بالطبع الكل يعرف ما هو الببغاء ذاك الطائر الجميل بألوانه الزاهيّة وبصوته الذي يميل إلى كونه مزعجاً في بعض الأحيان، لكن وبالرغم من ذلك فإنّ هذا النوع من الطيور جذب انتباه الإنسان فأخذ يصوره من ضمن شخصيّات الرسوم المتحركة وفي الروايات والقصص ولطالما ارتبط وجوده في أذهاننا مع القراصنة، ففي مُعظم الروايّات والقصص يظهر قائد القراصنة وحتى قبطان السفينة وعلى كتفه هذا الطائر. ولعل من أحد الأسباب التي جعل بعض الناس يرغبون باقتناء الببغاء هو قدرته على تقليد بعض الأصوات وترديد الكلام فتراهم يعلمونها مُختلف الكلمات من كلمة مرحباً وكيف حالك وغيرها، والجدير بالذكر أنّ مُعظم طيور الببغاء وهي في الطبيعة في بيئتها وموطنها الأصليّ لا تُردد أصوات الطيور والحيوانات الأخرى ولا حتى أصوات بعضها بل يقتصر الصوت الصادر منها على الصراخ والصفير، وقدرتها المذهلة على تعلم الكلام يأتي من كون هذه الطيور فلنقل اجتماعيّة وقادرة على التأقلم والتكييف وذكيّة نوعاً ما.
وبشكلٍ عام يُمكن القول بأنّ ما يميز الببغاء رأسه ذو الحجم الكبير وعنقه ذات الحجم الصغير إضافة إلى منقاره الصلب والذين يكون مؤذيّاً جداً إذ ما تعرض أحداً لنقرة منه فهو مصمم بهذا الشكل ليساعد على تكسير الأشياء الصلبة من طعام وغيرها كقشرة الجوز مثلاً وكما أنّ له لساناً غليطاً ومخالبه معقوفة لكي يتمكن من التعلق بالأشجار والأغصان، وتتنوع ألوانه والتي تتميز بزهوها ما بين الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق. وعدا عن قدرة بعض أنواع الببغاء على تقليد الصوت فإنّهُ أيضاً يمتاز بأنّ عمر بعض أنواعه طويل. تعيش هذه الطيور في المناطق الدافئة مثل الهند والمناطق الشرقيّة من آسيا والمناطق الغربيّة من إفريقيا وكما تتواجد في أستراليا ونيوزلندا وكذلك في أمريكا اللاتينيّة، كما في البرازيل فطيور الببغاء لا تغيب عن احتفالات ريو دي جينيرو.
بالرغم من كون هذه الطيور اجتماعيّة إلّا أنّها تعاني من مشكلة الغيرة، فهي تعيش في مجموعات كبيرة لكنها تكون مُنفصلة إمّا من الذكور وإمّا من الإناث، ولذلك لمن يرغب بتربيّة الببغاوات لا بُدّ من أنّ يكون هناك نوعٌ واحد من الطيور في القفص أي أنّهُ لا مانع من وضع طائر آخر معها حتى لا تشعر بالوحدة لكن من نفس فصيلتها، وكما يجب أن يكون القفص واسعاً لكي يتمكن من الطيران إضافة إلى توفير بعض الديكورات من أغصان ونباتات وغيرها في القفص لكي يشعر الصير وكأنّهُ في بيئته وكذلك توفير عارضة لكي يجلس الطير عليها، لا بُدّ من المحافظة على نظافة القفص وأوعيّة الماء وأوعيّة الطعام وتوفير ماء نظيف له لغرض الاستحمام. أمّا عن الطعام الذي يأكله الببغاء فلا بد من توفير الطعام المناسب له وتوفير الغذاء المتوازن وذلك من الحبوب بمختلف أنواعها، وينصح بتوفير البرغل من ضمن النظام الغذائيّ لهذه الطيور وذلك لتسهيل عمليّة الهضم، وكما يأكل الببغاء الخضار كالخس وغيرها وكذلك الفواكه كالتفاح، وتستطيع أن تأكل أيضاً الحبار ولذلك لا بُدّ من محاولة توفير ذلك من الحين للآخر.