كان إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما مرحلة جديدة نسبيًّا من مراحل الدعوة الإسلاميَّة؛ فعلى الرغم من استمرار الأمر الإلهي ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 106] نجد أنَّ معنويَّات المسلمين ارتفعت، واستبشروا النصر وفرح الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون فرحًا كبيرًا كما ذكرنا في قصة إسلامهما، وتغيَّرت استراتيجيَّات الدعوة الإسلاميَّة نسبيًّا، واتَّخذ الرسول صلى الله عليه وسلم سبلًا مختلفة دفعته إليها التغيُّرات الجديدة.

فبعد إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما استعلن المسلمون، وصاروا يتواجدون في البيت الحرام، يُؤَدُّون شعائرهم، ويطوفون بالبيت، ويُسمِعون القرآن، ويتكلَّمُون فيه مع الناس.. لقد كانت فترة جديدة لم يعهدها المسلمون من قبلُ، وهذا أورث نشاطًا دعويًّا غير مسبوق.

طار خبر إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما إلى الحبشة، وطارت كذلك الأنباء عن استعلان المسلمين، والحراك الدعوي الكبير الذي حدث بمكة، وهذا دعا المهاجرين إلى أن يُفَكِّرُوا في العودة إلى مكة مرَّة أخرى؛ خاصَّة أنهم لم يُقابلوا النجاشي بعدُ، وكانوا على أطراف المملكة؛ لأن إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما كان بعد هجرتهم بأيام قليلة فيما يبدو.

ومع أنَّ عودتهم ستُضيف إلى المسلمين في مكة قوَّة جديدة فإنَّ الأفضل -والله أعلم- أن لو كانوا انتظروا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنَّ دخولهم قد يُعَرِّضهم لخطر الإيذاء من ذويهم، والمسافة كبيرة، ومشقَّة السفر هائلة؛ ولكن قدَّر الله وما شاء فعل.

دخل المعظم في جوار أهله، أو أحد كبراء قومه[1] إلَّا أبا سلمة بن عبد الأسد، وعثمان بن مظعون رضي الله عنهما[2]، فقد كان أبو سلمة رضي الله عنه من قبيلة بني مخزوم، وزعيمها أبو جهل هو أشدُّ المشركين على المسلمين؛ ولهذا آثر أبو سلمة أن يدخل في جوار أبي طالب، وهو خاله؛ حيث إن أُمَّ أبي سلمة هي برة بنت عبد المطلب عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة المخزومي؛ لأنه كان من قبيلة بني جمح، وكان سيد قومه أمية بن خلف أشدَّ الناس إيذاءً له، فآثر عثمان بن مظعون أن يدخل في جوار الوليد القوي حتى لا يتعرَّض لأذى زعيم قبيلته.

ومع كلِّ هذه الاحتياطات، ومع إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، ومع تزايد القوَّة الإسلاميَّة نسبيًّا، فإنَّ الإيذاء لم يتوقَّف كليَّةً، وإن لم يكن بالصورة المنهجيَّة التي كانت قبل إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما؛ بل كان يحدث بشكلٍ فردي، وعلى فتراتٍ متفاوتة، ومن هذا ما حدث من أمر عثمان بن مظعون رضي الله عنه الذي كَرِهَ أن يرى مثل هذه المظاهر من الأذى يتعرَّض لها إخوانه؛ بينما هو في منعةٍ لحماية الوليد بن المغيرة له!

نترك عثمان بن مظعون رضي الله عنه يُصَوِّر لنا هذا الموقف:

عن ابن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عُثْمَانَ، قال: لَمَّا رَأَى عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ مَا فِيهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ يَغْدُو وَيَرُوحُ فِي أَمَانٍ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: «وَاللهِ إِنَّ غُدُوِّي وَرَوَاحِي آمِنًا بِجِوَارِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَأَصْحَابِي وَأَهْلُ دِينِي يَلْقَوْنَ مِنَ الأَذَى وَالْبَلَاءِ مَا لَا يُصِيبُنِي، لَنَقْصٌ كَبِيرٌ فِي نَفْسِي». فَمَشَى إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ وَفَتْ ذِمَّتُكَ، قَدْ رَدَدْتُ إِلَيْكَ جِوَارَكَ». قَالَ: لِمَ يَا ابْنَ أَخِي؟ لَعَلَّهُ آذَاكَ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنِّي أَرْضَى بِجِوَارِ اللهِ عز وجل، وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَسْتَجِيرَ بِغَيْرِهِ». قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَارْدُدْ عَلَيَّ جِوَارِي عَلَانِيَةً كَمَا أَجَرْتُكَ عَلَانِيَةً.

قَالَ: فَانْطَلَقَا ثُمَّ خَرَجَا حَتَّى أَتَيَا الْمَسْجِدَ، فَقَالَ لَهُمُ الْوَلِيدُ: هَذَا عُثْمَانُ قَدْ جَاءَ يَرُدُّ عَلَيَّ جِوَارِي. قَالَ لَهُمْ: «قَدْ صَدَقَ، قَدْ وَجَدْتُهُ وَفِيًّا كَرِيمَ الْجِوَارِ، وَلَكِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَسْتَجِيرَ بِغَيْرِ اللهِ، فَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِ جِوَارَهُ». ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ، وَلَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِلَابٍ الْقَيْسِيُّ فِي الْمَجْلِسِ مِنْ قُرَيْشٍ يُنْشِدُهُمْ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ عُثْمَانُ، فَقَالَ لَبِيدٌ وَهُوَ يُنْشِدُهُمْ:

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ

فَقَالَ: عُثْمَانُ: صَدَقْتَ. فَقَالَ:

وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ

فَقَالَ: عُثْمَانُ: «كَذَبْتَ نَعِيمُ أَهْلِ الجَنَّةِ لَا يَزُولُ». قَالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَاللهِ مَا كَانَ يُؤْذَى جَلِيسُكُمْ، فَمَتَى حَدَثَ فِيكُمْ هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ هَذَا سَفِيهٌ فِي سُفَهَاءٍ مَعَهُ قَدْ فَارَقُوا دِينَنَا، فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ مِنْ قَوْلِهِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ عُثْمَانُ حَتَّى سَرَى -أَيْ عَظُمَ- أَمْرُهُمَا، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَلَطَمَ عَيْنَهُ فَخَضَّرَهَا[3]، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَرِيبٌ يَرَى مَا بَلَغَ مِنْ عُثْمَانَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ عَمَّا أَصَابَهَا لَغَنِيَّةً، لَقَدْ كُنْتَ فِي ذِمَّةٍ مَنِيعَةٍ. فَقَالَ عُثْمَانُ: «بَلَى وَاللهِ إِنَّ عَيْنِي الصَّحِيحَةَ لَفَقِيرَةٌ إِلَى مَا أَصَابَ أُخْتَهَا فِي اللهِ، وَإِنِّي لَفِي جِوَارِ مَنْ هُوَ أَعَزُّ مِنْكَ وَأَقْدَرُ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ». فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِيمَا أُصِيبَ مِنْ عَيْنِهِ:

فَإنْ تَكُ عَيْنِي فِي رِضَا الرَّبِّ نَالَهَا يَدَا مُلْحِدٍ فِي الدِّينِ لَيْــــــسَ بِمُهْتَدِ

فَقَدْ عَوَّضَ الرَّحْمـنُ مِنْــهَـا ثَـوَابَـهُ وَمَنْ يَرْضَهُ الرَّحْمَــنُ يَا قَوْمُ يَسْعَدِ

فَإِنِّــــــي وَإِنْ قُلْتُــمْ غَـوِيٌّ مُضَـلَّلٌ سَفِيهٌ عَلَــى دِينِ الرَّسُــــولِ مُحَمَّدِ

أُرِيـدُ بِذَاكَ اللهَ وَالْحَـــــقُّ دِينُـــنَــا عَلَى رَغْمِ مَنْ يَبْغِي عَلَيْنَا وَيَعْتَدِي[4]



وعلى الرغم من هذا الإيذاء فإنَّ عدد المسلمين تزايد بشكلٍ غير مسبوق، وهذه الزيادة في عدد المسلمين كانت لها أسبابٌ واضحة.

فبعد إسلام حمزة وعمر وإعلان المسلمين لأمرهم صار متكرِّرًا في نوادي مكة وشوارعها أن يتحدَّث المسلمون عن الإسلام، ومن هنا استمع كثيرٌ من أهل مكة للقرآن، الذي حجبه عنهم كبراؤهم وزعماؤهم قبل ذلك، فكان هذا أدعى لإسلام الكثيرين.

وبعد الإعلان رأى الناس الأسماء الإسلاميَّة الكبيرة التي أخفت إسلامها قبل ذلك؛ فصارت هذه الأسماء قدوةً لشباب مكة رجالًا ونساءً، فالتحق بركبهم عددٌ آخرٌ من أهل مكة.

وبعد مراحل التعذيب والبطش اطَّلع الناس على لونٍ جديدٍ من ألوان الثبات لم يعهدوه من قبلُ، فهم لم يعرفوا في تاريخهم مَنْ ضحَّى بحياته وداره وماله ووضعه الاجتماعي من أجل اللات أو العزى أو هبل؛ لكنَّهم يجدون المسلمين يُضَحُّون بكلِّ نفيسٍ دونما تردُّد، فلا شكَّ أنَّ هذه العقيدة التي يُضَحُّون من أجلها عظيمةٌ للدرجة التي تهون أمامها الدنيا جميعًا، وهذا دفع الناس إلى معرفة هذه العقيدة.

وإسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما طمأن بعض القلوب الخائفة، وشجَّع بعض المتردِّدين، وفتح كثيرًا من الأبواب المغلقة، وكثيرٌ من الناس يحتاج إلى مثل هذا الأمان حتى يُغامر ويسبح ضدَّ التيار، وكان هذا الأمان متوفِّرًا بشكل نسبي بوجود حمزة وعمر رضي الله عنهما في الصفِّ.

كل هذا وغيره فتح قلوب أهل مكة للإسلام، فأقبلوا راغبين، وتحقَّق للدعوة في هذه السنة السادسة ما لم يتحقَّق في السنوات الخمس التي سبقتها.

هذا كان أمرًا إيجابيًّا عظيمًا؛ لكنَّه لم يخلُ من مشكلات!

فهذه السعادة التي دخلت قلوب المسلمين بازدياد عددهم وبإعلان دعوتهم، قابلها تعاسة موازية في قلوب أعدائهم من زعماء الكفر، ولا ننسَ أنَّ عامَّة الزعماء والكبراء لم يُسلموا، وهذه سُنَّة ماضية في الدعوات؛ فأصحاب السلطان والمال الكثير والقيادة والزعامة بينهم وبين الإسلام حواجز كثيرة، وموانع جمَّة، ويكفي الكِبْرُ الذي يدخل قلوبهم مع مرور الأيَّام لقوَّتهم وسطوتهم، وهذا الكِبْرُ يمنعهم من الانخراط في الدعوات التي تُسَوِّي بينهم وبين الناس، وهذه هي قصَّة الأنبياء في الأرض، فدائمًا يأتي تكذيبهم من الملأ الحاكمين، وعلى العكس تجد المؤمنين غالبًا ما يكونون شبابًا بلا سلطة أو قيادة، اللهمَّ في أحوالٍ نادرة، كما في حالة الصديق وعمر رضي الله عنهما، وكما سنرى في بعض الأنصار كسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة رضي الله عنهما..

والحاصل نتيجة بقاء زعماء مكة على الكفر أنَّ الأذى سيصل إلى أتباع الدين الجديد. نعم لن يكون كالمرحلة التي سبقت إسلام عمر، بمعنى أنه لن يكون بشكل منهجي منظَّم؛ لكنه سيكون متكرِّرًا في حوادث كثيرة نتيجة الاحتقان الدائم في شوارع مكة، ونتيجة اختلاط المجتمع المشرك بالمجتمع المؤمن؛ ومن ثَمَّ ستحدث مواقف كثيرة مشتركة قد يكون نتيجتها تصعيدًا لوتيرة العنف والصدام، وما قصة عثمان بن مظعون رضي الله عنه منَّا ببعيدة، فها هو يكاد يفقد عينه، أو لعله فقدها بالفعل، في مناظرة كلامية مفتوحة، ولم يجد أي عون من قبيلته القوية بني جمح؛ بل على العكس، لعلَّ قائدها أمية بن خلف كان من السعداء بما حدث لعثمان المسلم.

مثل هذه الحوادث المتكرِّرة أظهرت مدى المستقبل الصعب الذي ينتظر الدعوة كلَّما ازداد عدد أفرادها، وكلَّما شعر كبار المشركين بالخطر المتزايد؛ خاصَّة إذا لاحظنا أن الدين الإسلامي قد اخترق كلَّ بيتٍ تقريبًا من بيوت هؤلاء الزعماء؛ فالمسألة صارت شخصيَّة عند كلِّ واحدٍ منهم، واحتماليَّات الصدام واردةٌ جدًّا.

وفي ظلِّ استمرار الحكم الشرعي: ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: 106] حاكمًا لهذه الفترة، وفي ظلِّ استمرار الأمر الإلهي للمسلمين بالكفِّ عن القتال، فإنَّ الفترة القادمة قد تحمل مشاكل جمَّة للمسلمين؛ لأنَّها ستكون حربًا من طرفٍ واحد، ولا شكَّ أنَّ المشركين قد لاحظوا أنَّ المسلمين لا يردُّون الأذى بمثله؛ فهذا قد يُجَرِّئهم على المزيد من العنف مع المسلمين.

وأضف إلى السلبيَّات السابقة الحادثة والمتوقَّعة، صعوبة التعليم النبوي لهذه الأعداد الكبيرة التي أسلمت مؤخرًا؛ لأنَّ الاختفاء عن عيون المشركين صار صعبًا للغاية؛ بل لعلَّه مستحيلٌ في بلدٍ صغيرٍ كمكة، ومن هنا وتحت هذا الضغط المشرك قد يتعذَّر توصيل الدين بصورةٍ جيِّدةٍ لهؤلاء المسلمين الجدد.

وتبقى أخطر الأشياء أن تبزغ في أذهان المشركين فكرة جنونيَّة بشنِّ حرب أهليَّة داخليَّة تهدف إلى إنهاء الوجود الإسلامي كليَّةً من مكة، وهذا اقتراح ليس ببعيد عن أذهان الكافرين، وفي لحظة من لحظات يأسهم قد يتهوَّرون ويأخذون مثل هذا القرار، وقد تفقد الدعوة حينها عددًا هائلًا من أفرادها، أو تفقدهم جميعًا، وتقف المسيرة!

إزاء هذا الوضع الخطير، وهذه التوقُّعات السلبية، كان لا بُدَّ من أخذ قرار جريء يحافظ على الجماعة المؤمنة..

وكان هذا القرار هو الهجرة الثانية إلى الحبشة!

[1] قال ابن إسحاق: وتخوفوا -أي العائدين من الحبشة- أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا على ذلك حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة. انظر: ابن إسحاق: السير والمغازي ص178، وقال ابن هشام: قال ابن إسحاق: حتى إذا دنوا من مكة، بلغهم أن ما كانوا تحدَّثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلًا، فلم يدخل منهم أحد إلَّا بجوار أو مستخفيًا. ابن هشام: السيرة النبوية 1/364، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/340، وابن الأثير: الكامل في التاريخ 1/674.

[2] انظر: ابن إسحاق: السير والمغازي، ص178، وابن هشام: السيرة النبوية 1/369، والبلاذري: أنساب الأشراف 1/227.

[3] خَضَّرَهَا: يُقال: رَمَى اللهُ في عين فلان بالأَخْضَرِ وهو داءٌ يأْخذ العين. وقيل: أَخْضَر الجِلْدَةِ؛ أي: أَسود الجلدة. ويُقال للأسود أَخْضَرُ. والخُضْرَةُ في أَلوان الناس السُّمْرَةُ. ويُقال كَتِيبَةٌ خَضْراءٌ للتي يعلوها سواد الحديد. والعربُ تُطلق الخضرة على السواد. ابن منظور: لسان العرب 4/243؛ أي سوَّدها من شدَّة الضربة، أو جعلها خضراء من أثر الضربة.

[4] أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء 1/103، واللفظ له، والبيهقي: دلائل النبوة 2/291- 293، والطبراني: المعجم الكبير (8333)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني هكذا مرسلًا، وفيه ابن لهيعة أيضًا. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 6/34، وذكره ابن إسحاق: السير والمغازي، ص178-180، وابن هشام: السيرة النبوية 1/370، 371، وانظر: محمد إلياس عبد الرحمن الفالوذة: الموسوعة في صحيح السيرة النبوية (العهد المكي)، ص327.

د.راغب السرجاني