كثيرة هي الممارسات والعادات السيئة التي نقوم بها دون وعي منّا، ومن الممكن أن نذكر البعض منها؛ مثل: قضم الأظافر، أو فرك الشعر، أو وضع الإصبع في الأنف باستمرار.
تُعتبر هذه العادات من السلوكيات غير المفضّلة لدى الكثيرين. كما ترتبط هذه الحركات اللاإرادية، أحياناً، بحالة الإجهاد والتوتر التي يمكن تؤدي إلى مشاكل صحية.

تذكر صحيفة El pais الإسبانية بعض هذه العادات، والنتائج السلبية التي يمكن أن تتسبب فيها.
1.قضم الأجسام الصلبة يلحق ضرراً بمينا الأسنان


يحتاج العديد من الأشخاص إلى قضم شيء ما، مثل قلم الرصاص، أو سدادة قارورة المياه أو أسلاك السماعات بطريقة قد تؤذي الأسنان.
ويلجأ البعض إلى هذه العادة كوسيلة للتعبير عن التوتر، وهي كذلك حركة يقوم بها الكثيرون دون وعي منهم، فنظام الأسنان مهيأ لتسهيل عملية مضغ الطعام، إلا أن استخدامها لأغراض أخرى يسلط عليها ضغطاً قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تباعد الأسنان فيما بينها أو حتى انكسارها.
وقد أشارت الجمعية الإسبانية لجراحة اللثة، إلى أن مينا الأسنان تُعتبر المادة الأكثر صلابة في جسم الإنسان، لكن ذلك لا يعني أنها غير معرضة للتلف.
وفي الحقيقة، نحن لا نستطيع تجنّب مضغ الطعام، لكن قضم الأجسام الصلبة، رغم دوره في تحفيز عملية إفراز اللعاب الذي يسهم في تخليص الفم من الجراثيم، قد يؤدي إلى تلف مينا الأسنان.
2.عض الفم وباطن الخدين يؤدي إلى الإصابة بالقروح والالتهابات


نعضّ أحياناً الشفاه أو باطن الخدين دون قصد عندما نريد التحدث وتناول الطعام في الوقت نفسه، أو في حال الإصابة بخدر في الفم بعد زيارة الطبيب؛ إذ نلاحظ وجود أسباب تدفع الأشخاص لعض الجلد، وهو ما يُعرف في الطب النفسي بآلية السيطرة على الانفعالات.
أجرى مركز الأمراض الجلدية في سياتل بالولايات المتحدة الأميركية دراسة حول الأسباب التي تؤدي إلى ممارسة هذه العادة، واستنتج أنها وسيلة من وسائل التخلص من الإجهاد، فالكثير من الناس الذين يعانون اضطراباً في السيطرة على انفعالاتهم يدمنون قضم قلم الرصاص في المدرسة، وتتطور بهم الحالة إلى أن يصلوا إلى مرحلة عضّ بشرتهم.
وأحياناً، تكون هذه العادة نتيجة لاضطرابات أخرى، ما يجعلهم يقومون بحركات مماثلة في مواجهة المشاكل الصغيرة التي تعترضهم. لذلك، يدعو الخبراء إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي القروح والالتهابات التي يمكن أن تصيب الغشاء المخاطي للفم في الحالات الأكثر خطورة.
3. لمس الوجه قد يتسبب في ندوب وتشوهات

يمكن أن نقوم بلمس أو قرص الوجه مراراً وتكراراً دون وعي منّا، وتتفاقم هذه الحالة إذا كانت لديك بثور أو قشور في البشرة، وقد يؤدي فركها المتواصل إلى ترك ندوب في الوجه.
وتعتبر المؤسسة الأميركية المختصة بدراسة السلوكيات المتكررة، لمس الجلد عادة ما يحدث عندما يشعر الشخص بالقلق، والخوف، والإثارة أو الملل، وهناك بعض الحالات النادرة التي تتصل باضطرابات جسدية أو عقلية أخرى، على غرار الوسواس القهري، ومرض التوحد والاضطرابات الجلدية وتعاطي المخدرات.

إلى جانب ذلك، حذر طبيب الأمراض الجلدية في الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية كونستانس بهيو، من عواقب لمس الوجه باستمرار، وقال إن تعود التعامل مع هذه الأمور يمكن أن يبدأ بهاجس بشرة مثالية، دون بثور أو جروح، لكن ذلك غالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية، تتمثل في ظهور التهابات وقروح.
4.نخر الأنف قد يؤدي إلى نزيف

رغم أن هذه العادة تثير اشمئزاز الكثيرين، فإن البعض يرى أن نخر الأنف أمر ممتع، حتى إن الأطباء وضعوا مصطلحاً علمياً خاصاً لوصف هذه العادة المنتشرة؛ “رينوتيليكسيس”، وهي عملية استخراج مخاط الأنف بالإصبع.
وكشفت دراسة أجراها عدد من الباحثين في مجلة الطب النفسي قبل 10 سنوات حول هذه العادة، أن 91% من بين المشاركين الذين بلغ عددهم 1000 شخص، كانوا يمارسون عادة نخر الأنف أكثر من مرة في اليوم، مقابل 1.2% يقومون بنخر أنوفهم مرّة كل ساعة.

واستنتج العلماء أنه لا يمكن اعتبار هذه العادة حالة مَرَضية؛ إذ إن طبيبين من المعهد الوطني للصحة العقلية والعصبية ببنغالور بالهند، تمكنا بعد 5 سنوات من استنتاج أن المراهقين يمارسون هذه العادة أكثر من 4 مرات يومياً، وقد شملت الدراسة التي قام بها 200 شخص، وأثبتت أيضاً أن 12% من المشاركين يبحثون عن المتعة خلال قيامهم بهذه الحركة.

5.قضم الأظافر يؤدي إلى التهابات في أصابع اليدين والفم


تُعتبر هذه العادة من أكثر العادات انتشاراً، وقد أكدت مجموعة من البحوث في جامعة شيراز للعلوم الطبية بإيران، أن 3 من كل 10 أشخاص يقضمون أظافرهم.

وأشارت دراسة نُشرت في مجلة علاج السلوك والطب النفسي التجريبي لعام 2015، إلى أن الدافع الرئيسي لقضم الأظافر ليس القلق، وإنما دافع نفسي يتمثل في البحث عن الكمال.
ووصف رئيس قسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي في هيناريس بمدريد، خافيير لوفار، هذه الحالة بأنها “اضطراب في السيطرة على الانفعالات، وهذا النوع من السلوكيات يولد شعوراً لطيفاً، كما يمكن أن يكون أيضاً وسيلة لتخفيف حدّة التوتر الداخلي”.

وبغض النظر عن مدى الضرر الذي تسببه هذه العادة، إلا أنّ لها الكثير من المضاعفات؛ فمن الممكن أن يُصاب الجلد المحيط بالأظافر بالتهابات تنتج عنها آلام حادة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب أيضاً في ظهور قروح داخل العظام، أو تتسبب في التهابه.
ومن جهة أخرى، يعاني بعض الأشخاص الذين يقضمون أظافرهم باستمرار، تشوهاً في الأظافر، وبروز أحزمة داكنة، وانتشار الجراثيم التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الفم.
وقال رئيس وحدة الأمراض الجلدية بالمستشفى الجامعي في هيناريس، خوسيه أونيون، إن الأعراض لا تظهر على مستوى اليدين فقط، وإنما يمكن أن تؤدي إلى الالتهابات المعوية، واهتراء مينا الأسنان، واضطرابات الفك، والتي يمكن أن تتسبب بدورها في ألم حاد عند مضغ العلكة، أو التهابات اللثة وأمراض.
6.فرقعة المفاصل تسبب الألم المزمن

قال أمين الرابطة المهنية للمختصين في العلاج الطبيعي بمدريد، خوسيه سانتوس، إن هناك من يرى أن فرقعة مفاصل اليدين والعنق أو الظهر تسبب نوعاً من الاسترخاء.
لكن العظام ليست هي المسؤولة عن الصوت الذي تصدره هذه الحركة، ولا دخل للأوتار أو الأربطة المحيطة بالمفصل في إصدار ذلك الصوت، إنما حدثت الفرقعة بسبب الغاز الموجود بين المفاصل؛ إذ تحتوي المفاصل على كبسولات زلالية بها مادة سائلة وكمية محددة من الهواء تتمثل وظيفتها في تليين المفاصل؛ للوقاية من هشاشة العظام.
وللتخلص من الصداع بعد فترة طويلة من الجلوس في وضعية غير مريحة، يحرّك بعض الأشخاص مفاصل العنق في وضعيات مختلفة، ما يؤدي إلى زيادة المسافة بين العظام، وكذلك زيادة حجم الكبسولة الزلالية، وهو ما يعني ظهور منطقة ضغط منخفض مسؤولة عن خروج الغازات من هذا السائل في شكل فقاعات، تنفجر بدورها لتصدر صوت الفرقعة.

إلى جانب ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين يلجأون إلى هذه الحركة؛ للتخفيف من تشنج العضلات الذي يشعرون به أحياناً. لكن، من المؤكد أن البعض الآخر يلجأ إلى هذه الحركة مراراً وتكراراً؛ للتخفيف من حالة التوتر بصفة عامة.
لكن، يمكن أن تتطور هذه العادة، ما يؤدي إلى هشاشة العظام في المستقبل. لذلك، يجب التصدي للمشكلة الحقيقية المسؤولة عن هذه الحالة، من خلال العمل على تجنب التوتر.
إذا كان سبب القيام بهذه الحركة هو تخفيف آلام المفاصل، فذلك لن يساعدك على حل هذه المشكلة، نظراً إلى أن ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي جيد، هما الطريقة المثلى التي يمكن أن تساعدنا على تقوية العضلات بشكل جيد، ما يمكننا من التخلص من آلام المفاصل، ومنع التصلب والألم.
وأكد بعض الخبراء أن فرقعة المفاصل يمكن أن تسبب نشاطاً مفرطاً على مستوى النهايات العصبية في المفصل، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.
7. صرير الأسنان يؤدي إلى الصداع وتكسير الأسنان

إذا كنت تطبق أسنانك العلوية على أسنانك السفلية، أو تحكّ بعضها ببعض، فإنك تعاني عادة صرير الأسنان.
ووفقاً لتقرير صادر عن خبراء في مستشفى روبير لطب الأسنان بمدريد، فإن أكثر من 70% من البالغين يعانون هذه العادة يمكن التمييز فيها بين حالتين: أشخاص يمارسونها دون وعي منهم، خاصة في أثناء النوم، بينما يمارسها أشخاص آخرون طيلة اليوم، عندما يكونون مستيقظين، وترتبط هذه العادة بشكل وثيق بالإجهاد النفسي والقلق، وفقاً لما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة.

ويقول طبيب الأسنان ورئيس المجلس العام لأطباء الأسنان في إسبانيا، أوسكار كاسترو، إن مشكلة صرير الأسنان يمكن أن تكون مرتبطة أيضاً بعدم تناسق الأسنان، واضطرابات النوم أو العادات السيئة في أثناء النوم، والتي من بينها الاستلقاء على الظهر. يؤدي كل ذلك إلى ذلك اهتراء مينا الأسنان، ما قد يتسبب في آلام حادّة.
وقد تتسبب هذه العادة أحياناً في الإصابة بحالات الصداع وتقلصات عضلات عنق الرحم، ترافقها آلام في الفك وهشاشة في الأسنان.
8.نتف الشعر قد يؤدي إلى الصلع



من الشائع أن العديد من الأشخاص يقومون بتخليل أصابعهم بين شعورهم بصفة روتينية، ما يتسبب في نهاية المطاف في تساقط الشعر.
هذه الحركة تُعتبر، كذلك، وسيلة أخرى للتعبير عن التوتر، لكن وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، فإن 4% من سكان العالم يقومون بذلك بطريقة غير واعية، وهو ما أصبح يُعرف بهوس نتف الشعر.

وحسب دراسة أجرتها جامعة ديوك في الولايات المتحدة الأميركية، تبين أن هذه العادة لا علاقة لها بالهوس؛ بل تعكس تغيراً في أحد الجينات بطريقة تسهم في إعادة خلق روابط جديدة بين الخلايا العصبية.
وذكر أحد مواقع الإنترنت أن 75% من الأشخاص اعتادوا نتف شعر رؤوسهم، بينما ينتف 45% آخرون شعر الحاجب، وينتف 10% شعر اللحية، في حين أن 3% اعتادوا نتف شعر صدورهم.
وهو ما يتسبب في مشاكل عديدة على مستوى الشعيرات الدموية، ويؤدي إلى الصلع الجزئي أو الكامل.