الفروض المدرسية مشكلات وحلول
تبدو الفروض المدرسية في ازدياد مطّرد مع اقتراب منتصف العام المدرسي. وتشكو أمهات كثيرات صعوبات في إنجاز أبنائهن فروضهم المدرسية.
فهذه تقول إن ابنتها ضعيفة في الرياضيات، وتلك تقول إن ابنها لا يحب درسي التاريخ والجغرافيا، فيما أخرى لا تعرف لمَ ابنها يرتكب الأخطاء الإملائية رغم أنه أنجزها بشكل ممتاز في البيت.
ما من شك في أن للمعلمة دورًا في جعل التلامذة يستوعبون المادة التي تشرحها في الصف، إن لناحية الأسلوب في تدريسها، أو لناحية تعاملها معهم وجعل المادة محببة للتلامذة، وبالتالي تحفزهم على إنجازها بسهولة في البيت. ومع ذلك يواجه بعض التلامذة صعوبة في إنجاز فروضهم في الوقت المحدّد الذي تتطلبه.
وهذه بعض المشكلات التي تواجهها الأمهات... والاختصاصيون يقدمون الحلول الممكنة
1 رغم أن ابني (عشر سنوات) من المتفوّقين في المدرسة فإنه في كل مرة يكون لديه درس تاريخ، أو جغرافيا، أو حفظ أبيات شعر، يتذمّر ويستغرق وقتًا طويلاً، فهو يقول لي بفمه الملآن أكره التاريخ والجغرافيا... ما الفائدة منهما! ولكنه في النهاية ينجزهما بعد صراع طويل. كيف يمكن أن أجعل مسألة حفظ هاتين المادتين سهلة؟
يؤكد اختصاصيو التربية أن الحفظ من أفضل الوسائل لتنشيط منطقة الذاكرة اللغوية في الدماغ التي تساعد على تذكّر طريقة حفظ الكلمات وكتابتها. واللافت أن تلامذة كثرًا يتذمّرون من دروس المحفوظات، رغم أن أداءهم المدرسي ممتاز. لذا يمكن الأم أن تجعل حفظ مواد مثل التاريخ والجغرافيا سهلاً، وذلك من طريق اتباع الارشادات الآتية:
الفهم هو مفتاح الحفظ
من المعلوم أن الفهم هو مفتاح تعليم التلميذ، فهو الذي يثير فضوله. فالحفظ من طريق التكرار من دون فهم، يجعل التلميذ ببغاء لا يعرف معنى ما يقوله، وبالتالي ينسى ما حفظه بمجرد أن يسمّع الدرس للمعلّمة.
لذا ففي كل مرة يفتح التلميذ دفاتره وكتبه في المنزل، يجدر بالأم قبل أن تطلب منه حفظ الدرس، أو إنهاء الفرض أن تسأله عن موضوع الدرس، وماذا يعرف عنه. فخلال بحثه سيجد أمورًا عدة.
فالذاكرة هي رأسماله، وهي التي تقوده. كما يمكن الأم أن تطلب منه إعادة صياغة الدرس على طريقته، ولا بأس إذا عمد إلى رسم بياني لفهم قاعدة من قواعد اللغة، أو تلاوتها بالكلمات التي يجدها سهلة مما يساعده على الحفظ، شرط ألا يغيّر المعنى الأصلي. وبذلك يصبح سهلاً عليه حفظ تعريف، أو قاعدة ما يطبّقها في حل مسائل رياضية.
حفظ ما يفهمه التلميذ فقط
تؤكد الأبحاث التربوية أن التلميذ يحفظ ما يفهمه. إذ طُلب من تلامذة قراءة نص ومحاولة فهم معانيه، مثلاً كالبحث عن معاني بعض المفردات، ومن ثم قراءة نص آخر من دون أن يفهموا معناه، فكانت النتيجة أنّ التلامذة حفظوا النص الأول.
لذا يؤكد معظم التربويين ضرورة أن يقرأ التلميذ الدرس بتأن،ٍ ويفهم التفاصيل، ويطرح الأسئلة حول معاني الكلمات، ويعيد صياغة الجمل الصعبة بطريقة بسيطة تساعد على الفهم. فهذه هي الطريقة المثلى ليُحفظ في الذاكرة مدة طويلة.
تلخيص الدرس قبل حفظه
يملك الإنسان عمومًا نوعين من الذاكرة: ذاكرة المدى الطويل وذاكرة المدى القصير. والأخيرة هي التي تساعد على التعلّم قبل ترسيخ المعلومات في ذاكرة المدى الطويل، إذ إن الذاكرة القصيرة، تستطيع أن تحفظ سبعة أمور في آن واحد، منها المفردات المتداولة والجمل البسيطة.
لذا من الأفضل للتلميذ تقسيم الدرس، وذلك من طريق تلخيصه، وحفظ العناوين الرئيسية والفرعية، واستخلاص الأفكار الأساسية لأقسام الفصل. ومتى تعلّم التلميذ هذه الطريقة، صار يكفيه أن يعيد قراءة الدرس مرات عدة، ليحفظ التفاصيل.
التكنولوجيا في خدمة الحفظ
تتطلب مواد مثل التاريخ والجغرافيا، ولا سيّما الاستظهار أحيانًا أن يلقيها التلميذ شفويًا في الصف. يمكن الأم استعمال التكنولوجيا بهدف تحفيز ابنها أو ابنتها على الحفظ.
مثلاً يمكن أن تقترح الأم على ابنها أن يصوّر نفسه أثناء تلاوتها، كأن يتخيل نفسه مقدمًا تلفزيونيًا يقدم برنامجًا وثائقيًا تاريخيًا أو جغرافيًا، أو مسابقة شعرية، ويشاهد بعد ذلك طريقة أدائه.
هذه طريقة طريفة لأنها تجعل التلميذ يراقب نفسه وكيفية أدائه، وأحيانًا كثيرة يعيد الكرّة إلى أن يصبح راضيًا عن أدائه، وبالتالي فإنه يحفظ المادة بشكل ترفيهي وجيد.
2 أشعر بأن ابني (6 سنوات) يقرأ صوريًا، فهو عندما يقرأ نص مادة القراءة يفكر في الكلمة من دون تهجئتها، بل يبدو كأنه يحاول تذكّرها، وحين أطلب منه تهجئتها، لا يهجّئها بالشكل الصحيح. ما هي الطريقة المثلى لتعزيز قدرة ابني على القراءة والفهم؟
القدرة على الفهم هي عنصر أساسي في القراءة، إذ يحتاج الطفل إلى مستوى معين من الطلاقة والتعرف إلى الكثير من المفردات قبل أن يعتاد فهم ما يقرأه بدون مساعدة أحد. وحين يتمكن من ذلك، من الأفضل أن ينوّع الأهل في مضمون الكتب التي يقرأها. فعندما تحضرين له كتبًا تتضمن مواضيع علمية أو نصوصًا مدرسية أو اجتماعية، يمكنك اتباع الإرشادات الآتية:
- اقرئي الأسئلة التمهيدية التي تسبق موضوع الدرس، والتي حضّرتها المعلمة، فهذا يعطي الطفل فكرة عما سوف يقرأه.
- ألقي نظرة تمهيدية على درس القراءة. انظري إلى الصور والعناوين الرئيسية والفرعية والفهرس والمقدّمة.
- اقرئي باختصار موضوع فرض القراءة، ومن ثم اسألي ابنك ما الذي يعرفه عن الموضوع وما الذي يود تعلّمه.
- اقرئي مع طفلك الجزء الأول من الكتاب بصوت خافت أو مرتفع، والقراءة بصوت عالٍ هي الأنسب.
- اشرحي له الكلمات أو الجمل التي يصعب فهمها، ومن ثم اطلبي من طفلك أن يخبرك عن المعنى المقصود من الجزء الذي قرأتماه.
- تحدثي مع طفلك عن الأفكار المهمة التي تعلّمها، وإذا كان في إمكانه وضع إشارة عليها.
3 يحضّر ابني الإملاء الذاتية في المنزل في شكل جيد ويفاجئني بالأخطاء التي يرتكبها في الصف؟
السبب يعود إلى أن تحضيره للإملاء يكون دفعة واحدة، أي أنه ينسخ الفقرة مرات عدة، وهذه طريقة غير صحيحة لأنه سوف يركّز على بعض الكلمات دون غيرها. لذا على الأم أن تطلب منه أن يتمرّن على كتابتها بالتقسيط.
فتمرين الإملاء المحضّرة يكون قبل ثلاثة أيام على تطبيقه في الصف، وعلى الأم أن تطلب من طفلها نسخ جملة واحدة كل يوم. تساعد هذه الطريقة في ترسيخ المفردات في ذهنه، فيصبح قادرًا على كتابة فقرة كاملة مؤلفة من خمس جملٍ من دون أخطاء.
4 يجد ابني صعوبة في فهم الرياضيات. هل من طريقة لمساعدته؟
هناك عشر طرق لتحسين طفلك في مادة الرياضيات:
- تحدّثي إلى معلمة الصف، واستعلمي عن مادة الرياضيات التي يتلقنها طفلك في المدرسة والمستوى الذي ينبغي أن يكون عليه. واسألي عن أدائه في الصف ومدى مشاركته. فإذا كان يعاني صعوبة، أطلبي من المعلمة أن ترشدك إلى الطريقة المثلى لمساعدته في المنزل. أما إذا كان أداؤه جيدًا فيمكنك القيام بنشاطات ترفيهية تُغني معرفته الرياضية.
- اسمحي له بأن يساعده أحد الرفاق المتفوقين في الرياضيات، في إنهاء فرض الرياضيات، إذ بغض النظر عن مستوى طفلك في الرياضيات، يشعر الأطفال بالمتعة عندما يتشاركون في حل المسائل الرياضية، خصوصًا أنهم غالباً ما ينجحون في تفسير الأمور المتعلقة بالدرس.
- شجّعي ابنك دائمًا على الاهتمام بالرياضيات.
- أظهري له أهمية الرياضيات في الحياة اليومية العامة كأن تطلبي منه أن يحصي مجموع الوحدات الحرارية الموجودة في الطعام، أو أن يراجع مجموع فاتورة الحساب في المطعم، أو أن يحسب كمية البنزين الذي تستهلكه السيارة... فأنت بذلك تجعلينه يربط بين الرياضيات والأمور اليومية.
- تحدثي عن أهمية الرياضيات في العمل. فكثير من المهن تتطلب مهارة في الرياضيات، كالهندسة والتكنولوجيا وإدارة الأعمال.
- الفتي نظره إلى أهمية الرياضيات في الهواية المفضلة لديه.
- شاركيه في الألعاب التي تتطلب استخدام المسائل الرياضية كعدّ الأرقام وإحصائها.
- اطلبي منه أن يساعدك في حل المسائل الرياضية كأن تسأليه ما إذا كانت النقود التي في حوزته تكفي لشراء البيتزا.
- تحدثي عن الرياضيات بشكل إيجابي.
5 يستغرق أبنائي الثلاثة وقتًا طويلاً في إنجاز الفروض. فهم في مختلف المراحل المدرسية، منهم من يتباطأ بحجة أنه ينتظرني حتى أنتهي من مساعدة شقيقته، وآخر يتذمر من كثرة الفروض. فكيف يمكن أن أجعلهم ينجزون الفروض خلال الوقت الذي تتطلبه؟
يمكن الأم تعليم طفلها المهارات اللازمة للقيام بواجباته المدرسية في المرحلة الابتدائية. أما إذا كان لديها أبناء من مختلف المراحل ففي إمكانها اتباع الخطوات الآتية:
- اطلبي منهم جميعًا بعدما ينهون تناول غدائهم، أن يستريحوا نصف ساعة، ومن ثم يقرأون برنامج اليوم التالي ويحضّرون المواد التي عليهم إنجازها، ومن ثم وضع مخطط للدرس، أي ماذا عليهم أن يدرسوا اليوم، وكيف يدرسون وأي المواد عليهم إنهاؤها أوّلاً.
- اطلبي منهم أن يبدأوا أولاً بالفروض الكتابية التي يسهل عليهم إنجازها، ثم المحفوظات
- أثناء مساعدة الابن الأصغر، يمكن الطلب من الشقيقين الأكبر سنًا إذا كان لديهما محفوظات أن يتبادلا المذاكرة لبعضهما. مثلاً زيد لديه درس تاريخ يطلب من أخيه أن يسمّعه له، وعمر يسمّع لزيد القصيدة، أو عمر يملي على زيد الإملاء، هكذا تشعرينهما بالمسؤولية تجاه بعضهما البعض.
- راقبي المدة التي يستطيع كل واحد من الأبناء التركيز فيها. فهناك من يستطيع أن يركز لساعة متواصلة، وهناك من لا يستطيع التركيز لأكثر من عشر دقائق. لذا فأثناء مساعدتك إياهم، لا تصرّي على من لم يستطع التركيز وإنجاز فرضه، ومن ثم تدخلين في نزاع قد يؤثر في الآخرين، بل دعيه يستريح، ثم ساعدي الذي لا يزال قادرًا على التركيز.
- اقترحي عليهم لعب دور المعلّمة فيعيدون شرح الدرس، بصوت مرتفع، لتلامذة وهميين في حال وجدوا صعوبة في الحفظ. من منا لم يقم بذلك عندما كان صغيراً!
- علّميهم وضع خط باللون الفاقع تحت الأفكار الرئيسية.
- أن يحاولوا حفظ القصيدة بطريقة الإنشاد.
- علّميهم كيف يطرحون الأسئلة بشكل واضح. مثلاً كأن تطلبي منهم أن يحدّدوا المسألة التي لا يفهمونها ويسألوا عنها. فالسؤال هو مفتاح المعرفة.
- علّميهم مهارة الاستماع. مثلاً يمكن أن تقرئي قصة، وبعد الانتهاء منها يمكنك طرح بعض الأسئلة المتعلّقة بها أو مناقشة أحداثها، فإذا لم يستطع أحدهم أن يجيب عن بعض الأسئلة أو لم يتمكن من المناقشة فهذا دليل على تشتت ذهنه. هنا عليك لفت انتباهه، وتطلبي منه التركيز.
6 نادرًا ما تكلّمني ابنتي على يومها المدرسي... كيف يمكن أن أكون على اطلاع مستمر على ما يدور خلال يومها المدرسي؟
هناك عشر طرق لتبقي على معرفة بما يدور في المدرسة:
- ضعي لائحة بيانات تتضمن ملاحظات على الأوراق التي تحتاج الى التوقيع، والأبحاث التي تُطلب من ابنتك خلال العام، والرحلات التي ستقام، واسمحي لأطفالك بتدوين ملاحظاتهم الخاصة أيضًا.
- استعلمي عن نظام المدرسة وبرنامجها.
- كوني على تواصل مستمر مع مدرّسة الصف، وكذلك المسؤول عن شؤون التلامذة.
- استمري في حضور اجتماع الأهل، واسألي المعلمة عن احتياجات ابنتك لهذه السنة.
- تطوّعي في النشاطات التي تقيمها إدارة المدرسة. فمثلاً هناك بعض المدارس تقيم معرض كتب في بداية السنة الدراسية، ويمكنك التطوع والمشاركة في هذا النشاط.
- شجّعي أولادك على المشاركة في نشاطات المدرسة خارج ساعات الدرس ،والتي تقام في أيام العطل كالانتساب إلى فريق الرياضة المدرسي، أو الانتساب إلى كشافة المدرسة مثلاً.
- تعرفي إلى صديقات ابنتك في الصف، وشجعيها على دعوتهن لزيارتها في المنزل في عطلة نهاية الأسبوع.
- أجري مناقشة يومية مع ابنتك حول الأمور التي حدثت معها خلال النهار أثناء تناول وجبة العشاء. فهذا الأمر يجعلك مطلعة على ما يحدث في المدرسة.
- ضعي لائحة أسئلة طريفة تطرحينها على ابنتك في أمسيات عطلة الأسبوع. فمثلاً يمكن أن تسأليها عن القلق الذي ينتابها، أو ما الذي يعجبها في المدرسة، وما الجديد الذي تتعلّمه وكوني واضحة في أسئلتك.
تعلمي مع ابنتك وذلك من خلال مرافقتك لها إلى المكتبة العامة أو المتاحف أو المعارض التي تقام فيها نشاطات تربوية، فهذا الأمر يجعلك مشاركة لها في التعليم.