اتباع نظام غذائي محدد مهم في حالة علاج مرض النقرس، فهذا النوع من المرض يرتبط تطوره السلبي أو الإيجابي بأنواع الوجبات والمشروبات التي يتناولها المريض، فهناك بعض الأطعمة المفيدة في حالات الأشخاص المصابين بهذه المرض، وتساهم بشكل كبير في تخفيف أعراضة وأوجاعه، فهو من الأمراض التي تسبب ألماً مزعجاً وحاداً في مفاصل الجسم، ويحتاج الشخص إلى أية وسيلة للتخلص من هذه الأوجاع التي تؤرق حياته، ولذلك فإن جزءاً كبيراً من علاج مرض النقرس والتخفيف من أغراضه يتعلق بالنظام الغذائي المناسب، فمن المعروف أن السبب وراء الإصابة بهذا المرض هو الزيادة الكبيرة في معدلات حمض اليوريك التي تنتجها البورينات، والطعام يعد من المصادر الرئيسية لهذه المسببات، وسوف نقدم في هذا الموضوع بعض الأطعمة والمشروبات والفواكه المفيدة لعلاج مرضى النقرس ضمن نظام غذائي شامل، كما نستعرض بعض الأغذية التي يمكن أن تكون درعاً ووقاية من الإصابة بهذا المرض، إضافة إلى المأكولات التي يحذر الأطباء منها مريض النقرس تناولها، والتي تزيد من تفاقم وضع المرض وحالة المصاب.
الكثير من المواد الغذائية المتنوعة غنية بالبيورينات، بالإضافة إلى ما يتم إنتاجه من هذه المركبات في الجسم نفسه، وهذه البيورينات مصدر اليوريا، والتي تشكل البلورات الصلبة التي تضغط على المفاصل وتسبب الألم، وسوف نقدم بعض الأطعمة الملأى بهذه المادة، لكي يتجنبها المصابون بهذا المرض، وهذه المأكولات محذورة برأي الأطباء المتخصصين، ووجد هؤلاء الأطباء أن الحمية الغذائية التي تتبع في حالة مرضى النقرس تأتي بنتيجة جيدة، فهي أولاً تساعد على تخفيض الوزن للوصول إلى الجسم المثالي، لأن السمنة تزيد من فرص تفاقم مرض النقرس، وهذه الحمية الغذائية هي التي تحدد مقدار البيورينات التي يحصل عليها الجسم، وبذلك يساعد على تقليل إنتاج حمض اليوريك.
تجنب اللحوم الحمراء
ينصح الأطباء المتخصصون في داء النقرس تجنب المرضى بهذه الحالة تناول بعض الأكلات التي تؤجج من حالة النقرس وتزيد أعراضه ومضاعفاته، ومن ثم ينتشر في جميع مفاصل الجسم، ومن هذه الأطعمة اللحوم الحمراء وبعض البروتينات الحيوانية، فيجب الابتعاد تماماً عن اللحوم الحمراء واستبدالها باللحوم البيضاء، فهي تعطي للجسم نفس فائدة اللحوم الحمراء وتبعده عن الأضرار، وكذلك الامتناع عن لحوم الماعز والضأن وعدم تناول الكبدة بكافة أنواعها وطرق طهيها والكلاوي والأحشاء الداخلية لهذه الحيوانات، كما يفضل التقليل من الأسماك المقلية في الزيت أيضاً، والابتعاد عن المأكولات البحرية مثل الجمبري والرنجة والماكريل والسالمون والانشوجة والمحار وسرطان البحر وبلح البحر والرنجة والفسيخ والسمك المملح، رغم أن بعض الأطباء أشار إلى أن الجمبري وأسماك الثعبان وسرطان البحر ليس منها ضرر، ولكن الاحتياط واجب في التقليل من هذه الأنواع أيضاً، ومن الضروري الابتعاد عن الباذنجان والخرشوف والبسلة والمخلل والبهارات والتوابل.
منع الصودا والعصير
كما يجب امتناع مرضى النقرس عن شرب المياه الغازية بصفة عامة والكولا والبيبسي بصفة خاصة، وكل المشروبات السمراء، حيث إن مادة الكولا تصيب الأشخاص بهشاشة العظام إضافة إلى تفاقم النقرس، وينصح الأطباء البعد عن العصائر التي يضاف إليها السكريات بكافة أنواعها، لأن السكر من العوامل التي تساعد على زيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم، كما أثبتت الأبحاث أن تناول الديك الرومي يسبب تطور النقرس، رغم أنه يعد من اللحوم البيضاء، فهو من اكثر اللحوم الغنية بالبروتينات، ولذلك يحذرون من تناوله ويجب تجنبه، كما يجب الابتعاد تماماً عن القرنبيط والسبانخ وعيش الغراب والفطر، وفصيلة نبات الهليون عموماً، والسبب أنها من الخضراوات الغنية بكميات كبيرة من البروتينات، والطبيعي أن يتجنب مريض النقرس تناول الخمور والمشروبات الكحولية وأي مشربات أو أطعمة تحتوي على الخميرة، وعموماً يجب البعد عن الدهون والفول والعدس والبقوليات عموماً.
البرتقال والفلفل للوقاية
ومن الأطعمة التي تساهم بشكل كبير في الوقاية من الإصابة بمرض النقرس، هي تلك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «سي»، حيث كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة تحتوي على كميات عالية من فيتامين «سي» لا يصيبهم مرض النقرس، لأن هذا الفيتامين قام بدور كبير في الوقاية من هذا المرض، وهذه الدراسة تمت على 50 ألف متبرع، كانوا يتناولون وجبات مضاف إليها كميات وفيرة من هذا الفيتامين، واستمرت الدراسة 15 عاماً متواصلة، وكشف الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا 1200 ملجرام من فيتامين «سي» يومياً تناقصت احتمالات إصابتهم بمرض النقرس بنسبة 40%، وإن الأشخاص الذين تناولوا جرعة 1500 ملجرام من الفيتامين يوميا انخفضت فرص إصابتهم بنسبة 51%، حيث يعمل فيتامين «سي» على تخفيض حامض البوليك في الدم، وهو المسبب للترسيبات والتكوينات للأجسام الصلبة على المفاصل وتسبب المرض، وأولى هذه الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «سي» بوفرة هي فاكهة البرتقال، حيث تحتوي البرتقالة على 70 ملجرام من الفيتامين، ومن الخضراوات الفلفل الحار والحلو الأحمر والفلفل الأخضر، حيث يتضمن 150 جراماً من الفلفل ما يقرب من 105 ملجرامات من فيتامين «سي»، والفلفل الأحمر الحلو يحتوي على ثلاثة أضعاف البرتقالة، أي ما يقارب من 200 ملجرام، أما الفلفل الأخضر فيحتوي كل 100 جرام منه على 122 ملجرام من الفيتامين، وهذه الكمية تساوي 200% من الجرعة اليومية التي يحتاجها الشخص، كما أنه مصدر كبير من الألياف الغذائية القابلة للذوبان.
فيتامين «سي»
وتحتوي ثمرة واحدة من الكيوي على 75 ملجرام من فيتامين «سي»، كما أن كوباً واحداً من البابايا يحتوي على 90 ملجرام من الفيتامين، ولها دور أيضاً في تقوية عظام الجسم، وكوباً من فاكهة الفراولة يتضمن 86 ملجراماً من فيتامين «سي»، وغيرها من المركبات التي تقوي صحي القلب وتحافظ عليه، وتعمل على تبيض الأسنان، وفاكهة الأناناس تحمل 81 ملجراماً من الفيتامين، والكرنب أو الملفوف يوفر ما يقرب 82 ملجراماً من فيتامين «سي»، والبروكلي يحتوي على 135 ملجراماً من هذا الفيتامين، والبروكلي يوفر 135 ملجراماً من هذا الفيتامين، كما تضم المانجو 125 ملجراماً من هذه الفيتامين.
التين والموز للعلاج
أثبت دراسة جديدة أن فاكهة التين لها قدرة كبيرة على علاج مرض النقرس، حيث يحتوي على السكريات الأحادية وعناصر غذائية مهمة مثل المعادن والفيتامينات، ويساهم التين في ذوبان حمض اليوريا والذي يتكون ويترسب على مفاصل الجسم، والتين أيضاً يعالج الإمساك والبواسير المزمنة، كما أن الموز يقلل من النوبات الحادة لمرض النقرس ويساعد على علاج النقرس لأنه يحتوي على فيتامين «سي»، والعنب أيضاً من الفواكه التي تساهم في تخفيف حالة النقرس، والأبحاث بينت أن الجزر علاج فعال لحالة مرض النقرس ومنشط عام للجسم، واللوبيا لها دور كبير حيث تقلل كميات الأملاح وتقضي على مرض النقرس، وتعد من أحسن الوجبات لمرضى هذه الحالة، فهي من الأطعمة الفعالة في تخفيف نوبات الألم الحاد للنقرس وتخفيف أعراضه، وتقلل من حجم الالتهابات في المفاضل، فهي من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والبروتينات والألياف والمعادن وتحتوي على مركبات الانثوسيانين المضادة للأكسدة، وتعمل على تقليل التهابات المفاصل والألم وتقضي على الاحمرار في المفصل.
الماء ضروري
يجمع الأطباء على أن تناول الماء بكميات كافية ضروري ويعد علاجاً قوياً لمرضى النقرس، فشرب الماء يومياً بكميات كبيرة يساهم في نزول الكميات الزائدة من حمض اليوريك إلى خارج الجسم، وبالتالي لن يحدث تجمع ولا تراكم لهذه الأملاح على مفاصل الجسم، وتقدر كمية الماء اليومية التي من المفروض أن يتناولها المريض ما يقرب من 13 كوباً، وذلك في حالة شعر المريض ببداية أعراض مرض النقرس، وبعد انخفاض الأعراض يمكن التقليل من كمية الماء إلى 8 أكواب يومياً، ومن المهم أيضاً تناول الماء المقطر، لأن أغ
لبية المياه المعدنية تحتوي على بعض المعادن التي يمكن أن تترسب على المفاصل مسببة حالة التصلب، وأضرار إضافية على المفاصل.
عادات الغذاء
تشير الدراسات إلى أن دور الأطعمة بالغ الأهمية في العلاج والوقاية من مرض النقرس الذي انتشر بصورة شائعة، نتيجة العادات الغذائية الخاطئة وغير الصحية وتأثيراتها السلبية في الجسم، وتوصي الدراسة بإجراء فحص دوري على معدلات حمض اليوريك مرة أو مرتين في السنة، وعند الإصابة بهذا المرض لا بد من تغيير عادات الغذاء والالتزام بالحمية الغذائية المناسبة لهذه الحالة، والتقليل من البروتينات الحيوانية، ويفضل ألا يزيد إجمالي ما يتناوله الشخص على 120إلى 160 غراماً يومياً من اللحوم والأسماك، وتنصح الأبحاث تقليل نسب الدهون المشبعة في اليوم، بتناول كميات بسيطة من الحليب، وتجنب المرغرين والزبدة، وعدم استخدام طريقة القلي في إعداد الطعام، ويجب أن يكثر المريض من الغذاء الذي يحتوي على فيتامين «سي» ويقلل من الفينو والخبز الأبيض وأنواع الحلويات.