TODAY - July 23, 2010
خصوم المالكي يعيدون تنظيم صفوفهم على نحو يضمن التحكم بأي صفقة لتشكيل الوزارة
الائتلاف الوطني: الحكيم يتولى إعداد مفاجأة كبيرة والتقارب مع العراقية متواصل
بغدادلم يتح لرئيس الوزراء نوري المالكي ان يستمتع طويلا بصعود نسبي لحظوظه مطلع الاسبوع الماضي، اذ بدا خلال اليومين المنصرمين ان خصومه الذين يعارضون تجديد ولايته، يعيدون تنظيم صفوفهم بطريقة لافتة من شأنها حسب مراقبين في بغداد، ان تتحكم بأي صفقة تشكيل حكومة يكون زعيم "دولة القانون" على رأسها او جزء منها، وذلك وسط توقعات بحصول "مفاجأة كبيرة" يعلن عنها المجلس الاعلى قريبا.
الاوساط السياسية التي اولت اهتماما كبيرا مطلع الاسبوع بأنباء عن تقارب التيار الصدري مع المالكي، انشغلت خلال اليومين الماضيين بأنباء عن "تقارب كبير" يجمع اطراف الائتلاف الوطني ممثلا بتيار مقتدى الصدر وزعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم، مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الحكومة السابق اياد علاوي.
ويؤكد مصدر من داخل الائتلاف الوطني، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"العالم" ان الحكيم صرح في وقت سابق بان لديه "موقفا سيفاجيء الجميع".
وفيما اذا كانت المفاجأة هي تحالف الحكيم مع العراقية، قال المصدر "خلال اليومين السابقين جرت لقاءات عدة بين رئيس الوفد المفاوض للقائمة العراقية رافع العسياوي وبين قيادات في المجلس الاعلى وخاصة القيادي همام حمودي، وأبلغ المجلس خلالها، العراقية بأن الصدريين وافقوا على عقد حوارات مع العراقية، وأن المجلس الاعلى لم يعترض على هذا الامر" بحسب قوله.
ودخلت قيادات العراقية والائتلاف الوطني اجتماعا امس الجمعة لم تتبين نتائجه حتى ساعة اعداد هذا التقرير. ويلفت المصدر الى ان "لقاءً جرى بين الحكيم وعلاوي الخميس الماضي تناول نفس الموضوع، حيث قرر الطرفان عقد اجتماع لهما في مقر التيار الصدري الكائن في منطقة الكرادة" مؤكداً ان الاطراف سوف تؤكد ضرورة ان تكون هناك "حكومة شراكة وطنية مكوناتية (بحسب وصفه) أي كل المكونات ممثلى بالحكومة بنا فيها ائتلاف دولة القانون".
وفيما اذا كان ترشيح المالكي لبديل له قد يؤدي الى الغاء اتفاق الاطراف الشيعية مع العراقية، قال المصدر "في البدء سوف نبحث من هو المرشح وهل سيكون مناسباً او لا، وخلافه فاننا سائرون مع القائمة العراقية".
وكان زعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم قد دعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الى التخلي عن ترشحه لولاية جديدة. واعتبر الحكيم أن امتناع المالكي عن الترشح "ضروري" بسبب ما وصفه بالتحفظات على شخصه وادائه.
وقال الحكيم في كلمة له أمام الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الأعلى مساء الاربعاء، إن "البعض يرى أن التعطيل انما هو اننا لم نجر خلف رجل واحد، فإما أن نجري خلف رجل واحد فنكون قد ساعدنا في تشكيل الحكومة، وإما ان نتوقف، فذلك تعطيل لتشكيل الحكومة. ولا يسأل الرجل الواحد لماذا لا يتخلى ولا يعطي الفرصة لغيرة حينما يجد كل هذه التحفظات الوطنية الواسعة؟". من جانبه، يرى حيدر السويدي، عضو الائتلاف الوطني، والقيادي في المجلس الاعلى ان مجمل العملية السياسية في البلاد مبنية على التحالفات التي تضمن مصالح كافة الاطراف، موضحاً لـ"العالم" ان زعيم المجلس الاعلى اكد على ضرورة ان تكون الحكومة مبنية على اساس الشراكة الوطنية "وعليه فإن تقاربنا مع العراقية لم يكن وليد اللحظة بل ينطلق اساساً مع دعوة الحكيم السابقة وكانت متوازية مع حواراتنا مع بقية الكتل الاخرى" بحسب قوله.
وبشأن امكانية استمرار التحالف مع ائتلاف دولة القانون قال السويدي "التحالف مع دولة القانون قائم، لكن بشرط ان يقدم ائتلاف دولة القانون مرشح آخر غير المالكي" مضيفاً "اما اذا اصروا على موقفهم فسيكون هناك كلام اخر مع بقية الكتل من اجل تكوين حكومة شراكة خاصة ان التحالف الكردستاني ترشحت عنه تصريحات عديدة تؤكد رفضهن تولي المالكي رئاسة الحكومة لولاية ثانية".
لكن السويدي عاد واضاف "ان اصرار دولة القانون على ترشيح المالكي جعلنا نجنح الى الحوار مع العراقية حتى لا نضطر ان ندخل في ازمة دستورية ثانية" لافتاً الى ان "الاتفاق على الرئاسات الثلاث يجب ان يكون ضمن صفقة واحدة وخلافه فاننا نستبعد ان تكون هناك جلسة للبرلمان ستعقد". بحسب قوله.
وكانت الكتل السياسية قد عجزت عن الاتفاق على صفقة تمهد لانتخاب الرئاسات الثلاث، فاضطرت إلى تاجيل جلسة البرلمان التي كانت مقررة في في 13 من من الشهر الجاري، لمدة اسبوعين، الأمر الذي رآه الكثيرون يمثل خرقا للمهلة التي حددها الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية عبر هذه الجلسة.
الى ذلك يرى مصدر مطلع في العراقية بان رفض التيار الصدري لتولي المالكي منصب رئاسة الحكومة لولاية ثانية "لم يأت من الفراغ" مؤكداً لـ"العالم" "ان الصدريين بالاضافة الى الاكراد يرفضون المالكي الامر الذي يجعل من حظوظ المالكي متدنية بشان ما يطالب به".
وحول الضغوط الايرانية التي يقال انها تمارس على الاكراد من اجل القبول بالمالكي قال "ان الايرانيين مسعاهم الوحيد هو توحيد الصف الشيعي وليس التجديد للمالكي، وفيما يخص الاكراد فان مسعود البارازاني (رئيس اقليم كردستان) يتفق مع علاوي بالكثير من الامور حيث توجد بين الرجلين اتفاقات معينة وتفاهمات تجعل من الاكراد حلفاء الى علاوي اكثر منه الى المالكي" بحسب قوله.
ويلفت المصدر الى ان "مواقف العديد من الاطراف باتت قوية خاصة موقف الحيك الاخير الذي اتسم بالقوة ويشير بطريقة او باخرى الى وجود تقاطع جدي بين الائتلاف الوطني والمالكي".
وحول التنازلات التي يمكن للمالكي تقديمها لعلاوي مقابل توليه منصب رئاسة الحكومة، ألمح المصدر الى ان "المالكي مستعد الان ان يتخلى عن منصب القائد العام للقوات المسلحة في سبيل بقائه في هذا المنصب الذي يضمن له عدم فتح ملفاته خلال فترة حكمه من قبل اطراف معينة في الحكومة المقبلة". بسحب قوله.
في غضون ذلك قال القيادي البارز في المجلس الأعلى ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، ان المجلس “يرحب” باتفاق ائتلافي دولة القانون والعراقية إذا أوجد حلا لمشكلة تشكيل الحكومة، مبينا أن المجلس “سينتقل للمعارضة” إذا شكلت حكومة لا توفر عناصر النجاح.
وأوضح عبد المهدي في مقابلة مع وكالة (أصوات العراق) ان المجلس “سينتقل الى المعارضة البرلمانية” إذا شكلت حكومة من بقية الأطراف ودون اشراك الائتلاف الوطني، قائلا “سننتقل كمجلس اعلى للمعارضة اذا شكلت حكومة نقدر انها لن توفر شروط النجاح”.
alalem