على جبين المساء الإزوردي
المكلل بالصمت
والمتلحف بعباءة الحيرة
تسترخي قوارب الشعر
بإطمئنان .
أطل على الشطٱن
من نافذة الشفق الوردي
المتشبع بالبريق والندى .
فأرى القصيدة تتسكع على قوس قزح
وتحوم حول الماء .
ألج لجة الماء وأعوم في بحر القواميس والكلمات .
أستنهض التبعثر كي يلتم الضوء
على أطراف الورق المشرب بالسؤال .
و بعصا مسحورة أنكز طيف الالوان
وأهش على قطيع المعاني كي تأوي
إلى حضن القصيدة غزالة .
ولكي تصحو الحروف الشاردة
وتنهض من غفلتها
أدس رسالة عشق تتوهج بالحروف
في طياتها مزيج من الرعشة
وبخور من اللهفة المعطرة
في جيوب المساء الازوردي .
غارق على أوتار العود
وبضربات ريشتي
أعزف ترنيمة عشق من مقام البيات
و مقام الصبا .
و على المصحف الشريف أطوف
وأجول بنظري
وأقرء قصار السور والمعوذات .
أنقر على وتر وحدتي ....
أهدء من روعي ...
وأعلل ذاتي بشتى الحيل .
وأطلب مني أن أصبر وأتريث قليلا
ريثما تتبرج غانيتي
وترتدي الحلل .
تتأخر.....
وأعلل نفسي بطيب الأمل .
حتما ستأتي عروس أنيقة
تجر بخيلاء ثوب زفاف أبيض
حرير مطرز بالقصب .
وبعد طول إنتظار .. لم تأتي
حينها أعتراني الغضب .
أقتحمت حجرتها بثورة وصخب .
ويا للعجب .
رأيتها ماتزال عارية
تنام على سرير من ذهب .
الشاعر غسان ابو شقير