جدد «خونسو»، أشهر ملوك الفراعنة المصريين، أمام أكثر من ألف سائح صداقته للقمر، الذي تعامد على وجهه، مساء أول من أمس (الجمعة)، في معبده بمدينة الأقصر في أقصى جنوب مصر. حيث اتجهت أنظار السياح إلى ثالوث طيبة المقدس بالدولة الحديثة في مصر القديمة (آمون رع وزوجته موت ابنة خونسو).في ظاهرة لا تتكرر إلا كل سنتين و7 أشهر، تعامد القمر «البدر الأزرق» على معابد الكرنك، وتحديدا على وجه «خونسو» إله القمر، وفق الأساطير الفرعونية، وسط تصفيق المصريين والأجانب المشاركين في الاحتفالية التي حضرها الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بجامعة حلوان، قرب القاهرة، والدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، وأصحاب الشركات السياحية، ومندوب عن هيئة تنشيط السياحة.وقال الدكتور شلتوت خلال الاحتفالية إن «البدر تعامد على معابد الكرنك ومختلف المعالم الأثرية في الأقصر في ظاهرة فلكية فريدة يطلق عليها اسم (القمر الأزرق)، حيث إن غالبية الأشعة الصادرة عن القمر تكتسب لونا أزرق». أما محافظ الأقصر، فأكد أن «الاحتفال برصد تمام القمر على معابد الكرنك يعد حدثا من أهم الأحداث التي تسعى المحافظة لاستغلالها في تنشيط وجذب السياحة ولزيادة المناسبات على الأجندة السياحية». وأوضح المحافظ أن «هذا الحدث خير شاهد على العبقرية العلمية للمصريين القدماء، الذين رصدوا السماء دوريا، وانهمك علماء الفلك بالبحث والدراسة، واستخدموا ما شاهدوه؛ فدرسوه وبحثوه في تأسيس التقويم المصري، ولكن ما زالت في الكون أسرار تحتاج للبحث والدراسة».يقع معبد خونسو في الركن الجنوبي الغربي لمعبد الكرنك، أكبر المعابد الفرعونية، وبناه الملك رمسيس الثالث، ووسعه وأضاف إليه ملوك الفراعنة من بعده، ويتكون من صرح وفناء ذي أعمدة على شكل نبات البردي، ودهليز به 12 عمودا، ثم بهو الأعمدة الذي تظهر على جدرانه نقوش ملوك الأسرة العشرين