TODAY - July 23, 2010
الصدر يحذر من خطورة نفاذ صبر العراقيين ويدعو لتنازلات
تصاعد الضغوط الاميركية والقادة يسارعون لانهاء أزمة الحكومة
أسامة مهدي من لندن
في وقت تصاعدت فيه الضغوط الاميركية على القادة العراقيين من اجل تشكيل حكومتهم الجديدة "بدون تأخير" كما دعا الرئيس اوباما فقد دعا زعيما القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات اياد علاوي والائتلاف الوطني عمار الحكيم ضرورة القيام بتحرك سريع لانهاء هذه المهمة بمشاركة جميع الكتل الفائزة في الانتخابات والممثلة لجميع أطياف الشعب العراقي حيث سيشهد اليوم الجمعة تكثيفا في الحوارات السياسية بينما حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من خطورة نفاذ صبر الشعب العراقي مطالبا القادة بتنازلات متبادلة.
اكد علاوي والائتلاف والحكيم ضرورة القيام بتحرك سريع لتشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة جميع الكتل الفائزة في الانتخابات والممثلة لجميع أطياف الشعب العراقي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده علاوي والحكيم عقب مباحثات في بغداد حيث اشار علاوي الى ان اجتماعات اخرى ستعقد بشكل منتظم بين القائمة العراقية والائتلاف الوطني وصولاً الى تشكيل حكومة وطنية.
من جانبه اكد الحكيم ان اللقاء كان معمقا وان وجهات النظر كانت متقاربه بشكل كبير موضحا ان اجتماعات موسعه اخرى ستعقد بين العراقية والائتلاف الوطني من اجل التوصل الى مواقف حاسمة. . وقال "نعيش حالة التفاؤل بانفراج الازمة والوصول الى نتائج مفرحة للشعب العراقي". واوضح ان المدة الزمنية التي حددت لانعقاد مجلس النواب والبالغة أسبوعان قصيرة ما يستدعي إجراءات سريعة.
وحول نتائج الاجتماع قال القيادي في العراقية محمد علاوي ان الاجتماع كان ايجابيا لكنه لم يصل الى الحل “السحري” لمشكلة الرئاسات الثلاث. واوضح في تصريح صحافي أن "هذه اللقاءات والاحاديث تصب في التحضير لتشكيل حكومة المشاركة الوطنية". واشار الى ان اليوم الجمعة سيكون هناك اجتماع "للجنة المصغرة بين العراقية ودولة القانون بزعامة المالكي كما لدينا حراك سياسي فوق العادة اذ سيكون هناك اجتماع صباح الجمعة مع الائتلاف الوطني وفي الليل مع دولة القانون". وقال " انتقلنا الان الى مراحل اكثر تفصيلية في اللقاءات لكن هناك الكثير من الامور لا تزال الان في مراحلها الاولية".
واضاف "لا نزال الان في مرحلة المفاوضات لان القضية معقدة جدا ولم نصل الى حل نهائي لغاية الان". وقال "بالنهاية نريد حكومة مشاركة وطنية بما فيها الكرد وهناك نية للقاء السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان لكن الموعد لم يحدد لغاية الان بارزاني خارج اريبل حاليا". وحول تحرك العراقية على اغلب الكتل الفائزة قال علاوي "مفاوضاتنا مع كل الكتل السياسية تاتي لبقاء كل الخيارات مفتوحة اما العراقية".
وكان علاوي بحث في دمشق الاثنين الماضي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قضية تشكيل الحكومة اعقبه في اليوم التالي اجتماع مغلق لعلاوي مع زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد لبحث الموضوع نفسه. وقد حذر الصدر من أن صبر الشعب العراقي على تأخر تشكيل الحكومة سينفذ قريباً داعياً جميع الكتل السياسية الى التنازل والتحلي بالروح الوطنية. وقال الصدر أثنفي مقابلة تلفزيونية ان الشعب العراقي سينفذ صبره قريباً وعلى الجميع التنازل بقدر الامكان والتحلي بالروح الوطنية لانهاء هذه الأزمة لصالح الشعب العراقي.
وحول ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء اوضح الصدر ان مرشح دولة القانون مرفوض من قبل فئة كبيرة من العراقيين، مؤكداً عدم وجود أي اتفاق مع ائتلاف دولة القانون حول تشكيل الحكومة الجديدة. وبشأن لقائه الاخير مع رئيس ائتلاف العراقية إياد علاوي تمنى الصدر ان يكون ذلك اللقاء مثمراً وإيجابياً وأن يصب في صالح الشعب العراقي. واضاف الصدر ان عقدة العقد في الازمة السياسية العراقية الحالية هو التمسك بالسلطة من قبل من ذاقوا حلاوتها على حد تعبيره. واكد الصدر على ان التيار الصدري سيظل تيارا للمقاومة حتى يخروج الاحتلال التام من البلاد وان العمل السياسي متواصل الى جانب العمل العسكري من اجل هذا الهدف. واشار الى ان التدخل الخارجي موجود في العملية السياسية داعيا السياسيين الى مزيد من الاستقلال في قراراتهم خلال المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة.
وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد البلاد منذ اعلان نتائج الانتخابات التي جرت في السابع من آذار (مارس) الماضي حوارات سياسية بين الكتل الاربع الفائزة فيها لتشكيل الحكومة الا أنها لم تنجح حتى الان بالاتفاق على تشكيل الحكومة نظرا للخلافات السياسية والقانونية بشأن الكتلة التي ستكلف بتشكيل الحكومة المقبلة. وكان رؤساء الكتل السياسية قد اتفقوا في الثاني عشر من الشهر الحالي على تمديد مدة الجلسة المفتوحة لمجلس النواب 15 يوما اضافية لاعطاء فرصة للكتل السياسية من أجل التوصل الى اتفاق بشأن تسمية الرئاسات الثلاث وحسم ملف تشكيل الحكومة. وانعقدت الجلسة الاولى لمجلس النواب العراقي في الرابع عشر من الشهر الماضي لكنها اقتصرت على أداء الاعضاء اليمين الدستورية جماعيا.
اوباما وبايدن يدعوان القادة العراقيين لتشكيل الحكومة دون تأخير
وفي وقت سابق اليوم اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الوقت قد حان للاطراف العراقية كي تشكل حكومة "بدون تأخير" لوضع حد للفراغ السياسي المستمر منذ اربعة اشهر في بغداد. وجاءت دعوة اوباما خلال اجتماع مع السفير الاميركي في العراق كريستوفر هيل وقائد القوات الاميركية في هذا البلد الجنرال راي اوديرنو، حسب ما اعلن البيت الابيض قائلا "بعد نجاح الانتخابات الديمقوقراطية العراقية في الربيع، اوضح الرئيس ان الوقت قد حان كي يتحمل القادة العراقيون مسؤولياتهم الدستورية ويشكلوا حكومة بدون تأخير".
واشار البيت الأبيض الى ان الرئيس أوباما التقى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو والسفير الأميركي لدى العراق كريس هيل اللذين أطلعاه على التطورات المتعلقة بالمفاوضات العراقية لتشكيل حكومة جديدة والوضع الأمني على الأرض وانسحاب القوات الأميركية الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية المهمة القتالية في نهاية الشهر المقبل. وقال أوباما انه "بعد الانتخابات الديمقراطية الناجحة في العراق خلال فصل الربيع الماضي حان الوقت حتى يمارس القادة العراقييون مسؤولياتهم الدستورية ويشكلوا حكومة من دون أي تأخير". وأعرب عن أسفه للهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء امس والذي ادى الى مقتل واصابة 18 موظفا في السفارة الاميركية ببغداد لكنه رحب بتقرير الجنرال أوديرنو الذي أوضح ان وتيرة الحوادث الأمنية في العراق هي في أدنى مستوياتها. ورحب أوباما أيضاً بتقرير أوديرنو الذي أفاد ان خفض القوات الأميركية في العراق إلى 50 ألف جندي مع حلول آخر آب/أغسطس المقبل يحصل بوتيرة أسرع من المخطط له.
يذكر ان هيل وأوديرنو يزوران واشنطن للمشاركة في مؤتمر حول التخطيط لانتقال أميركا من الوضع العسكري إلى المدني في العراق. وأكد أوباما التزامه بالشركة بين أميركا والعراق قائلاً انه "فيما نقلص عديد القوات الأميركية في العراق سنعزز التعاون في مجالات مثل التعليم وحكم القانون والتجارة والتكنولوجيا".
من جهته اتصل نائب الرئيس جو بايدن برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات أياد علاوي وتباحث معهما في التطورات الأخيرة بالعراق. وشدد بايدن على ضرورة تشكيل حكومة عراقية شاملة، مشيراً إلى ان الولايات المتحدة تتوقع أن تلعب الائتلافات الاربعة التي فازت في الانتخابات دوراً في تشكيل حكومة جديدة. وقال بيان للبيت الابيض إن نائب الرئيس الاميركي ركز في الاتصال الهاتفي على الدعوة لحكومة عراقية شاملة، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة الأميركية تتوقع من كل الائتلافات العراقية الفائزة في الانتخابات القيام بدور فعال في عملية تشكيل الحكومة الجديدة. وأضاف البيان ان بايدن أبدى "دعم جهود قادة العراق لتشكيل - دون ابطاء - حكومة قادرة على العمل لصالح الشعب العراقي" مشددا على "التزام الولايات المتحدة ببناء علاقة طويلة الأمد مع العراق".
elaph