ما مدى تأثير انفعالاتنا على أطفالنا؟


الحوار، من أهم أنواع التربية الصحيحة

الحبُّ والحنان، أفضل انفعال يحتاجه أطفالنا

ما مدى تأثير انفعالاتنا على أطفالنا

الاعتداء الانفعالي ـ النفسي أو الإساءة الانفعاليَّة ـ النفسيَّة، من أسوأ أنواع الاعتداءات التي يتعرَّض لها الطفل، ويكون ضررها في بعض الأحيان أكثر وأفدح من الاعتداء الجسدي، وذلك بسبب اعتقاده أنَّه السبب في المشكلة؛ لأنَّه لو أحسن التصرُّف، أو استمع لكلام والديه؛ لما أدى ذلك إلى غضبهما وإساءتهما له؛ مما يؤدي إلى تحطيم شخصيَّة الطفل، ويولد لديه إحساسًا بأنَّه المخطئ والملوم، وأنَّه السبب في أي مشكلة تعرَّض لها.
«سيدتي» التقت بالاختصاصيَّة النفسيَّة، سعدية القعيطي؛ لتوضح لك أثر الانفعالات النفسيَّة للوالدين على أطفالهما؟
 حين يأتي الطفل إلى والديه ليخبرهما عن أمر ما حدث معه، أو ليستعرض رسوماته، ويواجه بتقطيب الجبين أو الرفض أو بأن يُطلب منه المغادرة بحجة أن لا وقت لديهم الآن.
 أو أن يوبٍخ الطفل في موقف آخر، قائلين له: لم لا تكون مثل أخيك أو فلان أو.. أو؟
 أو أن يقُال له: لا فائدة منك، أو بالعاميَّة «ما وراك غير الخسائر».
 أو أن يقال له: لا أحبك، لا أحد يمكنه أن يحبك.
وغيرها كثير من الجمل والكلمات، التي اعتاد الوالدان على استخدامها، وهي تجرح الطفل وتُشعره بعدم الأهميَّة، وأنَّه لا قيمة له.
ومن الانفعالات التي تعدُّ من ضمن الاعتداء الانفعالي النفسي، بعض السلوكيات السلبيَّة مثل:
- عدم اتخاذ وقت مستقطع مما يقوم به الوالدان؛ للنظر في حاجات الطفل، وقد يعاني الطفل من جراء هذا السلوك السلبي، الذي مع تراكمه، قد يسبب له العديد من المشكلات.
ـ التلفظ بالكلمات القاسية، التي تجرح الطفل، هو اعتداء عليه، بالرغم من أنَّها لا تترك آثارًا جسديَّة كالعنف الجسدي، إلا أنَّها تؤذيه ويمتد أثرها لتؤثر في صحته العقليَّة والنفسيَّة تمامًا، كما لو كان قد تعرَّض للضرب.
- وأخيرًا، تضيف سعديَّة، يحتاج الوالدان أو من يقوم مقامهما في الرعاية، إلى معرفة أسباب فقدانهم للسيطرة، والغضب الذي ينتابهم؛ ليتمكنوا من التعامل معهم بالطرق الصحيحة، ولكيلا يكون الطفل ضحية تصرفاتهم.
فما هي الطريقة الصحيحة لمعاملة أطفالنا، تحت تأثير ضغوط الحياة؟
مع الطفل:
- التعامل معه بلطف، فإنّ وجود شخص بالغ بالقرب من الطفل، يعوضه الحب والحنان الذي يفقده من الوالدين حال تعرضه لاعتداء انفعالي.
- تقديم شرح للطفل، أنّ ما يتعرض له وما يسمعه من إهانات، ليست خطأه، إنّما هو ناتج لسبب آخر لدى الوالدين.
- لا بد من توضيح وشرح للطفل، أنّه طفل ذكي وليس غبيًا، والإكثار من إلقاء الكلمات الإيجابية، بعكس تلك الكلمات السيئة التي يسمعها من والديه.
مع الوالدين:
- حث الوالدين على تلقي المساعدة اللازمة؛ لمساعدتهم على التحكم بتصرفاتهم.
- تشجيع الوالدين المنزعجين للحصول على مساعدة لطفلهم «بحيث يتصرف الطفل بشكل أفضل، ويفعل الأشياء التي تؤدي إلى غضبهم وانزعاجهم بنسبة أقل».