بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أمرنا بالكون معهم، فقال: ” اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (1) “. واجتهدوا في العمل بما أمروا به صغيرا كان أو كبيرا واحذروا ما حذروا قليلا كان أو كثيرا، فإنه من عمل بصغار الطاعات ارتقى إلى كبارها، ومن لم يجتنب قليل الذنوب ارتكب كثيرها. وقد روي: ” اتقوا المحقرات من الذنوب وهي قول العبد: ليت لا يكون لي غير هذا الذنب (2) “.
وروي: ” لا تنظر إلى الذنب وصغره ولكن انظر من تعصي به، فإنه الله العلي العظيم “. فإن الله إذا علم من عبده صحة نيته وخلوص طويته في طاعته ومحبته لمرضاته وكراهته لسخطه وفقه وأعانه وفتح له مسامع قلبه وكان كل يوم في مزيد فإن الاعمال بالنيات. وفقنا الله وإياكم لصالح الاعمال وسددنا في المقال، وأعاننا على أمر الدنيا والدين وجعلنا الله وإياكم من الذين إذا اعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا أساؤوا استغفروا، وجعل ما وهبه لنا من الايمان والتوحيد له والائتمام بالائمة مستقرا غير مستودع (3) إنه جواد كريم
—————————–
(1) التوبة – 120 وفى الكافي ج 1 ص 208 عن البزنطى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” قال: هم الائمة والصديقون بطاعتهم. وقال صاحب الوافى: لعل المراد أن الصادقين صنفان صنف منهم الائمة المعصومون عليهم السلام والاخر المصدقون بأن طاعتهم مفترضة من الله تعالى.
(2) في الكافي باب استصغار الذنب ج 2 ص 287 عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اتقوا المحقرات من الذنوب فانها لا تغفر. قلت: وما المحقرات ؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لى لم يكن لى غير ذلك. ويأتى أيضا في باب مواعظ أبى محمد العسكري عليه السلام من هذا الكتاب قوله عليه السلام: ” من الذنوب التى لا تغفر: ليتنى لا أؤاخذ الا بهذا “. (3) أي ايمانا مستقرا غير مستودع. (*)