أحياناً يكون من الصعب حقاً نسيان شخص ما في حياتك، لكن في الواقع هناك حلول تساعد على التخفيف من حدة هذا التفكير المرير.
قد يكون نسيان الحبيب السابق مستحيلاً؛ لأن اختفاء شخص مهم من حياتك هو بالفعل أمر صادم قد يسبب لك يأساً لفترات طويلة، وفي بعض الأحيان، حتى إذا كنت على قناعة بأنك قد تخلصت منه تماماً في ذهنك، فإن الحقيقة تكون غير ذلك.
إذ تطفو الذكريات على السطح أحياناً، فتجد نفسك تعيد التفكير في هذا الشخص باستمرار، لذلك يجب أن تغير حياتك لتضع حداً لهذا الإدمان المستمر وحتى تتمكن من التغلب على هذه العلاقة.
تشرح لنا عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية التفاعلات التي تحدث في الدماغ في هذه الحالات الغرامية، ومن ثم فإن ما يتبقى لنا هو معرفة ما إذا كانت هناك طريقة للتخلي عن إدمان هذا الحب عند انتهاء العلاقة أم لا.
أعراض اختفاء الحبيب تشبه انسحاب الكوكايين
الشعور بالحب كتعاطي الكوكايين؛ لأنه في كلتا الحالتين يشعر الشخص باضطرابات النوم والطعام، ولكن في الوقت نفسه يشعر بتركيز وتحفيز كبيرين، هذا ما أرادت فيشر الإشارة إليه من أوجه التشابه بين الحب والكوكايين.
وقد أجرت فيشر دراسات على مئات الأشخاص في مراحل مختلفة من علاقاتهم الرومانسية، فتبين وجود العديد من أوجه التشابه بين تأثير الكوكايين وتأثير مشاعر الحب في المرحلة الأولى من العلاقة، مثل تنشيط نظام إفراز الدوبامين في منطقة من الدماغ تسمى السقيفية البطنية.
يؤثر الدوبامين على كل شيء في الجسم والدماغ وهو المسؤول عن الرغبة في الحب، إلا أن تأثير الكوكايين يدوم لبضع ساعات، بينما الحب يمكن أن يستمر لأسابيع وأشهر وسنوات؛ لهذا يمكن أن يكون من الصعب حقاً نسيان الحبيب السابق.
وبالتالي يؤثر الحب والإدمان بشكل خاص على كيمياء الدماغ، لذلك يوجد بينهما قدر كبير من التشابه، ومن ثم يجب عليك أن تجد علاجاً للخروج من هذه العلاقة ونسيانها بشكل كامل.
الدوبامين هو الناقل العصبي الذي يتم إفرازه بسبب فعل ما ويسبب الرغبة في تكرار هذا الفعل بالتحديد، بينما يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون السيروتونين إلى اضطرابات الوسواس القهري.
تعتبر كل هذه العوامل إدماناً سلبياً، بينما يعد الحب إدماناً إيجابياً، إذ تساعد مستقبلات الدوبامين في أي علاقة مستقرة على تحسين الحياة، ولكن إذا اختفى ذلك الشخص مرة واحدة من الحياة، واختلت دورة الدوبامين فإن ذلك يكون صعباً.
لذا يجب أن نتعامل مع هذه الحالة كإدمانٍ حقيقي، وتوضح فيشر أنه يجب عدم إرسال رسائل إلى الحبيب، أو الاتصال به، أو التواجد في مكان عمله.
وكشفت دراسة أجريت مؤخراً العام 2007 أن سماع اسم شريك حياتك يكفي لتحفيز مستويات الدوبامين، هذه العوامل بمثابة خدع تسببها المواد الكيميائية للجسم تؤدي إلى نوعٍ من الإدمان السلوكي وتتحكم في إرادة الشخص بشكل عام.
هذا الإدمان السلوكي يجعل التخلص من هذا الحب أمراً عسيراً، وبالتالي يكون الشخص بصدد أعراض انسحاب حقيقية.
لا بد من العيش بشكل أفضل بعد نهاية العلاقة ونسيان الحبيب السابق، بدلاً من محاولة إطفاء الرغبة في الحياة بعد تفككها، فإنه من المهم أن تجد شيئاً يمدك بمحفزات جديدة.
عند نهاية أي علاقة حب تصبح الحياة مظلمة ومعقدة، ويحتاج العديد من الناس كثيراً من الوقت ليتمكنوا من المضي قدماً في حياتهم.
هذا الاضطراب ينتج عن صعوبة نسيان الحبيب السابق؛ لذلك لا بد من الانشغال بأفكار جديدة أو أي شيء يمكن أن يشتت الذهن عن التفكير في الحبيب، يحوّل اهتمام الشخص إلى أمور أخرى جديدة.
كيف يمكن التخلص من هذا التفكير؟
يفضل الخروج والتعرف على أشخاص جدد، على سبيل المثال، لأن ذلك يسمح بإعادة إفراز الدوبامين.
ومن الممكن أيضاً عمل تمرينات معينة لتحفيز نظام الدوبامين بسرعة، هذه الممارسات لديها القدرة على إنعاش مستقبلات الدوبامين الجديدة في الدماغ مما يساعد على الشعور بسعادة أكبر في جوانب الحياة المختلفة.
يجب علينا ألا نغفل عن غيرها من الناقلات العصبية في الدماغ مثل هرمون الأوكسيتوسين أو هرمون الحب كما يطلق عليه، لذلك من الأفضل التعرف على أشخاص جدد، وفي نفس الوقت الخروج مع الأصدقاء القدامى لأن ذلك يحيطك بالكثير من المودة، وبهذه الطريقة يزداد هرمون الأوكسيتوسين، الذي يجعلك في حالة جيدة، ويساعدك على النوم بطريقة أفضل.