التطور الصناعي
تعتبر التكنولوجيا اليوم ذات أهمية كبيرة في مختلف المجتمعات العالمية، وقد أصبحت التكنولوجيا هامة وضرورية بشكل واضح نتيجة لارتباط واعتماد هذه المجتمعات على كافة الخدمات والوسائل التي تقدمها في سبيل تحقيق التطور والرفاه، ونتيجة أيضاً لدخولها في كافة مجالات الحياة، وبات من الصعب الاستغناء عنها.
لا بد أن الفضل في هذا التطور التكنولوجي الواسع يعود للعديد من العلماء والمفكّرين الذين أمضوا الأعوام الطّويلة من حياتهم في سبيل دعم عمليات ابتكار المعرفة واكتشاف الأدوات والتصنيع المستمرّ للوسائل الختلفة مثل تصنيع الهاتف والمذياع وغيره من الابتكارات العلميّة،
دعت الحاجة الملحّة والصعوبات التي يواجهها الأفراد في عملية التواصل والتنقل إلى تصنيع العديد من الوسائل بهدف التخلص من هذه المشاكل والعمل على حلّها، ومن هنا شكّل ابتكار السيارة نقطة تحول كبيرة في حياة الأفراد في كافة مناحي العمل اليوميّة، واستجابة لمتطلبات الحياة والمعيشة.
مراحل الوصول إلى صنع السيّارة
ظهرت عملية تصنيع السيّارات لأول مرةٍ في القرن التاسع عشر، حيث يعود الفضل في تصنيعها إلى العديد من العلماء والمفكرين الّذين أسهموا في هذا الابتكار، وليس إلى عالم واحد أو بلد واحد كما هو الحال في بعض الاختراعات العلمية الأخرى، فتصنيعها كان وفقاً لعملية تراكمية بنّاءة، يُضيف فيها كل عالِم جديد على العالِم الذي سبقه ما لديه من المعلومات والتقنيات الجديدة بهدف التوصل إلى الغاية المرجوّة ومن أجل التطوير المستمر لعملية تصنيعها.
تشير معظم الكتابات والتقارير العالمية إلى أن أول من قام بوضع أول تصميم للسيارة هو العالم الإيطالي غويدو دانيغفانوعام 1335م، حيث قام بتصميم عربة تندفع بوساطة محرك، وجاء بعده في نفس العام العالم الإيطالي أيضاً ليوناردو ديفنشي الذي وضع أول تصميم لعربة ذاتية الحركة باستخدام ثلاث عجلات ومدعمة بنظام توجيه الحركة من الخلف، ولكن هذه التصاميم بقيت مجرد حبرٍ على ورق ولم يتم تنفيذها إلى أن جاء العالم والمهندس الفرنسي نيكولاس جوزيف كوينو عام 1769 الذي قام بصنع أول عربة بخاريّة ذاتية الحركة بثلاث عجلات، حيث استخدم فيها محرك دفع بخاريّ تصل سرعته لحوالي 4كم/ساعة.
أما في ألمانيا، فقد قام نيكولاس أوتو عام 1876 بتصميم أولي لمحرك بقوة احتراق داخلية تعمل باستخدام وقود البنزين، وبقي هذا التصميم الأولي محفوظاً لما بعد، ثم قام أيضاً بصناعة أول محرك رباعي الدفع في العالم ، حيث قام بوضع هذا المحرك وإخضاعه للتجربة على دراجة من عجلتين فقط.
قام كل من العالمَين الألمانييّن الجنسية غوتليب ديملر وكارل بينز باستخدام التصاميم التي وضعها نيكولاس أوتو في سنينَ سابقة فاخترع كل منهما سيارة يعتمد محركها في العمل على البنزين، إضافة إلى ذلك، يعد المهندس غوتليب أول من ابتكر وصنع سيارة ذاتية الدفع تعمل باستخدام أربع عجلات والمحرك الذي ابتكره العالم أوتو، بينما قام المهندس كارل بينز فقد صنع عام 1886م سيارة مكونة من ثلاث عجلات، ثم عمل عام 1891م على اختراع سيارة بمحرك دفع مكونة في تركيبها من أربع عجلات.
تراكمت الدراسات المعرفية واستمرت عملية التطوير بشأن السيارة إلى أن قام المهندس الألمانيّ وردولف ديزل عام 1897م باختراع محرك الديزل الذي يختلف عن محرك البنزين في مناحٍ كثيرة ليشكل أول محرك احتراق داخلي بدون شمعات احتراق وقد سمي المحرك باسمه، ومن ثم جاء العالم هنري فورد في أواخر التسعينيات الذي أسهم إسهاماً كبيراً في إتاحة السيارات وجعلها في متناول أيدي الجميع.