مقدمة
من منّا لا يحبّ الطبيعة؟ الجمال والخضرة، والمناظر الخلّبة والأماكن ليس للبشر يدٌ في صنعها، وهواء نقي كجو الغابات الرائع، ومياه صافية، وطبيعة الأشجار والنباتات الرائعة، زنسيم ورود الصباح وعبير الياسمين العذب إنّ أجمل جولاتك بين مكوّنات الطبيعة هي جولتك بين النباتات والأعشاب المتواجدة في جميع ومختلف بقاع الأرض، فمنها ما نسعد بجمال منظرها، وأُخرى نطيب نفساً لرائحتها العذبة، ومنها ما هو دواء للأمراض والعلل، ولعل ما سنتناوله في هذا المقال هو القليل عن أحد هذه النباتات المفيدة، التي يُطلق عليها اسم شجرة كزبرة البئر أو عشبة الجنكة، فما هذه العشبة؟ وفيما تستخدم؟ وما هي الفوائد المستخلصة منها؟
عشبة الجنكة
تعتبر عشبة الجنكة أحد أنواع الأعشاب التي تنتمي لصنف الجنكيات من الأعشاب، التي يستخدمها الناس منذ زمين بعيد جداً، حيث يستخدم منها أوراقها فحسب، فهي الجزء الذي يستفيد منه البشر، أمّا عن أول ظهور لهذه الأشجار، فهو يعود لزمن وجود الكائنات المنقرضة وهي الديناصورات، وتعتبر من الأشجار المعمرة فتبلغ من العمر قرناً كاملاً أو أكثر، ويستخدم هذا النوع من الأوراق لعلاج العديد من الأمراض المتعلقة بفقدان الذاكرة.
فوائد عشبة الجنكة الطبّية
احتوائها على مضادات حيوية: فتحتوي أوراق هذه الشجرة على بعض المركبات التي تتسم بقوتها؛ لأنّها تحتوي على المضادات المفيدة، ومنا أشهرها مضاد جنكو ومضاد تربين، حيث تعمل هذه المضادات على منع فشل نمو خلايا الجسم وتلفها، وتعمل على إحيائها وعلاجها، ولعل هذه الخلايا التالفة هي السبب في الأمراض المتعلّقة بكبر العمر، وهذا يستنتجه الباحثون من طبيعة الأمراض التي تشببها.
قدرتها على تثبيط عمل الصفائح: فتحتوي أوراقها على مواد لها القدرة على إبطال عمل المواد التي تعمل على تنشيط الصفائح في الدم، وقد أدرك العلماء منذ زمن ليس بالبعيد، بأنّ هذه العوامل التي تعمل على تنشيط الصفائح لها دور كبير في إصابة الجسم بأمراض خطيرة مثل: سريان الدم، وأزمات القلب وغيرها، فتقوم هذه الأعشاب بدورها على تثبيط عمل هذه العوامل، وتحمي الجسم.
أمراض تعالجها عشبة الجنكة
مرض فقدان الذكرة: تقوم الجنكة على بعض أشياء في علاج مرض كالزهايمر، فكما تشير الدراسات المثبتة بعد الأبحاث العلمية لها، والتجارب المطبقة بشكل واقعي إلى أنّ الجنكة تعمل على حماية ووقاية قدرات المعرفة العقلية لحالات الزهايمر، غير أنّها تعمل على خفض مستوى التراجع الذاكري لمرضى الزهايمر، وهذا ما أثبتته كلية الطب في احد دول الولايات المتحدة قبل بضعة سنين.
ضعف اكتمال الدورة الدموية داخل الدماغ: وقد يجمع الكثيرون على أن هذا المرض، لا يحدث في حالات كثيرة بل هي حالات مرتبطة بالكبر في العمر، وتقدم الزمن مع الأشخاص، فيحدث ضعف وعدم اكتمال الدروة الدموية للمخ، فلا تصل كمية الدم بالشكل الكامل المطلوب للمخ، ومن أهمّ المخاطر التي يسببها هذا المرض هو فقدان القدرة على تذكر بعض الأشياء والمعلومات، أمّا عن الجنكة فقد أشارت وأثبتت بعض الأبحاث والدراسات الأوروبية والبريطانية؛ لأنّ السبب في القصور هو عدم وجود كمية الجنكة بشكل كافي، وأن كل من تم علاجهم بأن تم تزويدهم بجرعات من المادة قد ظهرت عليهم النتائج بشكل جيد.
الوقاية من الأمراض التي قد تصيب القلب: بما أن عشبة الجنكة تعمل بدورها الفعال على تسهيل جريان الدم في الأوعية وإيصالها للمخ، فهي أيضاً مسؤولة كذلك عن توزيع وإيصال الدم لجميع أوردة الجسم والقلب، فتقوم الجنكة بالحفاظ على الجسم من أمراض خطيرة تصيب القلب كالأزمة القلبية، والجلطات، وغيرها من الأمراض الخطيرة، فهي تحتوي على مضادات تمنع حدوث تلك الأمراض.
علاج أمراض التي تتعلق بالحركة: فقد يصاب أحد الأشخاص بأمراض ناتجة عن ضعف في الأوعية الناقلة للدماء في الجسم، فلا يغدو قادراً على تحريك أعضاء جسده، وخاصة أقدامه وهذا ما يسميه الأطباء بالعرج، ولأن الجنكة عملاً مهماً في تسريع وتنظيم سريان الدم داخل الجسم فهو علاج فعال لهذه الأمراض أيضاً، وقد أشارت لهذه الملاحظات أبحاث ألمانية بأن الأشخاص المصابون بالمرض تمت عملية علاجهم بالجنكة، فكانت المسافة التي قطعوها في السير بعد تناول الدواء، هي نصف المسافة التي يسيرونها دون دواء، فيصبح مجمل المسافة ما مقداره 50% زيادة عن معدل المشي الطبيعي للمرضى.
الحماية من مرض السكر والإدمان: فقد اكتشف الباحثون أن نبات الجنكة يحتوي على إنزيمات لها دور كبير في تقليل نسبة الكحول في الدم بعملية تسمى التمثيل، وهي بالتالي تخفف من نسبة السكر في الدم وتعمل على تنظيمه.
علاج أمراض العين: ومن أشهر هذه الأمراض حالة تسمى الضمور للبقعة الصفراء للعين، وهذه البقعة مسؤولة عن البصر في العين، ويتعرض الكبار لتدهور في هذه البقعة فيصعب عليهم رؤية الأشياء بوضوح، فيستخدم نبات الجنكة لهذه الحالات، وتشير التجارب إلى أن كل من استخدم الجنكة قد بات ينظر بشكل أوضح، بعد استخدامه لأوراق نبتة الجنكة كما وُصِفت لهم.
الصمم الناتج عن تلف قوقعة الأذن: يعتقد الباحثون أنّ الصمم ينتج عن نقص الإمداد الدموي إلى الأعصاب الخاصة بالسمع. قارنت دراسة فرنسية أثر الجنكة بأثر العقاقير المعتادة لعلاج الصمم الناتج عن تلف قوقعة الأذن، أظهرت الدراسة تحمسنا في المجموعتين، ولكن كان التحسن أفضل في المجموعة التي استخدمت الجنكة.
آلام الرأس والدوار: تستخدم نبات الجنكة كمادة فعالة داخل أٌقراص، وتعطي لجميع المرضى الذين يصابون بالدوار الحاد في الرأس، أو يمكن أن تستخلص بطريقة أخرى، ولكن الجدير بالذكر أن للجنكة دور مهم جداً في علاج أمرض الشعور بآلام في الرأس والدوار، وأثبتت هذه النظرية أبحاث فرنسية أُجريت على أكثر من سبعين شخصاً مصاباً بالمرض، وقد أبدت الجنكة نتائج مذهلة في عملية العلاج.
خاتمة
إنّ للجنكة فوائد كثيرة جداً في علاج وشفاء أمراض مختلفة بشتى أنواعها، ولكن للجنكة تعليمات وإرشادات يجب اتباعها قبل استخدامها كي يتم الاستفادة منها بشكلٍ سليم، فتعتبر مادة الجنكة مادة غير آمنة بالشكل التام على النساء الحوامل، واللواتي يرضعن أيضاً، ولكنها آمنة لجميع الأفراد دون ذلك ما لم يكون الفرد شاكياً من مرض كالتجلط أو أن يكون متعاطياً لأدوية مضادة للتجلط، ومن المهم أيضاً معرفة مقدار تلك الجرعات التي يجب ان تتناولها، فإذا تناولت جرعة ما وبدت عليك آثار جانبية ملحوظة كالشعور بالغثيان، وعدم القدرة على الحركة النشيطة، فعليك تقليل الكمية المستخدمة في الجرعة القادمة، ومن الأمور التي تجعلك أكثر حباً لهذه النبتة أنّهاتتمتّع بعدم وجود أعراض جانبية أخرى تضر بصحة المريض، فهي مادة ليست مضرة، بل فيها كل الفائدة للدم والأوعية.
لعل من أهم الإرشادات المتعلقة بهذه النبتة وبعلاجها هي المتابعة مع الطبيب المختص، فلا تأخذ جرعة، ولا تعمل على تقليل أو زيادة الكمية المطلوبة إلّا بوصفات من الطبيب المتابع للحالة، وفي هذا ضمان لك بالشفاء التام والتخلص من جميع الاضطرابات والقلق المتعلّق بشأن المرض، والعودة للحيوية من جديد.