الزوج هو طرف في العلاقة الزوجية، لم نقل هو الطرف الأول ولا الثاني، مع أن العلاقة الزوجية مبنية على طرفين، ولكن هذان الطرفان متساويان في هذه العلاقة. واالزوج هو العنصر المموِّل للبيت، هو القوَّام على البيت من كل نواحي الإنفاق والقوامة. وللزوج واجبات على زوجته يجب عليها أن تؤديها له على أكمل وجه، وهذه الواجبات حتى لو تلقاها الزوج كاملة؛ فقد لا تضفي عليه السعادة التي يرجوها من علاقته الزوجية، فالسعادة ليست في تتزيَّن له زوجته، ولا أن تلبس له أجمل الملابس، ولا أن تطبخ له من المأكولات ما لذَّ وطاب، ولا أن تسمع كلامه وتُطيع أوامره. هذه الأمور من مقوِّمات السعادة ولكنها ليست السعادة في حدِّ ذاتها.
يشعر الرجل بالسعادة بعد عودته من يوم عملٍ طويلٍ إلى بيته؛ فيجد زوجته تستقبله بابتسامة عريضة ووجهٍ بشوش، وتكون هذه الإبتسامة نابعة من قلبها، لست تصنُّعاً ولا تكلُّفاً. تكون قد ارتدت له ما يحِبُّ من الملابس وهي راضية قانِعة، تقفُ معه وهو يغيِّر ملابسه لتطمئن على أحواله وتسأله عن يومه وعمله؛ بما لا يُضفي الضجر عليه. تعرف المرأة إن كان زوجها سعيداً في يومه خارج المنزل أم لا، إن لم يكن يومه سعيداً؛ فيجب أن تحتضنه وتحاول أن تسيه همَّ يومه، تكون عوناً له على همومه والأداة التي تزيلهم من قلبه. وكم هو جميلٌ أن يجد الرجل عند عودته طعاماً يحبه، تكون الزوجة قد عملته خصيصاً لأن زوجها يحب هذا النوع من الطعام.
ما يزعج الرجل هو كثرة الطلبات من الزوجة؛ وعلى الأخص الغير ضروري منها، وأكثر الأمور إزعاجاً له هو كثرة الإلحاح بالطلبات. فهو لا يحب الإلحاح مهما كان الأمر ضرورياً، فعلى المرأة العاقلة التي ترتجي سعادة زوجها؛ أن تُخفَّف كثيراً من الإلحاح، فليس من الضروري أن ترسل له رسالة على هاتفه كل عشر دقائق لتُذكِّره بموعد زيارتها لأهلها أو موعد زيارتها للطبيب، أو حتى بالأغراض المنزلية التي تريدها، يكفي مرة واحدة عن الطلب؛ ومرة قبل موعد مغادرة الزوج لمكان عمله. طاعة الزوج هو من الأمور الواجبة على الزوجة، ولكن ليس في الطاعة المقرونة بالعبوس من أي أمرٍ يجلب السعادة، بل على العكس، تكون مصدر همٍّ للرجل، حتى أنه قد يوافق على أمرٍ رفضه من أجل أن يتخلَّص من النظرة العابسة على وجه زوجته؛ والتي قد يقتقِدُ أحياناً أن كل بحور العالم لا تغسلها، وتأكدي أن تلبية طلبك بعد هكذا أمر باعث للتعاسة له.
يحتاج الرجل إلى صدرٍ حنون يُلقي عليه همومه وآلآمه، يحتاج أن يتحدَّث مع شخصٍ يسمعه ويفهمه، شخصٌ يحتويه ويُبعِده عن العالم الذي أتى منه. المرأة المدبِّرة هي امرأة تعرف كيف تُسعِد زوجها، الزوج الصالح لا يبخل على زوجته وبيته، ويكون مسروراً في كل شيءٍ يُحضِره للبيت، وفي المقابل يجب على المرأة أن تُراعي زوجها في هذه الناحية، لا تجعله يشعر أنه عبارة عن ماكنة صرَّاف آلي لإحضار النقود وهي من واجبها أن تصرفها كاملة، بل تقتصد وتُدبِّؤ، تترك المصاريف التي ليس لها داعٍ من أجل أكورٍ أخرى أكثر أهمية، تعرف كيف تصرف وفيما تصرف، لا تبخل ولا تقتِّر.
الأمور التي تجعل الرجل سعيداً هي أمورٌ بسيطة جداً لا تكليف فيها، السعادة شعور وأحاسيس؛ ليست أفعال، فالفعل إن لم يقترن بإحساس أصيلٍ لا كون له معنى. إن مجرَّد سلطة بسيطة تعملها الزوجة لزوجها بحب؛ هي أفضل من أصعب طبخة في العالم تُقدِّمها له والعبوس يملا محياها