لا يخفى على الكثيرين حركة استنشاق غاز الهيليوم وأثرها على صوت الإنسان، فربما يكون البعض قد شاهدها في إعلان أو في أحد الأفلام أو حتى جربها، وفي هذا المقال سنتحدث عن السبب من وراء التغير في صوتنا بسبب هذا الغاز.
لماذا يجعل غاز الهيليوم أصواتنا مضحكة؟
ذرة غاز الهيليوم تقع في المرتبة الثانية في جدول العناصر الكيميائية، كما يعتبر الهيليوم ثاني أكثر العناصر وفرةً في العالم بعد الهيدروجين، وبهذا لا يجب أن نخشى فناءه بسبب استخدامه في بعض أمور المرح كنفخ البلالين.
أما أثر الهيليوم على الصوت وتغييره فله علاقة بخفة وزن الهيليوم، فبما أن الجهاز الصوتي يعتمد على الهواء الذي يخرج من الحنجرة محركًا للأوتار الصوتية، فإن التلاعب بوزن الهواء الذي يخرج ومدى سرعته ستؤثر على حدة الصوت وسرعته.
فالصوت الطبيعي الذي نسمعه ينتقل عبر الهواء الطبيعي الذي يضم النيتروجين بنسبة 78% والأوكسجين بنسبة 20.9% وغازات أخرى، ولكن لو مر الصوت عن طريق هواء يغلب فيه الهيليوم، فإنه سيكون أسرع وستتمدد موجات الصوت فيه، وذلك لأن كتلة الهيليوم أصغر من كتلة النيتروجين بسبع مرات، وبهذا سيتحرك الصوت بشكل أسرع.
أخيرًا بالنسبة لغاز الهيليوم واستنشاقه، قد يبدو الأمر ممتعًا ولكنه لا يخلو من المخاطر، فاستنشاق غاز الهيليوم كثيرًا قد يخنقك، أو حتى قد يتسبب بتمزيق أنسجة الرئة بسبب سرعة حركته، لذلك قد يفضل الابتعاد عن استنشاقه.
هل هناك غازات أخرى تؤثر على الصوت؟
بما أن غاز الهيليوم أثر على الصوت بسبب خفته، فقد يتساءل البعض إذا ما كان هناك غازات أخرى ثقيلة لها أثر عكسي؟ وهو أمر صحيح، حيث أن غازات مثل غاز الزينون والكبريت لها أثر عكس الهيليوم، حيث أنها تجعل الصوت يتحرك بطريقة أبطأ مما يجعل الصوت يشبه الأصوات في مقاطع الفيديو البطيئة.
يستخدم غاز الزينون عادةً في ملء مصابيح الإضاءة.