تاريخ النشر:20.02.2017 | 08:12 GMT |
تعد الثقوب السوداء من بين الأشياء الأكثر روعة في كوننا، وعلى الرغم من الاعتقاد بأنها متواجدة في قلب معظم المجرات، إلا أن الواقع يشهد عدم قدرة العلماء على تصوير أحدها.
ويوحي اسم الثقوب السوداء بأنها شديدة الظلمة وهائلة الحجم بشكل لا يُصدق، لدرجة ابتلاعها وسحبها لأي شيء يعبر أفقها، بما في ذلك الضوء، ما يصعب من مهمة تصويرها. ولكن قد يكون هذا الواقع على وشك التغيير مع إطلاق تلسكوب جديد، في إبريل/نيسان عام 2017.
ويشمل التلسكوب الجديد "Event Horizon Telescope" شبكة من أجهزة الراديو الموجودة في جميع أنحاء المعمورة، بما في ذلك القطب الجنوبي والولايات المتحدة وشيلي وجبال الألب الفرنسية.
وستُشغل هذه الشبكة، في الفترة بين 5 و14 أبريل/نيسان القادم، حيث يعمل التلسكوب الجديد باستخدام تقنية تُعرف باسم "تداخل خط الأساس الطويل جدا" (VLBI)، وهذا يعني أن شبكة من أجهزة الاستقبال ستقوم بالتركيز على موجات الراديو المنبعثة من كائن معين في الفضاء في وقت واحد.
وبالنسبة للثقب الأسود، ستقوم الشبكة بالتركيز على موجات الراديو بطول 1.3 ملم (230 غيغاهرتز)، ما يتيح فرصة أفضل للرؤية من خلال غيوم الغاز والغبار المحيطة بالثقب الأسود.
ويعتبر هذا الأمر هام للغاية، وسيكون الهدف الأول، الثقب الأسود الهائل الموجود في مركز مجرتنا، ويُسمى "Sagittarius A"، حيث لم يُرصد سابقا بشكل مباشر، ولكن يعلم الباحثون بوجوده بسبب تأثيره على مدار النجوم القريبة منه.
ويتوقع الباحثون، اعتمادا على سلوك هذه النجوم، أن حجم الثقب الأسود أكبر من الشمس بـ 4 ملايين مرة تقريبا، على بعد 26 ألف سنة ضوئية من كوكب الأرض، مما يجعله هدفا صغيرا جدا.
وسيعمل تلسكوب، Event Horizon، على مراقبة البيئة المحيطة بشكل مباشر بالثقب الأسود، وذلك من أجل الوصول رؤيته بشكل واضح.
وقال، شيبيرد دويلمان، رئيس المشروع من مركز هارفارد للفيزياء الفلكية، سميثونيان: "نحن في طريقنا إلى تسجيل عدد من الملاحظات في أول فرصة حقيقة تتيح الوصول إلى الثقب الأسود خلال شهر إبريل/نيسان".
ويتوقع الباحثون أن يبدو الثقب الأسود كحلقة من الضوء الساطع حول نقطة مظلمة، حيث ينبعث الضوء من خلال جزيئات الغاز والغبار المتسارعة حول الثقب الأسود.
وسيكون حجم الظل الداكن الناتج عن الثقب الأسود ضخما نوعا ما، في حال تمكن الباحثون من قياسه، لأن نظرية النسبية العامة التي طرحها آينشتاين وضعت بعضا من التنبؤات المحددة حول هذا الحجم.
وأوضح دويلمان أن هنالك إمكانية لرصد شيء آخر، قد يهز عالم الفيزياء التي نعرفها. وأضاف قائلا: "إن فكرة المراهنة على نظرية آينشتاين جيدة، ولكن في حال رؤيتنا لشيء مختلف تماما عما كنا نتوقع، سيكون علينا إعادة تقييم نظرية الجاذبية".
وسيقوم الباحثون بمعالجة جميع البيانات الناتجة، لذا لا يمكن توقع صدور الصور الأولية للثقب الأسود حتى نهاية السنة، أو حتى بداية عام 2018. ويتوقف هذا الأمر على حالة الطقس للحصول على صور واضحة نسبيا.
المصدر: ساينس اليرت