طال اهتمام الشعب التركي، خلال الأشهر القليلة الماضية، بأغرب قصة اختفاء لسيدة تركيا في المملكة العربية السعودية؛ فقد تمكنت عائلة تركية من التعرف إلى والدتهم المختفية في المملكة منذ 27 عامًا، إلا أنه قد تبين لهم حتى بعد التعرُّف إليها أن استعادتها لن تكون أمرًا سهلًا.
ذكرت وكالة “يورو نيوز” (15 فبراير 2017) أن قصة اختفاء السيدة التركية “فاهير كارا” أصبحت محل اهتمام الشعب التركي على الرغم من مرور 27 عامًا على اختفائها؛ نظرًا إلى استعانة عائلة “فاهير” بأحد الصحفيين الأتراك الناشطين في العمل الاجتماعي لكي يساعدهم على التأكد من هوية بائعة الهدايا التي أخذت تحدث الأتراك القادمين إلى المدينة المنورة أنها اختُطفت أثناء أدائها فريضة الحج، وأجبرت على المكث في المدينة طوال الـ27 عامًا الماضية.
وانتهت عملية البحث التي قام بها الصحفي التركي بالتأكد من أن تلك البائعة العجوز هي بالفعل الوالدة المفقودة لتلك العائلة التركية، إلا أنه تبين له كذلك أنه سيكون من الصعب جدًّا إعادة تلك الأم إلى ذويها في تركيا بكل بساطة؛ وذلك لأنها أصبحت زوجة لرجل في المملكة أنجبت منه 3 أطفال.
وأشارت الوكالة إلى أنه أصبح من الصعب جدًّا أن تعلن الأم التركية عن رغبتها في العودة إلى عائلتها في تركيا هكذا بكل بساطة؛ لأن هذا يعني أنها ستفارق أطفالها الثلاثة الصغار، كما سيعني كذلك القضاء على عائلتها التي تحيا معها حاليًّا في المملكة.
وحسب ما نقلته الوكالة عن الصحفي التركي، فإن قصة “فاهير” بدأت عام 1990؛ عندما سافرت مع زوجها لأداء فريضة الحج؛ حينها وقع حادث تدافع نفق المعيصم، وتعرضت هي وزوجها “عبدالله” لإصابات بالغة.
وقالت الوكالة إن السلطات السعودية نقلت “عبدالله” لتلقي العلاج بأحد مستشفياتها إلى أن تعافى وبدأ يبحث عن “فاهير” بجميع مستشفيات ومشارح المملكة، لكن دون جدوى، لينتهي به المقام بالعودة إلى تركيا دون أن يتمكن من معرفة مصير زوجته المفقودة.
وأوضحت الوكالة أنه عقب قيام الصحفي التركي بالبحث عن حقيقة ما حدث لـ”فاهير”، تبين له أن عامل نظافة يمنيًّا عثر عليها بين المصابين، وحملها على أنه سيذهب بها إلى أحد مستشفيات المملكة لتلقي العلاج، إلا أنه تمكن من الانتقال بها إلى المدينة، وعقب وصوله تزوجها وظلت حبيسة المنزل طوال 6 سنوات لم تخرج خلالها إلا لوضع أطفالها الثلاثة.
وكشفت الوكالة عن مشاورات دبلوماسية بين المملكة وتركيا للتوصل إلى حل يسمح للسيدة التركية بالعودة إلى مسقط رأسها (تركيا) دون أن تدمر أو تخسر عائلتها في المملكة بحسب صحيفة عاجل.
منقول