الرحم وزوج من المهبل، بمسارين متشعبين، كل إلى رحمه.
ويتلاشى قبل الولادة بنحو 8 أسابيع الجدار الفاصل بين الرحمين، ويفقد بعد ذلك عنق الرحم الجدار العازل، فيصبح دائرياً أكثر، ويُختزل في رحمٍ واحدٍ.
قد يحدث خلل غير معروف في تلك المرحلة التى يمر بها الجنين؛ فتُولد إناث برحمٍ مزدوج، لعدم اكتمال هذه المرحلة التطورية، وقد تواجه الإناث ذوات الرحم المزدوج تعسُراً في الولادة، أو فقد كثير من الدم، لذلك تُفضل الولادة القيصرية على الولادة الطبيعية في هذه الحالة.
6- لا يُقاس الحمل بآخِر يوم للدورة الشهرية
تحديد الحمل ليس بالأمر السهل مثلما يعتقد البعض، فلا يمكن تأكيده إلا بعد تطور المضغة المُثبتة في جدار الرحم.
فإذا حدد الأطباء بداية فترة الحمل بآخر يوم لانتهاء الدورة الشهرية؛ فهذا لأن معظم النساء لا يتذكرن اليوم الذي حملن فيه بالتحديد، كذلك لا يمكن اكتشاف لحظة التخصيب.
وهذا سبب عدم دقة اختبارات المنزلية للحمل، فيجب الانتظار أسبوعاً على الأقل بعد انقطاع الدورة الشهرية؛ حتى تكون المُضغة قد نمت، فتكون النتائج دقيقة.
7- المنطقة المحيرة.. الـ G-Spot
يعتقد بعضهم أنها امتداد داخلي للبظر، وموجودة بالفعل بمنطقة في الجدار العلوي للمهبل، وتبعد عدة بوصات عن فتحة المهبل، وهي المسؤولة عن الوصول إلى الرعشة الجنسية عند إثارتها؛ فهي منطقة حساسة للغاية، وقابلة للتحفيز، بينما يعتقد آخرون أنها خيالية.
كذلك، لم تصل العلوم التشريحية إلى دليل قاطع على وجود منطقة الـ G-Spot من عدمه، وحديثاً اكتشف الجراح آدم أوسترنسكي Adam Ostrenseki نسيجاً قابلاً للانتصاب في جثة امرأة تبلغ من العمر 83 عاماً، ويزعم أن هذا النسيج هو الـ G-Spot، لكن اختلف العديد من العلماء معه في الرأي؛ فقد يكون نسيجاً آخر غيره، خصوصاً أننا لا نعرف ما إذا كانت هذه المرأة وصلت إلى النشوة الجنسية عن طريق إثارة منطقة الـ G-Spot أم لا.
ومن الممكن أن تكون الـ G-Spot موجودة عند بعض النساء؛ لكن ليست كل النساء ستجد في الـ G-Spot موضعاً لإثارتها، ولا يعني ذلك وجود خلل؛ بل لأننا جميعاً مختلفون من الناحية الفسيولوجية.
وقد يتمكن العلم في المستقبل من اكتشاف لحظة التخصيب، فيصبح تحديد الحمل أمراً سهلاً، أو الوصول إلى دليل قاطع على وجود الـ G-Spot، أو اكتشاف حقائق جديدة عن الجسد الأنثوي، فما استعرضناه في السابق يعد من أهم الحقائق العلمية والألغاز التي توصل إليها العلماء حتى الآن.